اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم والعن أعدائهم

بسم الله الرّحمن الرّحيم
قال الله تعالي في محكم كتابه الكريم:
(من قتل نفساً بغير نفس أو فساداً في الأرض فكأنّما قتل الناس جميعاً) وفي آيةٍ أخرى قال تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدَّ له عذاباَ عظيماً)
صدق الله العليّ العظيم

إننا ندرك - كما يدرك جميع الخيّرين في العالم - الوضع الحرج الذي يمر به بلادنا العزيز عراق المقدّسات والحضارة العريقة

وكذا ندرك المؤامرات التي تحاك ضدّ هذا الشعب سواءً من أزلام النظام الديكتاتوري المتهري أو القوى التكفيريَّة التي تحالفت معه منذ الوهلة الأولى لتأسيسه! لا لشيء فعله العراقيون!! بل للأحقاد والأمراض الدفينة التي ورثها التكفيريّون وأزلام النظام من أسلافهم فالدافع الذي قاد البعض من أسلافهم إلى أن يُخرج الأكباد من الصدور ويلوكها حقداً وبغضاً على الإسلام والمسلمين هو نفسه الذي ورثه الأحفاد من أسلافهم الجفاة الحفاة...

فجنّ جنونهم عندما رأوا العراقيين يمتلكون مصدر القرار بالتدريج فهالهم هذا! وأخذوا يسلِّطون جمّ غضبهم وحقدهم على الشعب فطال فعلهم الخبيث كل مكوّنات الشعب العراقي بل تجاسروا صراحة على مقدّساته وحاولوا قتل كل ما تطوله أياديهم الملوّثة من أبنائه فلا ننسى نحن أبناء الشعب العراقي وجميع أحرار العالم ما فعله الأرجاس في محرَّم الحرام من قتل زوار الإمام الحسين (عليه السلام) وتفجير بوابة ضريح الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والإمام الكاظم (عليه السلام) وكيف أزهقوا جراء ذلك الأرواح الشريفة من محبّي أهل البيت وشيعتهم وكذلك لا ننسى فاجعة جسر الأئمة وما حصل فيها ولو أردنا سرد فعالهم الخبيثة لطال بنا المقال... ونرى اليوم شرذمة لا تمت للدين والإنسانية بصلة قامت بأعمال إجرامية أخرى مستخفة بكل الموازين الدينية والإنسانية ففجّر أحد الأوغاد نفسه الخبيثة مما سبب ذلك إزهاق أرواح المظلومين في حرم الإمام الحسين (عليه السلام)...
لذا نرى لزاماً على كل الخيّرين من أبناء هذا الشعب الأصيل أن يتّخذوا الخطوات السريعة والصريحة لمكافحة الإرهاب أيّاً كان شكله ومنبعه ولا يرضخوا للتهديدات والأفعال الإجراميَّة لأنَّ شعب العراق شعبٌ حيُّ مجيد:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابدَّ أن يستجيب القدر
ولابدَّ لليل أن ينجلي ولابدَّ للقيد أن ينكسر
فالباطل مهما امتلك من قوّة ومكر فإن الحصيلة النهائية هي الخذلان له ولأتباعه وانتصار الحق وأتباعه، قال تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) وقال تعالى في آيةٍ أخرى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
فعلى الدولة والكادر المسؤول فيها أن يعملوا جدياً ويسخّروا كل طاقاتهم لمكافحة الإرهاب ودحر التكفيرين والصدّاميين الأوغاد ولا تكفينا الشعارات فالإرهابي ومن يسانده ويؤيه ويمدّه بالفعل والقول هو عدوّ العراق والإنسانية وإن أفعالهم مدانة ومستنكرة من قبل الشرائع والقوانين الإلهية والوضعية بل أقولها بصراحة: ليس فقط ما ذكرناه يعد إرهاباً يجب القضاء عليه بل حتى الذي يتسغل منصبه الحكومي لأغراضه الشخصية وهو ليس كفؤاً لحفظ البلاد وصون البلاد فهذا الإرهابي يقتل الأبرياء بفعله الجبان وكذلك المسؤول الحكومي الذي لم يكن مؤهلاً لمنصبه يعد شريكاً لذلك الإرهابي...
فعلى المسؤولين المقصّرين أن يحسبوا جيّداً إن الشعب إن سكت عنهم لظرفٍ ما فإنّه لا يتركهم هم والإرهابيين يعيثون فساداً لأن الشعب العراقي شعب واعٍ سوف يشقّ طريقه نحو الحياة مهما تكن الصعاب وسوف يضع الجناة في قفص الاتهام وينفذ فيهم حكم العدالة فنطلب من المسؤولية في الدولة العراقية اتخاذ الخطوات اللازمة للتحقيق في هذه الجريمة النكراء وتقديم الجناة ومن يقف وراءهم أيّاً كانوا إلى العدالة لينالوا جرّاء ما اقترفت أياديهم الأثيمة...
وعلى الشعب العراقي أن يتابع سير هذه الأعمال ويعبّر عن استنكاره وذلك بالخروج بمظاهرات سلميّة إلى الشوارع للتعبير عن سخطهم واستياءهم ويطالب المسؤولين باتخاذ اللازم لحفظ البلاد والعباد بأسرع وقت...
وعلى كلّ القوى السياسيّة والدول والقنوات الإعلامية التي تساند الإرهاب أو التي ترى أن الإرهاب مقاومة كما يصرّح البعض مستغلاً الوضع الجديد في العراق أن تراجع نفسها وتراجع التأريخ لأن النتيجة الحتمية والقطعية هي لصالح الشعوب مهما تفرعن الطغاة وتعدّدت أساليبهم...
اللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة، تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا فيها كرامة الدنيا والآخرة.
عبد الكريم العقيلي
5/1/2006

أضف تعليق


كود امني
تحديث