اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم والعن أعدائهم

 بسم الله الرّحمن الرّحيم
(فبما رحمة من الله لِنتَ لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك ، فاعف عنهم و استغفر لهم ، وشاورهم في الأمر ، فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين)
صدق الله العليّ العظيم

في هذا الخطاب الإلهي تصريح لأمر التشاور وضرورة الاستشارة في الشؤون الهامّة للحياة ، ثمّ العزم والتوكل على الله

، وهذا هو النهج القويم والمسار الصحيح لبناء حياة حرّة كريمة في بلد الرافدين ، وان شعبنا النبيل عانى _ وعلى مدّة طويلة من الزمن _ من ويلات لم يسمع بمثلها, بل ولم يخطر على بال أحد, وكان على رأسها وأهمها تدمير العقل وذلك بقتل الفكر الحر ، وتعطيل الطاقات ، مع الهتك بالنواميس و الأعراض والفتك بالإنسان شكلاً ومضموناً ، الأمر الذي أدّى إلى الاستعلاء على كرامة الإنسان العراقي ، في إطار زمرة حاكمة جاهلة لا تقيم للمثل والقيم وزنا ولم يكن لها معنى في قاموس حكمها وسياستها ، وبعد كل هذا فقد تعلقت مشيئة الله سبحانه وتعالى بتسخير قوى من وراء البحار لتخليص هذا الشعب المقاوم من قلاع طواغيت البعث وأثمرت مقاومة الشعب العراقي وأينعت ثمار إخلاصها عن ختم الملف الأسود من حكم العفالقة المجرمين ، وقد انتقلنا إلى مرحلة جديدة نأمل أن تؤخذ فيها أهم الأسس التي يلزم مراعتها لبناء عراق حرّ كريم مستقل يأخذ بزمام الأمر وذلك بالاهتمام الخاصّ بالشأن التالي :

إسهام الشعب بكل أطيافه وأفراده في كل الخطوات التي تساهم في بناء العراق حكماً وإدارة ، ضمن صياغة دستور دائم يكفل للإنسان في العراق سلامته و أمنه في كل مجالات الحياة ، وضمان حريته وكرامته الأمر الذي يتطلب أن يكون للعراقيين الحق الشرعي في صياغة الدستور وذلك من خلال استفتاء عام نزيه لانتخاب الأكفاء من المفكّرين والسياسيين والمطّلعين من أبناء الوطن ، وسيسهم هذا النحو من التوجّه في تحقيق أمرين هامّين للغاية . الأمر الأوّل : شعور المواطن بأنّ هذا الدستور هو دستور ناشئ عن إرادة جماهيرية وبالتالي هو قرارهم ورأيهم . الأمر الثاني : قطع الطريق أمام المشككين في مصداقية استقلال العراقيين في قراراتهم ، وبدون ذلك سيكون أصل البناء هشّاً ، وربما يسبب _ لا سمح الله _ في إعادة ديكتاتورية جديدة ملبسة بزي آخر . والله نسأل التوفيق والتسديد لجميع العاملين في خدمة شعبنا المظلوم ، وإقرار العدل والأمن وإعادة كرامة الإنسان وحريته ،والحمد لله أوّلاً وأخراً
عبد الكريم العقيلي
8 صفر 1424 هـ.ق الموافق: 10/4/2005م

أضف تعليق


كود امني
تحديث