اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم والعن أعدائهم

بسم الله الرّحمن الرّحيم
قال الله تعالي في محكم كتابه الكريم:
((وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ))
صدق الله العليّ العظيم
ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ الحادثة المؤلمة التي راح ضحّيتها مئات الشهداء العراقيين على جسر الأئمة في بغداد

عندما كانوا يعظّمون شعائر الله وذلك بإحيائهم مراسم زيارة الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) والمتمّعن في هذا الحدث الجلل والظروف المحيطة به يكشف للعالم أجمع إجرام العصابة الجاهلة المارقة التي نفذت هذا الفعل المشين الجبان وإنَّ امتدادهم هو امتداد لإجرام البعثيين الصداميين المقبورين حيث مارس الطغاة البعثيون الجهلة طيلة 35 عاماً شتى أنواع الظلم والاضطهاد ضد أبناء الشعب العراقي الأبيّ وخصوصاً شيعة المولى أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان أكثر شيء يخيفهم

 هو شعائر الإمام الحسين (عليه السلام) فحاربوا وقمعوا كل شيء يمتّ بصلة لذلك، فأجهدوا أنفسكم وغيرهم واستخدموا كلّ الأساليب الشيطانية لطمس معالم الشعب العراقي الدينية الولائية، ولكن النتيجة عادت عليهم بالخذلان والخسران. قال تعالى: ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)) فالنتيجة الحتميّة إندحار الطغاة وتفتت أوصالهم وأصبحوا في خبر كان أما شيعة المولى أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنهم يزدادون يوماً بعد يوم كمّاً وكيفاً... ألا يكفي هذا وغيره عبرةً للمعتبر إذا كان يملك ذرة من العقل والتعقل ولكن هذا الفعل الجبان يكشف عن غباء وحقد العصابة المجرمة التي نفّذت هذا الفعل المشين وإنَّ أفعالهم لا ترهب العراقيين فالعراقيون شعارهم: ((القتل لنا عادة.. وكرامتنا من الله الشهادة)) وسوف لن تثنيهم هذه الأعمال الإجرامية عن ولائهم وتمسّكهم بحبل الله المتين محمّد وآل محمدّ (صلوات الله عليهم أجمعين) مهما تفرعن الطغاة وتعدّدت أساليبهم... فعلى المسؤولين في الدولة العراقية كافّة أن يبذلوا قصارى جهدهم لتوفير الأمن والأمان لأفراد الشعب العراقي كافة، خصوصاً في هكذا مراسم والتي يجتمع فيها أعدادٌ غفيرة لأداء مراسيمهم العبادية، ونأمل أن لا تتكرّر الأخطاء الأمنية والإدارية، التي كانت جزءاً من السبب في حصول هذه الكارثة الكبرى وإنَّ إزهاق أرواح العراقيين ثمنه غالي على كلّ مقصّر والمسؤولية كبيرة على قوى الأمن والحماية بكافة أقسامها بحيث يمنعوا الطغاة التكفيريين والأقزام البعثيين وغيرهم من تنفيذ أعمالهم الإجرامية ضد أبناء شعبنا العراقي العزيز، فيجب أن يفهم المسؤولون أن المنصب الذي حصلوا عليه هو تكليف وليس امتيازاً شخصياً... وهذا لا يعني أن جميع المسؤولين قد قصّروا في واجبهم بل نشدّ على أيادي الخيّرين العاملين في الدولة العراقية (الإسلاميون والوطنيّون وكافة الخيّرين من شرائح المجتمع العراقي) ونطلب منهم المزيد من بذل الجهد والعمل المتواصل لتوفير الأمن والأمان . فالرحمة والغفران لشهداء العراق وخصوصاً شهداء جسر الأئمة الأبطال والصبر والسلوان لعوائل الشهداء الأبرار والنصر والأمان للعراقيين الأخيار والخزي والخذلان للتكفيرين والصدّاميين الأوغاد
عبد الكريم العقيلي
25 رجب 1426 هـ.ق 30/8/2005م

أضف تعليق


كود امني
تحديث