بسم الله الرّحمن الرّحيم
قال الله تعالي في محكم كتابه الكريم:
(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ الله فِي الدُّنْيَا وَالاخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)
صدق الله العليّ العظيم
ما تناقلته وسائل الإعلام من الإساءة الكبيرة، لمقام أقدس مقدّسات المسلمين رسولنا الأمين محمّد (صلّى الله عليه وآله) لهي بحق كارثة إنسانية؛
وذلك لأنها تستهين بمشاعر ومقدّسات أكثر من مليار مسلم في العالم، بل هذه الإهانة غير محصورة بالمسلمين، بل تشمل كل الشرفاء والأحرار في العالم؛ لأن الرسول (صلى الله عليه وآله) هو رسول الإنسانية جمعاء، بعث هداية ورحمة للعالمين (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين).
نحن لا نريد العداء للشعب الدنماركي أو النرويجي أو أي شعبٍ في العالم، ولكن عندما تصل المرتبة إلى انتهاك مقدّساتنا والتطاول على كراماتنا فمن موقع المسؤولية الدينية والإنسانية نطالب هذه الشعوب والحكومات، وفي نفس الوقت نطالب هيئة الأمم المتحدة متمثلة بأمينها العام وأعضاء هذه الهيئة وجميع الأحرار في العالم أن يقفوا بوجه هذه الانتهاكات ويطبّقوا ما يدّعوه من احترام لحقوق الإنسان.. فليس من الحكمة والعقل أن يُترك العنان لصحيفة أو كاتب يستهزئ بمشاعر ملايين البشر، وتحت غطاء حريّة الصحافة، فالإسلام هو أول من سنّ الحريات للبشر، وخصوصاً الحريات الفكرية والدينية (لا إكراه في الدين) ولكن هذه الحريات إن لم تسيّر طبق الضوابط الإنسانية وتراعي مشاعر الآخرين فإن نتائجها تكون عكسية ،وتساهم في كبت الحريّات...
فعلى جميع الأخوة المسلمين في العالم أن يتّخذوا الموقف المناسب، الذي يوجبه عليهم دينهم ومعتقدهم، وذلك ليس بالتخريب والانتهاك المقابل، بل كما علّمنا رسولنا الكريم في القرآن العظيم أن نجادلهم بالتي هي أحسن فإن استفاقوا إلى رشدهم فهذا الذي نرومه ونبتغيه، أما إذا أصرّوا على طغيانهم ومساسهم بمقدّساتنا، فعلينا جميعاً أن نقف صفّاً واحداً بوجه هذه الانتهاكات.
(اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعزّ با الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا فيها كرامة الدنيا والآخرة).
عبد الكريم العقيلي
2/2/2006م