نسبه الشّريف عليه السلام
الإمام عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب بن عبد المُطلب بن هشام بن عبد مُناف بن قُصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن مُرة بن لُؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة مدرك بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان عليهم السّلام.
ولادته عليه السلام
أشرقت الأرض بنور ربّنا تبارك وتعالى بولادة الإمام زين العابدين عليه السّلام الذي فجّر ينابيع العلم والحكمة في الأرض، وقدّم للنّاس بسيرته أروع الأمثلة والدّروس في نكران الذّات، والتّجرد عن الدّنيا، والانقطاع إلى الله. وقد استقبلت الأسرة النّبويّة بمزيد من الأفراح والمسرّات هذا الوليد المُبارك الذي بشّر به النّبيّ صلّى الله عليه وآله، وقد شملت الابتهاجات جميع من يتصل بأهل البيت من الصّحابة وأبنائهم، وقد ولد - فيما يقول بعض المؤرخين - ضعيفاً نحيفاً، يقول السّيد عبد العزيز سيد الأهل: لقد ولد ضعيفاً نحيفاً تلوح في نظراته ومضات خافتة، وكأنّها ومضات همّ مُنطفئ، فهذه الومضات المكسورة أن دلّت فإنّما تدلّ على حزن قادم يوشك أن يقع... لقد رافقته الخطوب وصاحبته الآلام منذ ولادته، فقد اختطفت يد المنون أمّه الزّكيّة، وهو في المهد، وتتابعت عليه المحن بعد ذلك يتبع بعضها بعضاً، فلم يبتل أي إنسان بمثل ما أبتلي به هذا الإمام العظيم.
وسارع جدّه الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام أو أبيه الإمام الحُسين عليه السّلام إلى إجراء مراسيم الولادة الشّرعيّة على الوليد المُبارك، فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليُسرى، وقد أقام بذلك في قلبه معبداً ينبض بأحاسيس التّقوى والصّلاح، فكانت نغماً حيّاً يسيّره نحو البر والعمل الصّالح.
إن أوّل ما استقبل به الإمام زين العابدين في هذه الحياة، هو صوت الله أكبر. وقد طبع في قلبه ومشاعره، وصار في ذاتياته ومقوماته. وفي اليوم السّابع مع ولادته عقّ عنه أبوه بكبش، وحلق رأسه، وتصدّق بزنته فضة أو ذهباً على المساكين عملاً بالسنّة الإسلاميّة المُقدّسة.
مكان ولادته عليه السّلام
اختلف المؤرخون في المكان الذي حظي بولادة الإمام زين العابدين عليه السّلام، على أقوال، منها.
القول الأوّل: ولد عليه السّلام في الكوفة.
القول الثّاني: كانت ولادته عليه السّلام في يثرب.
والقريب من الرّوايات الصّحيحة، أنّ ولادته كانت في الكوفة، وإنّه ولد قبل وفاة جدّه أمير المؤمنين عليه السّلام بسنتين، ومن المقطوع به أنّ الإمام الحُسين وأفراد عائلته كانوا مع الإمام أمير المؤمنين في الكوفة، ولم يقم أي أحد منهم في يثرب طيلة خلافته.
زمان ولادته عليه السّلام
وأيضاً تضاربت أقوال المؤرخين في الزّمان الذي كانت فيه ولادة الإمام عليه السّلام، حيث قالوا:
القول الأوّل: ولد عليه السّلام في اليوم الخامس من شعبان سنة 38 هـ وذلك في يوم الخميس.
القول الثّاني: ولد عليه السّلام في يوم الجمعة لتسع خلون من شعبان سنة 38هـ.
القول الثّالث: ولد عليه السّلام في النّصف من جمادى الأولى سنة 38 هـ.
القول الرّابع: ولد عليه السّلام يوم الجمعة 26 جمادى الآخرة سنة 38 هـ.
القول الخامس: ولد عليه السّلام في شهور سنة 33 هـ وهذا القول شاذ ومخالف لما أجمع عليه الرّواة والمؤرّخون من أنّ ولادته كانت سنة 38 هـ.
والمشهور عند الإماميّة أعلى الله مقامهم هو القول الأوّل، فإنّهم يقيمون مهرجاناتهم العامة إحياءً لذكرى ولادته في اليوم الخامس من شعبان.
أسماؤه عليه السلام
الشّيء المُحقّق الذي أجمع عليه المؤرخون والرّواة هو أنّ الرّسول الأعظم صلّى الله عليه وآله قد سمّى حفيده بعليّ بن الحُسين، ولقبه بزين العابدين، وذلك قبل أن يخلق بعشرات السّنين، وكان ذلك من العلامات الباهرة لنبوّته صلّى الله عليه وآله... وقد تظافرت الأخبار بنقل ذلك عنه، وهذه بعضها...
1- روى الصّحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كنت جالساً عند رسول الله صلّى الله عليه وآله والحُسين في حجره، وهو يداعبه، فقال صلّى الله عليه وآله: يا جابر، يولد له مولود اسمه عليّ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيّد العابدين، فيقوم ولده، ثمّ يولد له ولد اسمه مُحمّد، فإن أدركته يا جابر فأقرئه منّي السّلام...
وأذاع جابر هذا الحديث كما أنّه أدرك الإمام مُحمّد الباقر عليه السّلام وبلغه هذه التّحيّة من جدّه الرّسول صلّى الله عليه وآله، فتلقاها الإمام بمزيد من الغبطة والسّرور.
2- روى الحافظ ابن عساكر، بسنده عن سفيان بن عيينة، عن ابن الزّبير، قال: كُنّا عند جابر فدخل عليه عليّ بن الحُسين، فقال له جابر: كنت عند رسول الله صلّى الله عليه وآله فدخل عليه الحُسين فضمّه إليه، وقبّله، وأقعده إلى جنبه، ثمّ قال صلّى الله عليه وآله: يولد لابني هذا ابن يُقال له: عليّ بن الحُسين، إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيّد العابدين، فيقوم هو.
3- روى سعيد بن المُسيب، عن ابن عباس: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين؟ فكأنّي أنظر إلى ولدي عليّ بن الحُسين يخطر بين الصّفوف... هذه بعض النّصوص التي أثرت عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله في تسميته لحفيده بعليّ ومنحه بلقب زين العابدين، كما فيها الإشادة بأهميّته ومكانته عند الله تعالى.
صفاته الجسديّة عليه السلام
أمّا صفاته وملامحه الجسميّة فقد ذكر المؤرخون أنّه كان أسمرَ قصيراً نحيفاً ورقيقاً، وكان كُلّما تقدّمت به السّن إزداد ضعفاً وذبولاً، وذلك لكثرة عبادته، وقد أغرقته في الأحزان والآلام مذبحة كربلاء، فقد ظلّت أهوالها تلاحقه حتّى لحق بالرفيق الأعلى.
هيبته عليه السلام
أمّا هيبته فتعنوا لها الوجوه والجباه، فكانت تعلو على أسارير وجهه أنوار الأنبياء، وهيبة الأوصياء، ووصف شاعر العرب الأكبر الفرزدق في رائعته هيبة الإمام بقوله:
يـكاد يـمسكه عـرفان iiراحته ركـن الحطيم إذا ما جاء iiيستلم
يغضي حياءً ويغضى من مهابته فـلا يـكُلّم إلا حـين iiيـبتسم
ويقول الشّيخاني القادري: وكان لا تشبع من رؤية صباحة وجهه عين النّاظر، لقد كانت هيبته تحكي هيبة جده الرّسول الأعظم صلّى الله عليه وآله، وقد بهر بها المُجرم السّفاح مُسلم بن عقبة، الذي استهان بجميع القيم والمقدّرات، فحينما رأى الإمام ارتعدت فرائصه، وقابله بمزيد من العناية والتّكريم، وقال لمن حوله: إنّ لعليّ زين العابدين سيماء الأنبياء.
كُناه عليه السلام
ومن كنّي الإمام زين العابدين عليه السّلام:
1 - أبو الحُسين.
2 - أبو الحسن.
3 - أبو مُحمّد.
4 - أبو عبد الله.
5 - أبو القاسم.
ألقابه عليه السلام
أمّا ألقابه الشّريفة فهي تحكي نزعاته الخيّرة، وما اتصف به من محاسن الصّفات ومكارم الأخلاق، وعظيم الطّاعة والعبادة لله، وهذه بعضها:
1- زين العابدين
وأضفى عليه هذا اللقب جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله قبل ولادته - كما تقدّم- وإنّما لقب به لكثرة عبادته وقد عرف بهذا اللقب، واشتهر به، حتّى صار اسماً له، ولم يُلقب به أحد سواه، وحقّاً أنّه كان زيناً لكُلّ عابد وفخراً لكُلّ من أطاع الله.
2- سيّد العابدين
من ألقابه البارزة سيّد العابدين، وذلك لما ظهر منه من الانقياد والطّاعة لله، فلم يؤثر عن أي أحد من العبادة مثل ما أثر منه عدا جده الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام.
3- ذو الثّفنات
عن الإمام الباقر عليه السّلام: كان أبي في موضع سجوده آثار نابتة فكان يقطعها في السّنة مرتين، في كُلّ مرة خمس ثفنات، فسمّي ذو الثفنات.
4- الزّكي
لُقب بالزّكي؛ لأنّ الله زكّاه وطهّره من كُلّ دنس، كما زكّى آباءه الذين أذهب عنهم الرّجس وطهرهم تطهيراً.
5- الأمين
من ألقابه الشّريفة التي عُرف بها الأمين فقد كان المثل الأعلى لهذه الصّفة الكريمة، وقد قال عليه السّلام: لو أنّ قاتل أبي أودع عندي السّيف الذي قتل به أبي لأديته إليه.
6- ابن الخيرتين
قال الزّمخشري: روي عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله، أنّه قال: [ لله ] من عباده خيرتان، فخيرته من العرب قريش، ومن العجم فارس، وكان يُقال لعليّ بن الحُسين ابن الخيرتين.
وروي أنّ أبا الأسود الدؤلي قال فيه: وإنّ غلاّماً بين كسرى وهاشم، لأكرم من نُيطت عليه التّمائم.
وقال ابن طلحة: هذا زين العابدين، قُدوة الزّاهدين، وسيّد المُتقين، وإمام المؤمنين، سمته تشهد أنّه من سلالة رسول الله، وسمته تثبت مقام قُربه من الله زلفاً، وثفناته تسجل بكثرة صلاته وتهجده، وإعراضه عن متاع الدّنيا ينطق بزهده فيها، درت له أخلاف التّقوى فتفوقها، وأشرقت لديه أنوار التأييد فاهتدى بها، وألفته أوراد العبادة فآنس بصحبتها، وحالفته وظائف الطّاعة فتحلّى بحليتها، طالما اتّخذ الليل مطيّة فركبها لقطع طريق الآخرة، وظمأ الهواجر دليلاً استرشد به في مفازة المُسافرة، وله من الخوارق والكرامات ما شوهد بالأعين الباصرة، وثبت بالآثار المتواترة، وشهد أنّه من ملوك الآخرة.
هذه بعض ألقابه، وذكرت له ألقاب أخرى، وهي تنم عما اتصف به من الصّفات الرّفيعة والمؤهلات العظيمة، منها كما في العوالم ج 18:
1- السّجاد.
2- البكّاء.
3- الزّاهد.
4- العدل.
5- الخاشع.
6- أبو الأئمة.
7- الخالص.
8- الرّهباني
9- وصيّ الوصيّين.
10- العابد.
11- وارث علم النّبيّين.
12- إمام الأئمة.
13- خازن وصايا المُرسلين.
14- سيّد السّاجدين.
15- منار القانتين.
16- إمام المؤمنين.
زوجاته عليه السلام
روي أنّه عليه السّلام تزوَّج سبع نساء أوّلهنّ هي.
السّيدة فاطمة بنت الإمام الحسن بن عليّ عليهما السّلام، أم الإمام مُحمّد الباقر، وتكنى أم عبد الله، وقيل أم الحسن، وتكنى أم عبد الله وكانت من سيّدات نساء بني هاشم، وكان الإمام عليّ بن الحُسين زين العابدين عليه السّلام يسمّيها الصّديقة.
ويقول فيها الإمام أبو عبد الله جعفر بن مُحمّد الصّادق عليه السّلام: كانت صدّيقة لم تدرك في آل الحسن مثلها. وهو هاشمي من هاشميين، علوي من علويين، فاطمي من فاطميين، لأنّه أوّل من اجتمعت له ولادة من الحسن والحُسين عليهما السّلام.
وروي عن أبي جعفر عليه السّلام قال: كانت أمّي قاعدة عند جدار، فتصدع الجدار، وسمعنا هدّة شديدة، فقالت بيدها: لا وحق المُصطفى ما آذن الله لك في السّقوط، فبقي معلقاً حتّى جازته، فتصدق عنها أبي بمئة دينار.
وذكرها الإمام الصّادق عليه السّلام يوماً فقال: كانت صّديقة لم يدرك في آل الحسن مثلها. وأما السّت الباقيات فهُنَّ جواري.
أولاده عليه السلام
روى الشّيخ المفيد: أولاد عليّ زين العابدين عليه السّلام خمسة عشر بين ذكر وأنثى، أحد عشر ذكراً وأربع بنات. أكبرهم سناً وقدراً الإمام مُحمّد بن عليّ المُلقب بـ الباقر. أمّه فاطمة بنت الإمام الحسن عليه السّلام أولدت له أربعة هم: الحسن والحُسين ومُحمّد الباقر وعبد الله وبه كانت تكنى.
وله من الذّكور أيضاً زيد وعمر وأمهما أمّ ولد.
والحُسين الأصغر، وعبد الرّحمن وسليمان أمّهما أم ولد.
ومُحمّد الأصغر وعليّ الأصغر، وكان أصغر أولاده الذّكور.
وخديجة وفاطمة وعليّة وأم كُلّثوم أمّهن أم ولد.
وأما زيد بن عليّ الشّهيد فقد نشأ في بيت الإمام زين العابدين حفيد الإمام عليّ بن أبي طالب باب مدينة العلم، هذا البيت الذي يعد مهد العلم والحكمة، تعلم فيه القُرآن الكريم فحفظه واتجه إلى الحديث الشّريف فتلقاه عن أبيه حتّى أصبح بعد فترة واسع العلم والمعرفة، وبعد أن تركه والده في حدود الرّابعة عشرة من عمره تعهده أخوه الإمام الباقر فزوده بكُلّ ما يحتاج من الفقه والحديث والتفسير حتّى أصبح من مشاهير عُلماء عصره ومرجعاً معروفاً لرواد العلم والحديث والحكمة والمعرفة، سافر إلى البصرة عدّة مرّات وناظر علماءها ومنهم واصل بن عطاء رأس المعتزلة يوم ذاك، ناظره في أصول العقائد.
وقد طلب هشام بن عبد الملك إلى الشّام وكان مجلسه حافلاً بأعيان أهل الشام وخاصّته، فقال له: بلغني أنك تؤهل نفسك للخلافة وأنت ابن أمة، فأجابه زيد بن عليّ على الفور:
ويلك يا هشام أمكان أمّي يضعني؟ والله لقد كان إسحاق ابن حرّة وإسماعيل بن أمة ولم يمنعه ذلك من أن بعثه الله نبيّاً وجعل من نسله سيّد العرب والعجم مُحمّد بن عبد الله، إنّ الأمهات يا هشام لا يقعدن بالرّجال عن الغايات، اتق الله في ذريّة نبيّك.
فغضب هشام، وقال: ومثلك يا زيد يأمر مثلي بتقوى الله؟
فردّ عليه زيد بقوله: إنّه لا يكبر أحد فوق أن يوصى بتقوى الله ولا يصغر دون أن يوصي بتقوى الله.
ومضى زيد في طريقه إلى الكوفة، ثمّ إلى البصرة، ثمّ أرسل رسائله ورسله إلى المدائن والموصل وغيرهما، وانتشرت دعوته في سواد العراق ومدنه. ولما بلغ أمره هشام بن عبد الملك أرسل إلى واليه على العراق يوسف بن عمر يأمره بمضايقة زيد ومطاردته. وحدثت معركة أصيب فيها زيد فدفنه أصحابه في مجرى ماء حتّى لا يصلب أو يحرق، لكن ذلك لم يفده، أحدث قتله استياءً عاماً في المناطق الإسلاميّة جميعاً، وتجدّد البُكاء على أهل البيت ولف الحزن كُلّ من يحبهم ويسير على خطاهم.
وممّن تحدثت عنهم كتب الأنساب من أولاد الإمام عليّ زين العابدين عبد الله بن عليّ الملقب بالباهر، حيث كان فاضلاً فقيهاً روى عن آبائه وأجداده أحاديث كثيرة، روى بعضهم قال: سألت أبا جعفر الباقر: أي إخوانك أحبّ إليك وأفضل؟ فقال: أمّا عبد الله فيدي التي أبطش بها. وأما عُمر فبصري الذي أبصر به، وأمّا زيد فلساني الذي أنطق به، وأما الحُسين فحليم يمشي على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً وكان عبد الله يلي صدقات رسول الله وصدقات أمير المؤمنين عليه السّلام، وأمّا عمر فقد كان ورعاً جليلاً وسخياً كريماً تولى صدقات جدّه عليه السّلام واشترط على كُلّ من يبتاع ثمارها أن يثلم في الحائط ثلمة لكي تأكُلّ منها المارة ولا يرد أحداً عنها، ويروى عنه أنّه قال:
المفرط في حبّنا كالمفرط في بغضنا أنزلونا بالمنزل الذي أنزلنا الله به، ولا تقولوا فينا ما ليس بنا إن يعذبن الله فبذنوبنا وإن يرحمنا فبرحمته وفضله علينا.
وأمّا ولده الحُسين بن عليّ عليه السّلام فإنه كان فاضلاً ورعاً، يروي عن أبيه عليّ بن الحُسين وعمته فاطمة بنت الحُسين عليه السّلام التي أودعها الحُسين عند خروجه من المدينة إلى كربلاء وصيّته، كما روى عن أخيه أبي جعفر الباقر، وقد عدّه الطّوسي في رجاله من أصحاب الباقر والصّادق عليهما السّلام.
والإمام مُحمّد بن عليّ زين العابدين المعروف بالباقر عاش سبعة وخمسين عاماً أدرك فيها جدّه الحُسين عليه السّلام ولزمه نحواً من أربع سنوات، وعاش مع أبيه السّجاد بعد جدّه خمساً وثلاثين سنة، وفي طفولته كانت المحنة الكُبرى التي حلّت بأهل البيت في كربلاء، واستشهد فيها جدّه الحُسين ومن معه من إخوته وبني عمه وأصحابه عليه السّلام جميعاً، وتجرّع هو مرارتها وشاهد بعدها جميع الرّزايا والمصائب التي توالت على أهل بيته من قبل الحكام الطغاة، الذين تنكروا للقيم والأخلاق وجميع المبادئ الإسلاميّة، وعاثوا فساداً في البلاد، ولم يتركوا رذيلة واحدة إلا مارسوها بشتّى أشكالها ومظاهرها، في إسرافهم على ملذّاتهم ونواديهم القذرة الفاجرة.
في هذا الجو المشحون بالظلم والقهر والفساد عاش الإمام الباقر عليه السّلام وقد علمته الأحداث الماضية مع آبائه وأجداده خذلان النّاس لهم في ساعات المحنة فقرر أن ينصرف عن السّياسة ومشاكُلّ السّياسيين ومؤامراتهم إلى خدمة الإسلام ورعاية شؤون المُسلمين، عن طريق الدفاع عن أصول الدّين الحنيف ونشر تعاليمه وأحكامه، فناظر الفرق التي انحرفت في تفكيرها واتجاهاتها عن الخط الإسلامي الصّحيح، كمسألة الجبر والإرجاء التي روّجها الحكام لمصالحهم الشخصية. لقد فرضت عليه مصلحة الإسلام العُليا أن ينصرف إلى الدفاع عن القعيدة الإسلاميّة، فالتف حوله العديد من العُلماء والكثير من طلاب العلم والحديث من الشّيعة وغيرهم.
اُمّه عليهما السلام
نحن بين يدي سيدة كريمة من سيدات نساء المُسلمين عفّة وشرفاً وطهارة، وهي السّيدة الجليلة شاه زنان، أم الإمام زين العابدين عليه السّلام، وتحتل هذه السيدة الجليلة المكانة المرموقة في عالم المرأة المُسلمة، فقد كانت من سيدات نساء عصرها، بل وفي الطليعة من سيدات نساء المُسلمين، وقد تحلّت بأوسمة شريفة كان من بينها:
ألف - إنّها زوجة أبي الأحرار وسيد الشّهداء الإمام الحُسين عليه السّلام.
ب - إنّها أمّ الإمام زين العابدين وسيّد السّاجدين عليه السّلام
ت - إنّها جدّة الأئمة الطّاهرين من نسل الإمام زين العابدين عليه السّلام.
ث - إنّها الرّابطة المقدسة بين العرب والفرس، فهي حفيدة كسرى الملك العادل، ومفخرة ملوك الشرق الذي يقول فيه النّبيّ صلّى الله عليه وآله - باعتزاز - ولدت في زمن الملك العادل كسرى..
وقد أكسبتها هذه الجهات شرفاً إلى شرفها، ومجداً إلى مجدها.
صفاتها النفسية
أمّا صفاتها النّفسية فكان البارز منها العفة، والطّهارة، والكمال، وسمو الآداب وحدة الذّكاء، ونظراً لما توفرت فيها من النزعات الخيرة، والصفات الشّريفة، فقد بادر الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام إلى زواجها من ولده الإمام الحُسين عليه السّلام، كما عهد إليه بالإحسان إليها، والبر بها....
كيفية إقتران أمّه بأبيه عليهما السّلام
روى جمع من المؤرخين والرّواة أن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام لما ولي الخلافة أرسل حريث بن جابر والياً على جانب من المشرق فبعث إليه بابنتي يزدجر بن شهريار فنحل شاه زنان إلى ولده الإمام الحُسين عليه السّلام فولدت له الإمام زين العابدين عليه السّلام، ونحل الأخرى إلى مُحمّد بن أبي بكر فولدت له القاسم، الفقيه.
أقوال شاذة
ذكر بعض المؤرخين أقوالاً شاذة فيما يتعلق بنسب السيدة شاه زنان وهي:
الأوّل: إنها من بلاد السند.
الثّاني: إنها من سبي كابل.
وهذان القولان قد خالفا ما أجمع عليه الرّواة والمؤرخون من أنّها ابنة يزدجر ملك الفرس، وقد شاع ذلك حتّى في عصر الإمام، وعرفه النّاس جميعاً، وفي ذلك يقول أبو الأسود الدؤلي المعاصر للإمام:
وأن وليداً بين كسرى iiوهاشم لأكرم من نيطت عليه iiالتّمائم
هو النّور نور الله موضع سره ومـنبع يـنبوع الإمامة iiعالم
وقد أدلى الإمام زين العابدين عليه السّلام بذلك بقوله: أنا ابن الخيرتين وقد أشار عليه السّلام بذلك إلى الحديث النبوي المستفيض: لله تعالى من عباده خيرتان: فخيرته من العرب قريش، ومن العجم فارس... وقال بعض المؤرخين: أن عليّ بن الحُسين جمع بين النبوة والملك من ناحية أجداده.
اسمها الشّريف
وعُرفت السيدة أمّ الإمام عليه السّلام بشاه زنان، وهذا ليس اسماً لها، وإنما هو لقب لها، ومعناه في اللغة العربية ملكة النساء أو سيدة النساء، أما اسمها الشريف فقد اختلف فيه المؤرخون، وفيما يلي بعض أقوالهم:
1- سلامة.
2- سلافة.
3- غزالة.
4- سلمة.
5- سادرة.
6- شهربانويه.
عناية الحُسين بها عليهما السّلام
وأحاط الإمام الحُسين عليه السّلام زوجته السيدة شاه زنان بهالة من العناية والتكريم، وقدمها على بقية نسائه، وقد وجدت هذه السيدة في كنف الإمام وتحت ظلاله من الاحتفاء والتكريم ما أنساها ما كانت فيه من الترف والنعيم أيام ملك أبيها، وقد غذاها الإمام بتعاليم الإسلام، وروحانيته، حتّى زهدت بما كانت فيه من الملك والسّلطان، يقول السّيد عبد العزيز سيّد الأهل:
وعلّمها الحُسين عليه السّلام من تعاليم الإسلام ما أنساها قصور المدائن ومروج كابل....
وفاة أمّه عليهما السّلام
رحلت هذه السّيدة الجليلة إلى الدّار الآخرة والإمام زين العابدين عليه السّلام في المرحلة الأولى من طفولته، فقد أصابتها بعد ولادتها حمّى النّفاس، وظلت ملازمة لها، واشتد بها الحال، وفتك بها المرض فتكاً ذريعاً وذبلت نضارتها، وعادت كأنّها جثمان فارقته الحياة، وكانت تلقي نظرات مشفوعة بالألم والحسرات على طفلها الرّقيق الذي لم ينتهل من نمير عطفها وحنانها.
واشتدت بها الحمى، وانتابتها آلام مُبرحة، وبقيت أياماً تعاني من شدة الأسقام حتّى صعدت روحها إلى السّماء كأسمى روح صعدت إلى الله، وقد انطوت بموتها صفحة ناصعة من صفحات الفضيلة والعفة والحياء، وكُلّ ما تعتز به المرأة من أدب وكمال... وقد رُزئت الأسرة النّبويّة بوفاة هذه السيدة الجليلة التي كانت تمثل الشرف والفضيلة، وقد جرى لها تشييع حاشد ضم الإمام الحُسين وخيار المُسلمين وجماهير كثيرة من المُسلمين، وقد وارى جثمانها الشّريف في الكوفة، وقد تألم الإمام الحُسين لفقد هذه السيدة التي عاشت بينهم أياماً كأيام الزّهور فلم يطل منها العهد.
لقد نكب الإمام زين العابدين عليه السّلام بوالدته وهو في أوّل مرحلة من مراحل طفولته، وكان ذلك إيذانا للمحن والخطوب التي حلّت عليه.
النصّ على إمامته عليه السلام
يعتبر النّص على الإمام ضرورياً عند الشيعة الإماميّة في تعيين الإمام، ونفي الرّيب عنه، وقد تواترت النّصوص على إمامة الإمام زين العابدين عليه السّلام، ونشير إلى بعضها:
النّصّ الأوّل: إنّ الرّسول الأعظم صلّى الله عليه وآله عيّن أوصياءه وخلفاءه الاثني عشر من بعده، وصرح بأسمائهم، ومنهم الإمام زين العابدين عليه السّلام وقد تضافرت النصوص بذلك.منها: ما رواه أبو خالد الكابلي عن عليّ بن الحُسين: إنّ أباه الحُسين قال له: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله فرايته مُفكراّ فقلت له: مالي أراك مفكراً؟ قال: إنّ الأمين جبرائيل أتاني وقال: العلي الأعلى يُقرئك السّلام ويقول: قد قضت نبوّتك واستكملت أيّامك فاجعل الاسم الأعظم وآثار النبوة عند عليّ بن أبي طالب، فإنّي لا أترك الأرض إلا وفيها عالم يعرف به طاعتي وولايتي، وإنّي لم اقطع علم النّبوّة من الغيب من ذريّتك كما لم اقطعها من ذرّيات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم، ثم ذكر أسماء الأئمة القائمين بالأمر بعد عليّ بن أبي طالب وهم: الحسن والحُسين ثمّ أولاد الحسين أوّلهم ابنه عليّ وآخرهم الحجة بن الحسن.
النّصّ الثّاني: إنّ الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام قد نصّ على إمامة حفيده زين العابدين وذلك حينما حضرته الوفاة فقد أوصى إلى ابنه الزّكي الإمام الحسن عليه السّلام وعيّنه من بعده، ودفع إليه مواريث الأنبياء، وأشهد على ذلك ولده الإمام الحُسين ومُحمّد بن الحنفية وجميع أولاده ورؤساء شيعته، وقال للحسين: إنّك القائم بعد أخيك الحسن، وإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله يأمرك أن تدفع المواريث من بعدك إلى ولدك زين العابدين، فإنّه الحجة من بعدك، ثمّ أخذ بيد زين العابدين وكان طفلاً، وقال له: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله يأمرك أن توصي بالإمامة من بعدك إلى ولدك مُحمّد الباقر، واقرأه من رسول الله ومنّي السّلام.
النّصّ الثّالث: إنّ الإمام الحُسين نصّ على إمامة ولده زين العابدين عليه السّلام، وعهد إليه بالإمامة من بعده، فقد روى الزّهري قال: كنت عند الحُسين بن عليّ إذ دخل عليّ بن الحُسين الأًصغر - يعني زين العابدين - فدعاه الحُسين وضمه إليه ضمّاً، وقبل ما بين عينيه، والتفت الزّهري إلى الإمام الحُسين فقال له:
يا ابن رسول الله إن كان ما نعوذ بالله أن نراه فإلى من؟...
فقال الحُسين: عليّ ابني هذا هو الإمام أبو الأئمة...
وعن مُحمّد بن مسلم، قال: سألت الصّادق جعفر بن مُحمّد عليه السّلام عن خاتم الحُسين بن عليّ عليهما السّلام إلى من صار؟ وذكرت له أني سمعت أنه اخذ من إصبعه فيما اُخذ، قال عليه السّلام: ليس كما قالوا، إنّ الحُسين عليه السّلام أوصى إلى ابنه عليّ بن الحُسين عليه السّلام، وجعل خاتمه في إصبعه، وفوّض إليه أمره، كما فعله رسول الله صلّى الله عليه وآله بأميرالمؤمنين عليه السّلام، وفعله أميرالمؤمنين بالحسن عليهما السّلام، وفعله الحسن بالحُسين عليهما السّلام، ثمّ صار ذلك الخاتم إلى أبي عليه السّلام بعد أبيه، ومنه صار إلي فهو عندي وإنّي لالبسه كُلّ جمعة واُصلي فيه، قال مُحمّد بن مُسلم: فدخلت إليه يوم الجمعة وهو يُصلّي، فلما فرغ من الصّلاة مدّ إليّ يده فرأيت في إصبعه خاتماً نقشه: لا إله إلا الله عدّة للقاء الله، فقال: هذا خاتم جدّي أبي عبدالله الحُسين بن عليّ عليه السّلام.
مُدّة عُمره عليه السلام
57 عاماً.
مُدّة إمامته عليه السلام
35 عاماً.
أقوال معاصريه فيه عليه السلام
أدلى المعاصرون للإمام زين العابدين عليه السّلام من العُلماء، ومُختلف الشّخصيات بانطباعاتهم عن شخصيّته، وكُلّها إكبار وتعظيم له سواء في ذلك من أخلص في الود أو أضمر له العداوة والبغضاء، وفيما يلي كُلّماتهم.
1- جابر الأنصاري
وكان الصّحابي العظيم جابر بن عبد الله الأنصاري مُنقطعاً لأهل البيت عليهم السّلام ومن الموالين لهم، وقد أعرب عن إعجابه البالغ بالإمام عليه السّلام قائلاً:
ما رؤي في أولاد الأنبياء مثل عليّ بن الحُسين...
2- عبد الله بن عباس
كان عبد الله بن عباس على جلالة شأنه وتقدمه في السّن يجلّ الإمام زين العابدين وينحني خضوعاً وتكريماً له، فإذا رآه قام تعظيماً، ورفع صوته قائلاً: مرحباً بالحبيب الحبيب.
3- الزّهري
كان مُحمّد بن مسلم القرشي الزّهري قد أدلى بمجموعة من الكُلّمات القيّمة أعرب فيها عما يتصف به عليه السّلام من القيم الكريمة والمثل العظيمة، وهذه بعض كُلّماته:
1- ما رأيت هاشمياً مثل عليّ بن الحُسين...
2- ما رأيت قرشياً أورع، ولا أفضل منه...
3- ما رأيت قرشياً أفضل من عليّ بن الحُسين...
4- لم أدرك بالمدينة أفضل منه.
5- لم أدرك في أهل البيت رجلاً كان أفضل من عليّ بن الحُسين...
6- ما كان أكثر مجالستي من عليّ بن الحُسين، ما رأيت أحداً أفقه منه.
7- كان عليّ بن الحُسين أفضل أهل زمانه، وأحسنهم طاعة.
8- ينادي مناد في القيامة ليقم سيّد العابدين في زمانه فيقوم عليّ بن الحُسين.. أشار بذلك إلى الحديث النبوي المشهور: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيّد العابدين، فيقوم.
9- سئل الزّهري عن أزهد النّاس في الدّنيا؟ فقال: عليّ بن الحُسين.
10- قال سفيان بن عيينة: قلت للزّهري: لقيت عليّ بن الحُسين؟ قال: نعم لقيته، وما لقيت أحداً أفضل منه، والله ما علمت له صديقاً في السّر، ولا عدواً في العلانيّة، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأني لم أر أحداً، وإن كان يحبّه إلا وهو لشدّة معرفته بفضله يحسده، ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه إلا وهو لشدّة مداراته له يداريه...
ومن المؤكد أنّ الزّهري لم يدل بهذه الكُلّمات إلا بعد اتصاله الوثيق بالإمام، ومعرفته التّامة بما اتصف به من المثل العُليا والقيم الكريمة، وقد بلغ من إعجابه به أنه إذا ذكره بكى وقال: زين العابدين.
4- سعيد بن المُسيب
وكان سعيد بن المسيب من الفُقهاء البارزين في يثرب، ويقول الرّواة: إنّه ليس من التّابعين من هو أوسع علماً منه، قد صحب الإمام زين العابدين ووقف على ورعه، وشدة تحرجه في الدّين، وقد سجل ما رآه وبهر به من مثل الإمام بهذه الكُلّمات:
1- ما رأيت أورع منه - أي من عليّ بن الحُسين -...
2- ما رأيت قط أفضل من عليّ بن الحُسين، وما رأيته قط إلا مقت نفسي، ما رأيته ضاحكاً يوماً قط...
3- قال رجل لسعيد: ما رأيت أورع من فلان، فقال له سعيد: هل رأيت عليّ بن الحُسين؟ قال: لا. قال: ما رأيت أورع منه...
4- كان سعيد جالساً وإلى جانبه فتى من قريش فطلع الإمام زين العابدين فسأل القرشي سعيداً عنه، فأجابه سعيد:
هذا سيّد العابدين عليّ بن الحُسين...
5- ما رأيت أودع وأورع من زين العابدين عليّ بن الحُسين...
5- زيد بن أسلم
كان زيد بن أسلم في طليعة فُقهاء المدينة، كما كان من المُفسرين للقرآن الكريم وقد اختصّ بالإمام زين العابدين عليه السّلام، وبهر في فضله ورعه وتقواه وانطلق يعرب عن إعجابه البالغ بمثل الإمام وقيمه، وقد أدلى بعدة كُلّمات كان منها ما يلي:
1- ما جالست في أهل القبة مثله - أي مثل عليّ بن الحُسين -...
2- ما رأيت مثل عليّ بن الحُسين فيهم - أي في أهل البيت -...
3- ما رأيت مثل عليّ بن الحُسين فهماً حافظاً...
ومعنى ذلك أنّ الإمام أفضل مُسلم، وأفضل هاشمي في عصره، كما أنه لم ير مثله في فهمه وسرعة إدراكه وحفظه، وهذا مما تؤكد عليه الشّيعة من أنّ الإمام لابد أن يكون أفضل أهل عصره في العلم والعبقرية والمواهب.
6- حماد بن زيد
أمّا حماد بن زيد فهو من أبرز فُقهاء البصرة، وكان من أئمة المُسلمين وقد اتصل بالإمام زين العابدين عليه السّلام، وراح يبدي إعجابه بمثله قائلاً:
1- كان عليّ بن الحُسين أفضل هاشمي أدركته...
2- لقد امتاز الإمام على جميع الهاشميين في عصره بسموّ آدابه وأخلاقه وكماله.
7- يحيى بن سعيد
أما يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني فكان من كبار التابعين، ومن أفاضل الفُقهاء والعُلماء وقد صحب الإمام وعرف فضله، وأدلى بحقّه هذه الكُلّمة القيمة:
سمعت عليّ بن الحُسين وكان أفضل هاشمي رأيته...
لقد ساد الإمام عليه السّلام جميع الهاشميين بإيمانه وتقواه وغزارة علمه وفضله.
8- مالك
قال مالك: لم يك في أهل البيت مثل عليّ بن الحُسين...
9- أبو بكر بن البرقي
قال أبو بكر بن البرقي: كان عليّ بن الحُسين أفضل زمانه...
لقد كان الإمام أفضل أهل زمانه بعلمه وتقواه وطاعته لله، وليس أحد في عصره من يضارعه في كماله وسموّ ذاته.
10- أبو زرعة
قال أبو زرعة: ما رأيت أحداً كان أفقه منه - أي من عليّ بن الحُسين -.
11- أبو حازم
قال أبو حازم: ما رأيت هاشمياً أفضل من عليّ بن الحُسين. وقال أيضاً: ما رأيت أفقه من عليّ بن الحُسين.
12- أبو حاتم الأعرج
قال أبو حاتم الأعرج: ما رأيت هاشمياً أفضل من عليّ بن الحُسين.
13- أبو حمزة الثمالي
قال ثابت بن أبي صفية، المشهور بأبي حمزة الثّقة المأمون: ما سمعت بأحد من النّاس كان أزهد من عليّ بن الحُسين إلا ما بلغني من عليّ بن أبي طالب.
وقال مرة أخرى: ما سمعت بأحد قط كان أزهد من عليّ بن الحُسين إذا تكُلّم في الزهد ووعظ أبكى من بحضرته...
14- الإمام الصّادق
قال حفيده الإمام الصّادق عليه السّلام: ما من ولده - أي ولد الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام- ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً في لباسه وفقهه من عليّ بن الحُسين عليه السّلام.
لقد كان الإمام زين العابدين عليه السّلام أشبه النّاس بجده الإمام أمير المؤمنين في عبادته وعلمه وسائر مواهبه، فهو صوره لذلك العملاق العظيم الذي أضاء سماء الدّنيا بعلومه ومعارفه.
15- عمر بن عبد العزيز
وكان عمر بن عبد العزيز مُعاصراً للإمام زين العابدين عليه السّلام ويعرف سمو مكانته وقد التقى عليه السّلام به فلما انصرف من عنده التفت عمر إلى أصحابه قائلاً: من أشرف النّاس؟.
فانبرى المرتزقة من أصحابه قائلين: أنتم...
فصارحهم بالحقيقة قائلاً:
كلا إنّ أشرف النّاس هذا القائم - يعني الإمام زين العابدين - من عندي، من أحب النّاس أن يكونوا منه، ولم يحب أن يكون من أحد...
16- يزيد بن معاوية
ولم يقتصر الاعتراف بالفضل للإمام زين العابدين على شيعته، وإنما تعدى إلى أعدائه ومبغضيه، فهذا يزيد بن معاوية الذي هو من ألد أعداء أهل البيت عليهم السّلام قد اعترف بمواهبه وعبقرياته وذلك حينما ألح عليه أهل الشام في أن يخطب الإمام، فأبدى الطّاغية مخاوفه منه قائلاًً:
إنه من أهل بيت زقوا العلم زقاً إنه لا ينزل إلا بفضيحتي، وفضيحة آل أبي سفيان...
وقد أعرب بذلك عن مقدرات الإمام العلمية ومواهبه الخطابية، وأنه يملك من قوة البيان وروعة الاستدلال ما يستطيع به أن يغير الموقف في غير صالح حكومته.
17- عبد الملك بن مروان
وهذا عدو آخر من أعداء أهل البيت وهو عبد الملك بن مروان قد اعترف بفضل الإمام وذلك حينما التقى به، ورأى ذبوله من كثرة العبادة فقال له منبهراً:
لقد بان عليك الاجتهاد، ولقد سبق لك من الله الحسنة، وأنت بضعة من رسول الله صلّى الله عليه وآله قريب النّسب، وكيد السّبب، وإنّك لذو فضل عظيم على أهل بيتك وعصرك، ولقد أوتيت من الفضل والعلم، والدين والورع ما لم يؤت أحد مثلك، ولا قبلك إلا من مضى من سلفك....
18- المنصور الدوانيقي
وثمة عدو آخر لأهل البيت عليهم السّلام قد أشاد بفضل الإمام عليه السّلام وهو المنصور الدوانيقي، فقد قال في رسالته التي بعثها إلى ذي النفس الزكية: ولم يولد فيكم. أي العلويين - بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله مولود مثله - أي مثل زين العابدين.
19- الفرزدق
وكان الفرزدق شاعر العرب الأكبر ممن غمرته قيم الإمام زين العابدين عليه السّلام وآمن بسمو ذاته وقداسته، وقد انبرى في رائعته الخالدة التي ارتجلها للإشادة بمواهب الإمام وسائر نزعاته وصفاته، وذلك حينما أنكر الطّاغية هشام معرفته أمام أهل الشّام لئلا يفتتنوا بمعرفته، فعرفه الفرزدق لهم بقوله:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والـبيت يعرفه والحل والحرم
هـذا ابـن خير عباد الله iiكُلّهم هـذا التّقي النّقي الطّاهر iiالعلم
إذ رأتـه قـريش قـال iiقائلها إلـى مـكارم هذا ينتهي iiالكرم
إلى آخر القصيدة.
لقد كان الإمام أعظم صورة رآها الفرزدق في دنيا الشّرف والفضائل فهام بحبّه والولاء له، وسنذكر تمام هذه القصيدة في البحوث الآتية.
20- الحميري
أمّا السّيد الحميري فقد وقف مواهبه لأهل البيت الذين هم معدن الرحمة والفضيلة في الأرض، فلم يترك مأثرة من مآثرهم، ولا فضيلة من فضائلهم إلا نظمها في البديع من شعره، وقد مدح الإمام زين العابدين عليه السّلام بهذا البيت:
ورابعهم عليّ ذو المساعي بـه لـلدين والدّنيا iiقوام
21- ابن شهاب
قال ابن شهاب: ما رأيت قرشياً أفضل من عليّ بن الحُسين.
22- ابن زيد
قال، كان أبي يقول: ما رأيت مثل عليّ بن الحُسين أعظم قط.
هؤلاء بعض المعاصرين للإمام عليه السّلام بما فيهم من محبين ومبغضين له قد أجمعوا على أنّ الإمام صرح من صروح التقوى والعلم في الإسلام.
آراء العلماء من المؤرخين والمحدثين
أمّا المؤرخون على اختلاف أفكارهم وميولهم فقد اتفقوا على تبجيل الإمام عليه السّلام وتعظيمه، وأنه قد أوتي من المواهب والعبقريات ما رفعته إلى قمة الشّرف التي انتهى إليها العُظماء من آبائه، وفيما يلي بعض ما قالوه:
1- ابن عساكر
قال الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن الشافعي المعروف بابن عساكر في ترجمة الإمام عليه السّلام: كان عليّ بن الحُسين ثقة مأموناً، كثير الحديث، عالياً رفيعاً ورعاً.. لقد اتفق ابن عساكر مع ابن سعد في إضفاء هذه الصّفات الرفيعة على الإمام عليه السّلام.
2- ابن حجر العسقلاني
قال ابن حجر العسقلاني: عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب، زين العابدين، ثقة ثبت، عابد، فقيه، فاضل، مشهور، قال ابن عيينة عن الزّهري: ما رأيت قرشياً أفضل منه.
3- ابن حجر الهيثمي
قال شهاب الدّين أحمد بن حجر الهيثمي: وزين العابدين هذا هو الذي خلف أباه علماً وزهداً وعبادة.. وأضاف يقول: وكان زين العابدين عظيم التجاوز والعفو والصّفح.. لقد كان زين العابدين قد خلف أباه وورث أعز صفاته من العلم والزهد والعبادة مُضافاً إلى ما كان يتمتع به من عظيم التّجاوز والعفو عمن أساء إليه.
4- مُحمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي
قال: كانت له - أي لزين العابدين - جلالة عجيبة وحق له، والله ذلك، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى؛ لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله... في الإسلام.
5- أبو الفتح
قال أبو الفتح بن صدقة: الإمام عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين المعروف بزين العابدين، وهو أحد الأئمة الاثني عشر، ومن سادات التّابعين...
6- أبو نعيم
قال الحافظ أبو نعيم: عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام زين العابدين، ومنار القانتين، كان عابداً وفياً، وجواداً حفيّاً...
لقد تحدث أبو نعيم عن بعض الصّفات الماثلة في الإمام من العبادة والوفاء والسّخاء.
7- اليعقوبي
قال أحمد بن أبي يعقوب: كان - أي الإمام زين العابدين - أفضل النّاس، وأشدهم عبادة، وكان يُسمى زين العابدين، وكان يُسمى أيضاً ذا الثّفنات، لما كان في وجهه من أثر السّجود...
لقد كان الإمام زين العابدين من أفضل النّاس، وأعظمهم شأناً، وأكثرهم عبادة وطاعة لله.
8- الواقدي
قال الواقدي: كان - أي زين العابدين - من أورع النّاس، وأعبدهم وأتقاهم لله عزّ وجل، وكان إذا مشى لا يخطر بيده...
9- صفي الدّين
قال صفي الدّين: كان زين العابدين عظيم الهُدى والسّمت الصّالح، وقد أخرج الخطيب في جامعه عن ابن عباس: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله قال: إنّ الهُدى والسّمت الصّالح، والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النّبوّة...
10- النّووي
قال النّووي: وأجمعوا على جلالته - أي الإمام زين العابدين - في كُلّ شيء...
لقد أجمع المُسلمون على تعظيم الإمام وإكباره وذلك لما يتمتع به من الصّفات الرّفيعة التي هي موضع الاعتزاز والفخر لجميع المُسلمين.
11- عماد الدّين
قال الدّاعي عماد الدّين إدريس القرشي: كان الإمام عليّ بن الحُسين زين العابدين أفضل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وأشرفهم بعد الحسن والحُسين عليهم جميعاً الصّلاة والسّلام، وأكثرهم ورعاً وزهداً وعبادة.
12- ابن عنبة
قال النّسابة الشّهير ابن عنبة: وفضائله - أي فضائل الإمام زين العابدين - أكثر من أن تُحصى أو يحيط بها الوصف.. إنّ مآثر الإمام زين العابدين وفضائله لا يحيط بها الوصف، ولا تُحصى، فقد كانت مآثره امتداداً ذاتياً لسيرة آبائه الذين أضاءت هذه الدّنيا بمآثرهم وفضائلهم.
13- الشّيخ المفيد
قال الشّيخ المفيد: كان عليّ بن الحُسين أفضل خلق الله بعد أبيه علماً وعملاً وقد روى عنه فُقهاء العامّة من العُلوم ما لا يحصى كثرة، وحفظ عنه من المواعظ والأدعية، وفضائل القران والحلال والحرام والمغازي والأيام ما هو مشهور بين العُلماء....
لقد كان الإمام زين العابدين عليه السّلام ثروة من ثروات الفكر الإسلامي، فأشاع العُلوم والمعارف في دُنيا الإسلام، وقد روى عنه العُلماء، والفُقهاء أحكام الإسلام وآداب الشّريعة وغير ذلك من مُختلف الفُنون.
14- الجاحظ
قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ: وأمّا عليّ بن الحُسين فلم أر الخارجي في أمره إلا كالشّيعي، ولم أر الشّيعي إلا كالمُعتزلي، ولم أر المُعتزلي إلا كالعامّي ولم أر العامّي إلا كالخاصّي، ولم أجد أحداً يتمارى في تفضيله، ويشكّ في تقديمه...
ومعنى ذلك أنّ المُسلمين على اختلاف أفكارهم واتجاهاتهم قد أجمعوا على تعظيم الإمام والاعتراف له بالفضل، وإعلان المودة والولاء له.
15- الشّراوي
قال الشّراوي: كان - أي الإمام زين العابدين - رضي الله عنه عابداً زاهداً، ورعاً، متواضعاً، حسن الأخلاق...
وهذه الصّفات هي التي رفعت الإمام إلى قمّة المجد، وجعلت النّاس قد هاموا بحبّه وبالإخلاص له.
16- القليوبي
قال أحمد القليوبي الشّافعي: فضائله - أي فضائل الإمام - أكثر من أن تُحصى، أو يحيط بها الوصف...
17- ابن تيمية
وحتّى ابن تيمية قد اعترف بفضل الإمام وسمو منزلته ومكانته قال: أمّا عليّ بن الحُسين، فمن كبار التّابعين وساداتهم علماً وديناً.. وله من الخُشوع وصدقة السرّ وغير ذلك من الفضائل ما هو معروف...
18- الشّيخاني
قال الشّيخاني القادري: سيدنا زين العابدين عليّ بن الحُسين بن أبي طالب اشتهرت أياديه ومكارمه، وطارت بالجو في الجود محاسنه عظيم القدر، رحب السّاحة والصّدر، وله الكرامات الظّاهرة ما شوهد بالأعين النّاظرة، وثبت بالآثار المُتواترة...
لقد تحدثت الرّكبان عن فضائل الإمام زين العابدين ومآثره ومناقبه، واشتهر بين النّاس مكارمه وفضائله، مُضافاً لذلك ما منحه الله من الكرامات التي يمنحها المُخلصين من عباده.
19- ابن خلكان
قال ابن خلكان: هو - أي الإمام زين العابدين - أحد الأئمة الاثني عشر، ومن سادات التّابعين، قال الزّهري: ما رأيت قُرشياً أفضل منه.
20- ابن شدقم
قال ابن شدقم: الإمام الحبر، الزّاهد عليّ بن الحُسين زين العابدين...
21- المنوفي
قال السّيد محمود المنوفي: كان زين العابدين عابداً، وفياً، وجواداً صفياً وكان إذا مشى لا تجاوز يده فخذه....
22- أبو الفتوح
قال أبو الفتوح الحُسيني: كان الذّكر الخلد، والاشتهار لعلي الأوسط زين العابدين المُلقب بالسّجاد.. وهو أوّل سبط من أسباط الحُسين ورابع معصوم على رأي الاثني عشريّة، وزاهد على رأي غيرهم...
23- المناوي
قال المناوي: زين العابدين إمام سند اشتهرت أياديه ومكارمه، وطارت بالجو في الوجود حمائمه، كان عظيم القدر، رحب السّاحة والصّدر، رأساً لجسد الرّياسة، مؤملاً للإيالة والسّياسة...
إنّ الصّفات العظيمة التي اتصف بها الإمام عليه السّلام رشحته بإجماع المُسلمين إلى الإمامة والقيادة العامّة، وإدارة شؤون المُسلمين، فليس في عصره من يدانيه أو يشابهه في نزعاته الخيرة وملكاته العظيمة.
24- مُحمّد بن طلحة
قال كمال الدّين مُحمّد بن طلحة القرشي الشّافعي: هذا زين العابدين، قدوة الزّاهدين وسيد المُتقين، وإمام المؤمنين، شيمته تشهد له أنّه من سلالة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وسمته يثب قربه من الله، وثفناته تسجل له كثرة صلاته وتهجده، وإعراضه عن متاع الدّنيا ينطق بزهده فيها، درت له أخلاف التّقوى فتفوقها وأشرقت له أنوار التأبيد فاهتدى بها، وألفته أوراد العبادة فآنس بصحبتها، وحالفته وظايف الطّاعة فتحلّى بحليتها، طالما اتخذ الليل مطية ركبها لقطع طريق الآخرة، وظمأ الهواجر دليله استرشد به في منارة المُسافر، وله من الخوارق والكرامات ما شوهد بالأعين الباصرة، وثبت بالآثار المُتواترة أنّه من ملوك الآخرة...
25- مُحمّد بن سعد
قال مُحمّد بن سعد: كان - أي الإمام زين العابدين - ثقة مأموناً، كثير الحديث عالياً، رفيعاً، ورعاً...
26- السّيد عباس الموسوي
قال السّيد عباس الموسوي: كان زين العابدين أحسن النّاس وجهاً، وأطيبهم ريحاً، وأكرمهم نفساً، وأعلاهم حسباً، وأعظمهم شرفاً...
27- السّيد مُحسن الأمين العاملي
قال السّيد مُحسن الأمين العاملي: كان - أي الإمام زين العابدين - أفضل أهل زمانه، وعلمهم، وأفقههم، وأورعهم، وأعبدهم، وأكرمهم، وأحلمهم، وأصبرهم، وأفصحهم، وأحسنهم أخلاقاً، وأكثرهم صدقة، وأرافهم بالفقراء، وأنصحهم للمُسلمين، كان مُعظّماً عند القريب والبعيد، والولي والعدو، حتّى أن يزيد بن معاوية لما أمر أن يبايعه أهل المدينة على أنهم عبيد وخول لم يستثن من ذلك إلا عليّ بن الحُسين فأمر أن يبايعه على أنّه أخوه وابن عمه...
لقد اتصف الإمام عليه السّلام بجميع الصّفات العظيمة فما من فضيلة يمتاز بها الإنسان ويشرف بها إلا وهي من صفاته وفضائله فهو كما قيل:
خُلقت مُهذباً من كُلّ عيب كأنّك قد خلقت كما iiتشاء
28- النّويري
قال شهاب الدّين أحمد بن عبد الوهاب النّويري: كان عليّ بن الحُسين رحمه الله ثقة ورعاً، مأمونا، كثير الحديث من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة...
29- الشّافعي
قال مُحمّد بن إدريس الشّافعي: إنّ عليّ بن الحُسين أفقه أهل المدينة...
30- عليّ بن عيسى الأربلي
قال أبو الحسن عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي: مناقب الإمام عليّ بن الحسن تكثر النّجوم عدداً، ويجير واصفها إلى حيث لا مدى، وتلوح في سماء المناقب كالنّجوم لمن بها اهتدى، وكيف لا وهو يفوق العالمين إذا عدت علياً وفاطمة والحسن والحُسين ومحمداً.
31- البُستاني
قال البُستاني: زين العابدين هو أبو الحسن عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب، ولكثرة عبادته لقلب بزين العابدين، ولقب أيضاً بسيّد العابدين، والزّكي والأمين، وذي الثّفنات...
32- مُحمّد فريد وجدي
قال مُحمّد فريد وجدي: زين العابدين هو أبو الحسن عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب، المعروف بزين العابدين، ويقال له عليّ الأًصغر، وليس للحُسين بن عليّ عقب إلا من ولد زين العابدين.. هو أحد الأئمة الاثني عشر في مذهب الإمامية، كان من سادات التّابعين ورؤسائهم...
33- آغا بزرك الطّهراني
قال شيخ المُحققين الشّيخ مُحمّد حسن الشّهير بآغا بزرك الطّهراني: الإمام زين العابدين، وسيّد السّاجدين عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام رابع أئمة الشّيعة الإماميّة، الذي اتفق مؤرخو الإسلام على أنّه من أشهر رجال التّقوى، والزّهد والعبادة...
34- ابن الجوزي
قال ابن الجوزي: هذا زين العابدين، وقدوة الزّاهدين، وسيّد المُتّقين، وإمام المؤمنين، شيمته تشهد له أنّه من سلالة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسمته يثبت مقام قُربه من الله زلفى، وثفناته تسجل كثرة صلاته وتهجده، وإعراضه عن متاع الدّنيا ينطق بزهده...
35- تاج الدّين
قال تاج الدّين بن مُحمّد بن حمزة الحُسيني نقيب حلب: كان عليّ بن الحُسين سيّد بني هاشم، وموضع علمهم، والمشار إليه منهم...
36- عارف تامر
قال عارف تامر: اشتهر - أي الإمام زين العابدين - بالزّهد والعبادة ولم يك يوجد من يماثله في هذه الصّفات، ولذلك لقب بزين العابدين والسّجاد.
37- الزّركلي
قال خير الدّين الزّركلي: عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب، الهاشمي القرشي، أبو الحسن، المُلقب بزين العابدين: رابع الأئمة الاثني عشر عند الإماميّة، وأحد من كان يضرب بهم المثل في الحلم والورع، يقال له عليّ الأصغر للتّمييز يبنه وبين أخيه عليّ الأكبر...
38- أحمد محمود صبحي
قال الدّكتور أحمد محمود صبحي: هذا هو عليّ بن الحُسين، ورث إمامته من انتسابه إلى فاطمة الزّهراء، ورسم للشّيعة طريق الإمامة الرّوحيّة، وطبع التّشيع بطابع الحزن المُقيم، والبكاء المُتصل على الحُسين، وعكف على العبادة، فسمّي بالسّجاد، وكني بزين العابدين، وانتسب إلى النّبيّ صلّى الله عليه وآله والى كسرى فعرف بابن الخيرتين...
ولابدّ لنا من وقفة قصيرة مع الدّكتور أحمد صبحي فيما أفاده، فقد ذكر أن الإمام زين العابدين عليه السّلام قد ورث الإمامة من جهة انتسابه إلى جدّته فاطمة الزّهراء سيّدة نساء العالمين فإنّ ذلك لا واقع له لأنّ الإمامة ليست خاضعة لعملية المواريث، وإنّما هي خاضعة للنّص، وهي بيد الله تعالى فهو الذي يختار لهذا المنصب الرّفيع من يشاء من عباده ممّن تتوفر فيه النّزعات الخيرة والصّفات العظيمة، وهذا هو ما تذهب إليه الشّيعة، وتدلل عليه في كتبهم الكُلامية، كما أنّ الإمام زين العابدين عليه السّلام ليس هو الذي طبع التّشيع بطابع الحزن على الإمام الحُسين سيّد شباب أهل الجنّة، وإنّما كانت رزية كربلاء التي تذوب من هولها القُلوب هي التي طبعت التّشيع بعالم الأسى والحزن، وكان الإمام زين العابدين في طليعة المُتأثّرين بها؛ لأنّه شاهد فصولها الحزينة.
39- أحمد فهمي
قال الشّيخ أحمد فهمي: كان - أي الإمام زين العابدين - أفضل أهل زمانه، وأعلمهم، وأفقههم، وأورعهم، وأعبدهم، وأكرمهم، وأحلمهم، وأفصحهم لساناً، وأكرمهم حساباً، يحدب على الفُقراء ويعين الضّعفاء...
40- حسين عليّ محفوظ
قال الدّكتور حسين عليّ محفوظ: كان زين العابدين أفضل خلق الله - بعد أبيه - علماً وعملاً، وكان أقرب أهل البيت عليهم السّلام شبهاً بأمير المؤمنين في لباسه وفقهه وعبادته...
إخباره بالمغيّبات عليه السّلام
وكان من دلائل إمامته إخباره بوقوع بعض الأحداث في المستقبل، وقد تحققت بعد عشرات السّنين كما أخبر عنها، وتعتبر هذه الظّاهرة - عند الشّيعة الإماميّة - من دلائل الإمامة، فإنّ الإخبار عن المغيبات من مكنونات علم الله تعالى، ولا يمنحها إلا لأنبيائه وأوصيائهم، وممن خصّه بهذه الفضيلة الإمام زين العابدين عليه السّلام، فقد أخبر عن كثير من الملاحم التي تحقّقت بعده، وكان من بينها:
1- إخباره بشهادة زيد
من الملاحم التي أخبر عنها الإمام عليه السّلام أنه أخبر عن شهادة ولده الشّهيد العظيم زيد، فقد روى أبو حمزة الثّمالي قال: كنت أزور عليّ بن الحُسين في كُلّ سنة مرّة وقت الحج، فأتيته سنة، وكان على فخذه صبي فقام عنه، واصطدم بعتبة الباب فخرج منه دم، فوثب إليه الإمام، وجعل ينشف دمه، وهو يقول له:
إني أعيذك بالله أن تكون المصلوب بالكناسة....
وبادر أبو حمزة قائلاً:
بأبي أنت وأمي أي كناسة؟...
كناسة الكوفة...
جعلت فداك أيكون ذلك؟..
أي والذي بعث مُحمّداً بالحق إن عشت بعدي لترين هذا الغلام في ناحية الكوفة مقتولاً، مدفوناً، منبوشاً، مصلوباً بالكناسة، ثمّ ينزل فيُحرق، ويدق ويذرى في البر...
وبهر أبو حمزة وراح يسأل عن اسم هذا الغلام قائلاً:
جعلت فداك ما اسم هذا الغلام؟...
زيد..
وتحقق كُلّ ما أخبر به الإمام فلم تمض حفنة من السّنين حتّى ثار زيد الشّهيد الذي هو من ألمع الثّائرين الأحرار، فقد ثار في وجه الطّغيان الأموي مطالباً بتحقيق العدالة الإسلاميّة، وتحقيق حقوق الإنسان فأجهزت عليه القوى الظّالمة فأردته قتيلاً وانبرى بعض أنصاره فدفنه، إلاّ أنّ الحكومة الأمويّة أخرجته من قبره، وصلبته، في كناسة الكوفة، وبقي أربع سنين مصلوباً على جذع وهو ينير للنّاس طريق الحرية والشّرف والكرامة، ثمّ أنزلوه بعد ذلك وأحرقوه، وذروا قسماً من رماده في ماء الفرات ليشربه النّاس حسبما يقول الأمويون.
لقد تحقّق جميع ما أخبر به الإمام في شأن ولده العظيم، ومن المؤكد أنّ ذلك من علائم الإمامة ودلائلها.
2- إخباره عن حكومة عمر بن عبد العزيز
من الملاحم التي أخبر عنها الإمام عليه السّلام أنّه أخبر عن عمر بن عبد العزيز وأنه سيلي أمور المُسلمين ولا يلبث إلاّ يسيراً حتّى يموت وتحقّق ذلك فقد ولي عمر الخلافة وبقي زمناً يسيراً ووافاه الأجل المحتوم.
3- إخباره عن حكومة العباسيين
وأخبر عليه السّلام عن حكومة العباسيين، وقد استشف من وراء الغيب أنّ حكمهم يقوم على الظّلم والجور وعلى الفسق والفساد، وسيخرجون المُسلمين عن دينهم، وستثور عليهم كوكبة من العلويين مُطالبين بتحقيق العدل والحق بين النّاس، وأنّهم سينالون الشّهادة على أيدي أولئك الطّغاة، وهذا نص حديثه: روى الإمام أبو جعفر عن أبيه أنّه قال: أمّا أنّ في صُلبه - أي صُلب ابن عباس - وديعة ذريّة لنار جهنّم وسيخرجون أقواماً من دين الله أفواجاً، وستصبغ الأرض من فراخ آل مُحمّد صلّى الله عليه وآله تـنهض تلك الفراخ في غير وقت، وتطلب غير مدرك، ويرابط الذين آمنوا، ويصبرون حتّى يحكم الله.
لقد ثارت كوكبة من العلويين المجاهدين على طغاة بني العباس، فقد رفع علم الثورة مُحمّد وإبراهيم على المنصور الدّوانيقي الذي هو أعتى ملك في تاريخ هذا الشّرق، وكذلك ثار الحُسين بن عليّ صاحب واقعة الفخ على الهادي العباسي، وثار على غير هؤلاء من أبناء الرّسول صلّى الله عليه وآله وقد رفعوا راية الحرية والكرامة مُطالبين بحقوق المظلومين والمُضطهدين، وقد سقوا بدمائهم الزّكيّة شجرة الإسلام التي جهد العباسيون الأقزام على قلعها.
هذه الملاحم التي أخبر الإمام زين العابدين عليه السّلام عن وقوعها، وقد تحققت كما أخبر عليه السّلام.
لقد منح الله زين العابدين العلم الذي لا يحد كما وهب آباءه، وكان عليه السّلام يكتم علومه، ولا يذيعها بين النّاس لئلا يفتتن به الجهال وقد أعلن ذلك بقوله:
إنـي لأكـتم من علمي iiجواهره كيلا يرى الحق ذو جهل iiفيفتتنا
يـا ربّ جوهر علم لو أبوح iiبه لـقيل لي أنت ممن يعبد iiالوثنا
ولاسـتحل رجال مسلمون iiدمي يـرون أقـبح مـا يأتونه iiحسنا
وقـد تـقدم فـي هذا أبو iiحسن إلى الحُسين وأوصى قبله الحسنا
إخوته وأخواته عليه السلام
كان للإمام عليّ بن الحُسين عليهما السّلام إخوة هم: عليّ الأكبر، وعبد الله الرّضيع. وقد قتل عليّ الأكبر مع أبيه في كربلاء، ولا بقية له، وأمّه كانت آمنة بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، وأمها بنت أبي سفيان بن حرب.
أما عبد الله الرّضيع فأمّه الرّباب بنت امرئ القيس، وقد قُتل أيضاً مع أبيه وأخيه يوم الطّف.
وكان له أختان أيضاً: سكينة وفاطمة، فسكينة أمّها الرّباب ابنة امرئ القيس، وأمّا فاطمة فأمّها أمّ إسحاق بن طلحة بن عبيد الله.
ويكفي في جلالتهما كلام الإمام الحُسين عليه السّلام مع ابن أخيه الحسن بن الإمام الحسن عليه السّلام لما جاء إليه خاطباً إحدى ابنتيه: أمّا سُكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله، فلا تصلح لرجل. فأختار لك فاطمة فهي أكثر شبهاً بأمّي فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله: أمّا في الدّين فتقوم الليل كُلّه وتصوم النّهار. وفاتها في المدينة سنة 117هـ عن أكثر من سبعين سنة.
نقش خاتمه عليه السلام
نقل إنّ نقش خاتمه عليه السّلام هو: و ما توفيقي إلا بالله.
وقال الكفعمي: لكُلّ غم حسبي الله.
وفي حلية الأولياء عن الباقر عليهالسّلام: القوة لله جميعاً.
وفي رواية عن الباقر عليهالسّلام: العزّة لله.
وعن الصّادق عليهالسّلام: الحمد لله العلي.
وعن الكاظم عليهالسّلام: خزي و شقي قاتل الحُسين بن عليّ.
و كان نقش خاتم الحُسين عليه السّلام: إنّ الله بالغ أمره. وكان عليّ بن الحُسين عليهما السّلام يتختم بخاتم أبيه الحُسين عليه السّلام. و لعلّه كان له عدّة خواتيم بهذه النّقوش.
شاعره عليه السّلام
الفرزدق وكثيرعزة.
ملوك عصره عليه السّلام
عاصر الإمام عليه السّلام يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك.
ومن الولاة: الحجاج بن يوسف الثّقفي، وعبيد الله بن زياد، وهشام بن إسماعيل والي المدينة.
الأئمة الذين عاصرهم عليهما السّلام
عاصر الإمام عليّ عليه السّلام وله من العمر سنتان، والإمام الحسن عليه السّلام عشر سنين، ومع أبيه الإمام الحُسين عليه السّلام ثلاثة وعشرون سنة.
عبادته عليه السلام
أجمع المُسلمون على أنّ الإمام زين العابدين عليه السّلام كان من أعبد النّاس، وأكثرهم طاعة لله تعالى، ولم ير النّاس مثله في عظيم إنابته وعبادته، وقد بر الُمتقون والصّالحون، وحسبه أنّه وحده في تاريخ الإسلام قد لقب بزين العابدين وسيّد السّاجدين.
أمّا عبادته عليه السّلام فلم تكن تقليديّة، وإنّما كانت ناشئة عن إيمانه العميق بالله تعالى، وكمال معرفته به، فقد عبده لا طمعاً في جنته، ولا خوفاً من ناره وإنّما وجده أهلاً للعبادة فعبده، شأنه في ذلك شأن جدّه الإمام أمير المؤمنين وسيّد العارفين وإمام المُتقين، الذي عبد الله عبادة الأحرار، وقد اقتدى به حفيده العظيم زين العابدين عليه السّلام وقد أعرب عن عظيم إخلاصه في عبادته، فقال: إنّي أكره أن أعبد الله، ولا غرض لي إلا ثوابه، فأكون كالعبد الطّامع، إن طمع عمل، وإلا لم يعمل، وأكره أن أعبده لخوف عذابه، فأكون كالعبد السّوء إن لم يخف لم يعمل... فانبرى إليه بعض الجالسين فقال له: فبم تعبده؟.
فأجابه عن خالص إيمانه: وأعبده لما هو أهله بأياديه إنعامه...
لقد كانت عبادته عن معرفة لا يشوبها شكّ أو وهم، كما لم تك وليدة طمع أو خوف، وإنما كانت وليدة إيمان عميق، وقد تحدث عليه السّلام عن أنواع العبادة بقوله: إنّ قوماً عبدوا الله عز وجل رهبة فتلك عبادة العبيد، وآخرون عبدوه رغبة فتلك عبادة التّجار، وقوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار.. هذه أنواع العبادة والطّاعة، وأثقلها في الميزان، وأحبها لله هي عبادة الأحرار التي لا تكون إلا شكراً للمُنعم العظيم لا طمعاً في ثوابه، ولا خوفاً من عقابه، وقد أكد الإمام عليه السّلام ذلك في حديث آخر له قال: عبادة الأحرار لا تكون إلاّ شكراً لا خوفاً ولا رغبة. لقد امتزج حبّ الله في قلب الإمام، وعواطفه فكان من ذاتياته وعناصره، ويقول الرّواة، أنّه كان مشغولاً بعبادة الله وطاعته في جميع أوقاته. وقد سئلت جارية له عن عبادته فقالت: أطنب، أو أختصر...
فقيل: بل اختصري... قالت: ما أتيته بطعام نهاراً قط، وما فرشت له فراشاً بليل قط...
لقد قضى الإمام عليه السّلام معظم حياته صائماً نهاراً، قائماً ليله، مشغولاً تارة في الصّلاة، وأخرى في صدقة السّر.. ومن المؤكّد أنّه ليس في تاريخ زهّاد المُسلمين وعبّادهم مثل الإمام عليّ بن الحُسين في عظيم إخلاصه وطاعته لله، ونعرض لبعض شؤون عباداته.
وضوؤه عليه السّلام
أمّا الوضوء فهو نور وطهارة من الذّنوب، والمُقدّمة الأولى للصّلاة، وكان الإمام عليه السّلام دوماً على طهارة، وقد حدث الرّواة عن خشوعه لله في وضوئه، فقالوا: إنّه إن أراد الوضوء اصفرّ لونه، فيقول له أهله:
ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء؟...
فأجابهم عن خوفه، وخشيته من الله قائلاً:
أتدرون بين يدي من أقوم؟...
وبلغ من اهتمامه أنّه كان لا يعينه أحد عليه، وكان بنفسه يستقي الماء لطهوره ويخمره قبل أن ينام، فإذا قام من الليل بدأ بالسّواك ثمّ شرع وضوءه وبعد الفراغ منه يقبل على صلاته.
صلاته عليه السّلام
أمّا الصّلاة فمعراج المؤمن، وقربان كُلّ تقي - كما في الحديث - وكانت الصّلاة من أهم الرّغبات النّفسيّة للإمام عليه السّلام فقد اتخذها معراجاً ترفعه إلى الله، وتسمو به إلى الاتصال بخالق الكون وواهب الحياة، وكانت تأخذه رعدة إذا أراد الشّروع في الصّلاة فقيل له في ذلك، فقال: أتدرون بين يدي من أقوم، ومن أناجي؟.
تطيبه عليه السّلام للصّلاة
وكان الإمام إذا أراد الصّلاة تطيب من قارورة كان قد جعلها في مسجد صلاته فكانت روائح المسك تعبق منه.
لباسه عليه السّلام في صلاته
وكان الإمام عليه السّلام إذا أراد الصّلاة لبس الصّوف، وأغلظ الثّياب؛ مُبالغة في إذلال نفسه أمام الخالق العظيم.
خشوعه عليه السّلام في صلاته
أمّا صلاة الإمام عليه السّلام فكانت تمثل الانقطاع التّام إلى الله تعالى، والتّجرّد من عالم المادّيات، فكان لا يحس بشيء من حوله، بل لا يحس بنفسه، فقد تعلّق قلبه بالله، ووصفه الرّواة في حال صلاته، فقالوا: كان إذا قام إلى الصّلاة غشى لونه بلون آخر، وكانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله، وكان يقف في صلاته موقف العبد الذّليل بين يدي الملك الجليل، وكان يُصلي صلاة مودع يرى أنّه لا يُصلّي بعدها أبداً، وتحدث الإمام الباقر عن خشوع أبيه في صلاته فقال: كان عليّ بن الحُسين إذا قام في الصّلاة كأنّه ساق شجرة لا يتحرك منه شيء إلاّ ما حركت الرّيح منه ونقل أبان بن تغلب إلى الإمام الصّادق عليه السّلام صلاة جدّه الإمام زين العابدين عليه السّلام فقال له:
إنّي رأيت عليّ بن الحُسين إذا قام في الصّلاة غشي لونه لوناً آخر.. وبهر الإمام الصّادق عليه السّلام فقال:
والله إن عليّ بن الحُسين كان يعرف الذي يقوم بين يديه.. أجل والله أنّه كان على معرفة تامّة بعظمة الخالق الحكيم، فكانت عبادته له عن معرفة وطاعته له عن إيمان.
وكان من مظاهر خشوعه في صلاته أنّه إذا سجد لا يرفع رأسه حتّى يرفض عرقاً أو كأنّه غمس في الماء من كثرة دموعه وبكائه ونقل الرّواة عن أبي حمزة الثّمالي أنّه رأى الإمام قد صلّى فسقط الرّداء عن أحد منكبيه فلم يسوه فسأله أبو حمزة عن ذلك فقال له: ويحك أتدري بين يدي من كنت؟ إنّ العبد لا يقبل من صلاته إلا ما أقبل عليها منها بقلبه.
وبلغ من شدّة تعلقه بالله في حال صلاته أنّ ابنا له سقط في بئر ففزع أهل المدينة فأنقذوه، وكان الإمام قائماً يُصلي في محرابه، ولم يشعر بذلك، ولما انتهى من صلاته قيل له في ذلك فقال: ما شعرت، إنّي كنت أناجي رباً عظيماً.
ووقع حريق في بيته، وكان مشغولاً في صلاته فلم يعن به، ولما فرغ من صلاته، قيل له في ذلك فقال: ألهتني عنها النّار الكُبرى.
وفسر عبد الكريم القشيري هذه الظّاهرة المُذهلة التي كانت مُلازمة للإمام حال صلاته بأنّها من باب غيبة القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق لاشتغال الحس بما ورد عليه.. إنّه قد يغيب القلب عن إحساسه بنفسه وغيره بوارد من تذكر ثواب أو تفكر عقاب.
صلاته عليه السّلام ألف ركعة
وأجمع المُترجمون للإمام عليه السّلام أنّه كان يُصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وأنّه كانت له خمسمئة نخلة فكان يُصلي عند كُلّ نخلة ركعتين، ونظراً لكثرة صلاته فقد كانت له ثفنات في مواضع سجوده كثفنات البعير، وكان يسقط منها في كُلّ سنة فكان يجمعها في كيس، ولما توفي دُفنت معه.
قضاؤه عليه السّلام للنّوافل
ولم تفته نافلة من النّوافل طيلة حياته، وكان يقضي ما فاته من صلاة النّهار بالليل، وكان يوصي أبناءه بذلك، ويقول لهم: يا بني ليس هذا عليكم بواجب ولكن أحبّ لمن عود نفسه مُنكم عادة من الخير أن يدوم عليها.
كثرة سجوده عليه السّلام
إنّ أقرب ما يكون العبد من ربّه هو في حال سجوده - كما في الحديث - وكان الإمام زين العابدين عليه السّلام كثير السّجود لله خضوعاً له، وتذليلاً أمامه، ويقول الرّواة: إنّه خرج مرة إلى الصّحراء فتبعه مولى له فوجده ساجداً على حجارة خشنة فأحصى عليه ألف مرة يقول: لا إله إلا الله حقّاً حقّاً، لا إله إلا الله تعبدا ورقاً، لا إله إلا الله إيماناً وصدقاً. وكان سجد سجدة الشّكر، ويقول فيها: مئة مرة الحمد لله شكراً وبعدها يقول: يا ذا المن الذي لا ينقطع أبداً، ولا يحصيه غيره عدداً، ويا ذا المعروف الذي لا ينفذ أبداً، يا كريم، يا كريم، ويتضرع بعد ذلك ويذكر حاجته.
كثرة تسبيحه عليه السّلام
وكان دوماً مشغولاً بذكر الله وتسبيحه وحمده، وكان يسبح الله بهذه الكُلّمات المُشرقة: سبحان من أشرق نوره كُلّ ظلمة، سبحان من قدر بقدرته كُلّ قدرة، سبحان من احتجب عن العباد بطرائق نفوسهم، فلا شيء يحجبه، سبحان الله وبحمده.
ملازمته عليه السّلام صلاة الليل
من النّوافل التي كان لا يدعها الإمام عليه السّلام صلاة الليل، فكان مواظباً عليها في السّفر والحضرإلى أن انتقل إلى الرّفيق الأعلى.
قال أبو جعفر مُحمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام، إنّ أبي عليّ بن الحُسين عليه السّلام ما ذكر نعمة الله عليه إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل فيها سجود إلا سجد ولا دفع الله تعالى عنه سوء يخشاه أو كيد كايد إلا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد، وكان أثر السّجود في جميع مواضع جسده فسمي السّجاد لذلك.
استجابة دعائه عليه السّلام
قال ثابت البناني: كنت حاجّاً مع جماعة من عباد البصرة، فلمَّا دخلنا مكّة رأينا الماء ضيِّـقاً، وقد اشتدَّ بالناس العطش لقلة الغيث.
ففزع إلينا أهل مكـة والحُجَّاج يسألوننا أن نستسقي لهم، فأتينا الكعبة وطفنا بها ثمَّ سألنا الله خاضعين متضرعين بها فَمُنِعْنَا الإجابة.
فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل وقد أكربته أحزانه، وأقلقته أشجانه، فطاف بالكعبة أشواطاً ثمّ أقبل علينا فقال: يا مالك بن دينار، ويا ثابت البناني، ويا أيوب السّجستاني، ويا.. ويا، حتّى عدَّنا وعدَّ من جلس معنا، فقُلنا: لبيك وسعديك يا فتى.
فقال: أما فيكم أحد يحبّه الرّحمن؟
فقلنا: يا فتى، علينا الدّعاء وعليه الإجابة.
فقال: أبعدوا عن الكعبة، فلو كان فيكم أحد يحبّه الرّحمن لأجابه، ثمّ أتى الكعبة فخرَّ ساجداً فسمعته يقول - في سجوده -: سيدي، بِحُبِّك لي إلا سقيتهم الغيث.
قال ثابت: فما استتم كلامه حتّى أتاهم الغيث كأفواه القرب.
قال مالك بن دينار: فقُلت: يا فتى، من أين علمت أنّه يحبّك؟
قال: لو لم يحبّني لم يستزرني، فلما استزارني علمت أنّه يحبني، فسألته بحبّه لي فأجابني.
قال مالك: يا أهل مكة، من هذا الفتى؟
قالوا: عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام.
سيرته في حياته عليه السّلام
سيرته عليه السّلام في بيته
كان الإمام زين العابدين عليه السّلام من أرأف النّاس وأبرهم وأرحمهم بأهل بيته، وكان لا يتميز عليهم، بل كان كأحدهم، وأثر عنه أنّه قال: لأن أدخل السّوق ومعي دراهم أبتاع بها لعيالي لحماً، وقد قرموا أحبّ إلي من أن أعتق نسمة وكان يبكر في خروجه صبحاً لطلب الرّزق لعياله، فقيل له: إلى أين تذهب؟ فقال: أتصدق لعيالي من طلب الحلال، فإنّه من الله عزّ وجل صدقة عليهم. وكان يعين أهله في حوائجهم البيتية، ولا يأمر أحداً منهم فيما يرجع إلى أي شأن من شؤونه الخاصّة، كما كان يتولى بنفسه خدمة نفسه خصوصاً فيما يرجع إلى شؤون عبادته فإنّه لم يك يستعين بها أو يعهد إلى أحد في قضائها.
لقد سار الإمام في بيته سيرة لم ير النّاس مثلها فقد تمثلت فيها الرّحمة والتّعاون والرّأفة، ونكران الذّات.
سيرته مع أبويه عليهما السّلام
كان الإمام زين العابدين عليه السّلام من أبر النّاس بأبيه ومربيته، فقد خفض لهما جناح المودّة والرّحمة، ولم تبق مبرة ولا خدمة إلا قدّمها لهما، وبلغ من عظيم بره لأبيه أنّه طلب من عمته زينب بطلة كربلاء في يوم الطف أن تزوده بالعصا ليتوكأ عليها، وبالسّيف ليذب به عن أبيه، في حين أنّ المرض قد فتك به، فلم يتمكن أن يخطو خطوة واحدة على الأرض إلا أن عمّته صدّته عن ذلك؛ لئلا تنقطع ذرّية النّبيّ صلّى الله عليه وآله فأي مبرة مثل هذه المبرة؟ ومن خدماته لأبيه أنّه قام بعد شهادته بتسديد ما عليه من الدّيون الضذخمة، التي كان قد أنفقها على البؤساء والمحرومين... ومن مبراته لأبويه دعاؤه لهما.
سيرته مع أبنائه عليهما السّلام
أمّا سلوك الإمام زين العابدين عليه السّلام مع أبنائه فقد تميّز بالتّربية الإسلاميّة الرّفيعة لهم، فغرس في نفوسهم نزعاته الخيرة، واتجاهاته الإصلاحيّة العظيمة وقد صاروا بحُكم تربيته لهم من ألمع رجال الفكر والعلم والنّضال في الإسلام، فكان ولده الإمام مُحمّد الباقر عليه السّلام من أشهر أئمة المُسلمين، ومن أكثرهم عطاءً للعلم، وهو صاحب المدرسة الفقهية الكُبرى التي تخرج منها كبار الفُقهاء والعُلماء أمثال أبان بن تغلب وزرارة بن أعين، وغيرهما ممن أضاءوا الحياة الفكريّة في الإسلام، .. وأمّا ولده عبد الله الباهر فقد كان من أبرز عُلماء المُسلمين في فضله، وسمو منزلته العلميّة، وقد روى عن أبيه عُلوماً شتى، وكتب النّاس عنه. ذلك أمّا ولده زيد فقد كان من أجل عُلماء المُسلمين وقد تخصص في عُلوم كثيرة كعلم الفقه والحديث والتّفسير وعلم الكلام وغيرها وهو الذي تبنى حقوق المظلومين والمُضطهدين، وقاد سيرتهم النّضاليّة، في ثورته الخالدة التي نشرت الوعي السّياسي في المُجتمع الإسلامي، وساهمت مُساهمة إيجابية وفعالة في الإطاحة بالحكم الأموي.
سيرته عليه السّلام مع جيرانه
و كان الإمام زين العابدين عليه السّلام من أبر النّاس بجيرانه، فكان يرعاهم كما يرعى أهله، و كان يعول ضعفاءهم و فقراءهم، و يعود مرضاهم، و يشيع موتاهم، و لم يترك لوناً من ألوان البر إلا أسداه إليهم، و كان يستقي لضعفاء جيرانه في غلس الليل البهيم كما روى ذلك الزّهري وليس في تاريخ الإنسانية مثل هذا اللون من المعروف والبر.
سيرته عليه السّلام مع جلسائه
أمّا سلوك الإمام عليه السّلام مع جلسائه يتميّز بالآداب الرّفيعة و الخلق الإسلامي العظيم، فكان يحترم، و يكرم كُلّ من جلس معه، و قد قال عليه السّلام: ما جلس إلي أحد قط إلا عرفت له فضله و كان يوقر جلساءه، و يقابلهم بالمزيد من ألطافه، و معالي أخلاقه، و قد دخل عليه نصر بن أوس الطّائي، فرحب به الإمام، و قال له:
_ ممن أنت؟.
_ من طي...
_ حياك الله، و حياً قوماً عُزِيْتَ إليهم، نعم الحي حيك....
والتفت الطّائي إلى الإمام فقال له:
_ من أنت؟...
_ عليّ بن الحُسين...
_ أولم يقتل بالعراق مع أبيه؟...
فقابله الإمام ببسمات فياضة بالبشر قائلة:
- لو قتل يا بني لم تره...
و يقول المؤرخون: إنّه كان لا يسمح لأحد من جلسائه أن يعتدي على من أساء إليه، فقد دخل عليه أحد أعدائه، فقال له:
هل تعرف الصّلاة؟...
فانبرى أبو حازم و هو من أصحاب الإمام فأراد الوقيعة به، فزجره الإمام، و قال لهك مهلاً يا أبا حازمن إن العُلماء هم الحُلماء الرّحماء، ثمّ التفت إلى الرّجل بلطف و قال له:
نعم أعرفها..
سأله الرّجل عن بعض خصوصيّات الصّلاة فأجابه الإمام عنها، فخجل الرّجل، و راح يعتذر للإمام و يقول له: ما تركت لأحد حجّة. لقد كان شأن الإمام في المعالي أخلاقه مع جلسائه وغيرهم شأن جده الرّسول الأعظم الذي بُعث ليتمم مكارم الأخلاق.
بكاؤه على أبيه الحسين عليهما السلام
روى الشّيخ الصدوق بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: البكاؤون خمسة: آدم ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت مُحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلي بن الحُسين عليهم السّلام. فأمّا آدم فبكى على الجنّة حتّى صار في خديه أمثال الأودية، وأمّا يعقوب فبكى على يوسف حتّى ذهب بصره، وحتى قيل له: تالله تفتؤا تذكر يوسف، حتّى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين. وأمّا يوسف فبكى على يعقوب حتّى تأذى به أهل السّجن فقالوا له: أما أن تبكي الليل وتسكت بالنّهار وأمّا أن تبكي النّهار وتسكت بالليل، فصالحهم على واحدة منهما.
وأمّا فاطمة فبكت على رسول الله حتّى تأذى بها أهل المدينة، فقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك فكانت تخرج إلى مقابر الشّهداء فتبكي حتّى تنقضي حاجتها ثمّ تنصرف.
وأمّا عليّ بن الحُسين فبكى على الحُسين عليه السّلام فما وضع بين يديه طعام إلاّ بكى حتّى قال له مولى له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال: إنّما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، إنّي ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة
كرمه عليه السلام
عن الزّمخشري في ربيع الأبرار: لما أرسل يزيدُ ين معاوية مُسلمَ بن عقبة، لقتال أهل المدينة، واستباحتها، كفل زين العابدين عليه السّلام أربعمِئة امرأة، مع أولادِهن، وحَشَمَهُنَّ، وضَمَّهُنَّ إلى عياله، وقام بِنفقتهن، وإحكامِهِن، إلى أن خرج جيش ابن عقبة من المدينة.
فأقسمت واحدة منهن أنّها ما رأت في دار أبيها وأمِّها من الرّاحة، والعيش الهَنِي، ما رأته في دار عليّ بن الحُسين عليهما السّلام.
وفي تذكرة الخواص: عن سفيان الثّوري، قال: لمّا أراد عليّ بن الحُسين عليهما السّلام الخروج إلى الحج والعمرة، اتَّخذَتْ له أختُه سُكَينة بنت الحُسين سُفرة، أنفقَتْ عليها ألف درهم، وأرسلت بها إليه، فلمّا كان عليه السّلام بِظهر الحرَّة أمر بها، فَفُرِّقت في الفقراء والمساكين.
تصدّقه عليه السلام على الفقراء
كان الإمام زين العابدين عليه السّلام كثير التصدُّق على فقراء المدينة، لا سِيَّما التصدُّق في السِّر.
وجاء في كتاب الحلية: إنّ الإمام عليه السّلام كان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل، فيتصدَّق به، ويقول: إنَّ صَدَقة السِّرِّ تُطفِئُ غَضَب الرَّبِّ عَزَّ وَجلَّ.
فلما توفي الإمام عليه السّلام تَبيَّن أنه كان يُعيلُ مِئة عائلة من عوائل المدينة، وكان أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صَدقَةَ السر حتّى مات عليّ بن الحُسين عليهما السّلام.
طبيعة عمل الإمام عليه السلام
استخدم الإمام زين العابدين عليه السّلام الدّعاء كوسيلة تربويّة إصلاحيّة وأثار في أدعيته كُلّ القضايا التي تهم الإنسان والمجتمع، وقد جمعت تلك الأدعية في كتاب عُرف فيما بعد بالصّحيفة السّجاديّة، كما كان يعقد الحلقات الدّينيّة والفكريّة في مسجد الرّسول صلّى الله عليه وآله حتّى أصبحت مجالسه محجّة للعُلماء والفُقهاء وتخرج من هذه المدرسة قيادات علميّة وفكريّة حملت العلم والمعرفة والإرشاد إلى كافة البلاد الإسلاميّة، ولم يترك الإمام عليه السّلام بحكم كونه إماماً الجانب الإنساني والاجتماعي حيث نجد في الرّوايات أنّه كان يخرج في الليالي الظذلماء يحمل الجراب على ظهره. فيقرع الأبواب ويناول أهلها من دون أن يُعرف، كما كان يشتري في كُلّ عام مئآت العبيد ليحررهم في الفطر والأضحى بعد أن يربيهم التّربية الإسلاميّة المُباركة.
كراماته عليه السلام
الكرامة الأولى: إدخال الرّعب على قلب عبد الملك بن مروان
قال أبو شهاب الزّهري: شهدت عليّ بن الحُسين يوم حمله عبد الملك بن مروان من المدينة إلى الشام فأثقله حديداً، ووكُلّ به حفاظاً في عدّة وجمع فاستأذنهم في التّسليم عليه والتّوديع له فأذنوا لي فدخلت عليه وهو في قُبّة، والأقياد في رجليه، والغل في يديه وفي رواية: والغل في عنقه فبكيت وقلت له: وددت أنّي مكانك وأنت سالم، فقال: يا زهري أتظن أنّ هذا ممّا ترى عليّ وفي عنقي يكربني؟ أما لو شئت ما كان فإنّه وإن بلغ بك وبأمثالك ليذكر عذاب الله، ثمّ أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد، ثمّ قال: يا زهري لا جزت معهم على ذي منزلتين من المدينة، قال: فما لبثنا إلا أربع ليال حتّى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه فكنت فيمن سألهم عنه، فقال لي بعضهم: إنّا لنراه متبوعاً إنّه لنازل ونحن حوله لا ننام نرصده بعد ذلك إذا أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديده، قال الزّهري: فقدمت بعد ذلك على عبد الملك بن مروان فسألني عن عليّ بن الحُسين فأخبرته فقال لي: إنّه قد جاءني يوم فقده الأعوان فدخل عليّ، فقال: ما أنا وأنت؟ فقلت: أقم عندي، فقال: لا أحب، ثمّ خرج فوالله فقد امتلأ ثوبي منه خيفة، قال الزّهري: فقلت: يا أمير المؤمنين، ليس عليّ بن الحُسين حيث تظن إنّه مشغول بنفسه، فقال: حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به، قال: وكان الزّهري إذا ذكر عليّ بن الحُسين يبكي ويقول: زين العابدين.
الكرامة الثانية: مشافاته لبصير وأبكم ومقعد
قال إبراهيم بن الأسود التميمي: رأيت عليّ بن الحُسين وقد أتى بطفل مكفوف فمسح عينيه فاستوى بصره، وبأبكم فكُلّمه، فأجابه وتكُلّم، وبمقعد فمسح عليه فسعى ومشى.
الكرامة الثّالثة: قضاء الحوائج بالحجر
قال أبو النمير عليّ بن يزيد: كنت مع عليّ بن الحُسين عندما انصرفت من الشّام إلى المدينة، فكنت أحسن إلى نسائه أتوارى عنهم إذا نزلوا وأبعد عنهم إذا رحلوا، فلما نزلوا المدينة بعثوا إلي بشيء من الحلي فلم آخذه، وقلت: فعلت هذا لله ولرسوله، فأخذ عليّ بن الحُسين حجراً أسود صماً فطبعه بخاتمه، وقال: خذه واقض كُلّ حاجة لك منه فوالله الذي بعث مُحمّداً بالحق لقد كنت أجعله في البيت المظلم فيسرج لي وأضعه على الأقفال فتفتح لي وآخذه بيدي وأقف بين أيدي الملوك فلا أرى إلا ما أحب.
الكرامة الرّابعة: قضاء حاجة ضبية
قال حمران بن أعين: كنت عند عليّ بن الحُسين عليه السّلام ومعي جماعة من أصحابه فجاءت ظبية، فبصبصت وضربت بذنبها، فقال: هل تدرون ما تقول هذه الظبية؟ فقلنا لا، فقال: تزعم أن رجلاً اصطاد خشفاً لها وتسألني أن أكُلّمه ليرده عليها، ثمّ قام وقمنا معه حتّى جاء إلى باب الرّجل فخرج إليه والظّبية معنا، فقال له: إنّ هذه الظبية زعمت كذا وكذا وأنا أسألك أن تردّه عليها، فدخل الرّجل مُسرعاً وأخرج إليه الخشف، فمضت الظّبية ومعها خشفها وهي تحرك ذنبها، فقال: أتدرون ما تقول: قُلنا لا، قال: رد الله عليكم كُلّ حق غصبتم عليه، وكُلّ غائب وكُلّ سبب ترجونه وغفر لعلي بن الحُسين كما رد عليّ ولدي.
الكرامة الخامسة: إخباره بحكم عمر بن عبد العزيز
عن عبدالله بن عطاء التّميمي، قال: كنت مع عليّ بن الحُسين عليهما السّلام في المسجد فمرّ عمر بن عبدالعزيز، عليه شراكاً فضة وكان من أحسن النّاس وهو شاب، فنظر إليه عليّ بن الحُسين عليه السّلام فقال: يا عبد الله بن عطاء أترى هذا المُترف؟ إنّه لن يموت حتّى يلي النّاس، قال: قُلت: هذا الفاسق؟ قال: نعم، فلا يلبث فيهم إلا يسيراً حتّى يموت، فإذا هو مات لعنه أهل السّمآء، واستغفر له أهل الأرض.
الكرامة السّادسة: تثبيته للحجر الأسود
روي أن الحجاج بن يوسف لما خرب الكعبة بسبب مقاتلة عبدالله بن الزبير، ثم عمروها فلما اعيد البيت وأرادوا أن ينصبوا الحجر الاسود فكُلّما نصبه عالم من علمائهم، أو قاض من قضاتهم، أو زاهد من زهادهم يتزلزل ويضطرب ولا يستقر الحجر في مكانه، فجاءه عليّ بن الحُسين عليهما السّلام وأخذه من أيديهم وسمى الله ثم نصبه، فاستقر في مكانه، وكبر النّاس.
ولقد الهم الفرزدق في قوله: يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم .
الكرامة السّابعة: شفائه بإذن الله تعالى لحبابة الوالبية
عن حبابة الوالبية قالت: دخلت على عليّ بن الحُسين عليه السّلام وكان بوجهي وضح فوضع يده عليه فذهب، قالت: ثم قال: يا حبابة ما على ملة إبراهيم غيرنا وغير شيعتنا وسائر النّاس منها براء.
الكرامة الثّامنة: إخراجه ولده من قعر البئر سالماً
جاء في كتاب الأنوار: إنّه عليه السّلام كان قائماً يصلّي حتّى وقف ابنه مُحمّد عليهما السّلام وهو طفل إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر فسقط فيها فنظرت إليه امه فصرخت وأقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث وتقول: يا ابن رسول الله غرق ولدك مُحمّد، وهو لا ينثني عن صلا ته، وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر فلما طال عليها ذلك، قالت: حزنا على ولدها ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول الله؟ فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلا عن كمالها وإتمامها، ثم أقبل عليها وجلس على أرجاء البئر ومد يده إلى قعرها، وكانت لاتنال إلا برشاء طويل فأخرج ابنه محمدا عليه السّلام على يديه يناغي ويضحك، لم يبتل له ثوب ولاجسد بالماء، فقال: هاك يا ضعيفة اليقين بالله، فضحكت لسلامة ولدها وبكت لقوله عليه السلام.
الكرامة التّاسعة: سجود الشجر له
قال سعيد بن المسيب: كان النّاس لا يخرجون من مكة حتّى يخرج عليّ بن الحُسين، فخرج وخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلّى ركعتين سبح في سجوده فلم يبق شجر ولا مدر إلا سبحوا معه ففزعت منه فرفع رأسه، فقال: يا سعيد أفزعت؟ قلت: نعم يا ابن رسول الله، قال: هذا التّسبيح الأعظم
الكرامة العاشرة: إخباره بعلم ولده الباقر عليهما السّلام
في كتاب الكشي قال القاسم بن عوف في حديثه: قال زين العابدين عليه السّلام: وإياك أن تشد راحلة برحلها فان ماهنا مطلب العلم حتّى يمضي لكم بعد موتي سبع حجج، ثمّ يُبعث لكم غلاماً من ولد فاطمة صلوات الله عليها تنبت الحكمة في صدره، كما ينبت الطّل الزّرع، قال: فلما مضى عليّ بن الحُسين عليه السّلام حسبنا الأيام والجمع والشّهور والسّنين، فما زادت يوماً ولا نقصت حتّى تكُلّم مُحمّد الباقرعليه السّلام.
الكرامة الحادية عشر: نطق الحجر الأسود بإمامته
قال الشّيخ جعفر بن نماء في كتاب أحوال المختار: عن أبي بجير عالم الأهواز، وكان يقول بإمامة ابن الحنفيّة، قال: حججت فلقيت إمامي وكنت يوماعنده فمر به غلام شاب فسلم عليه، فقام فتلقاه وقبل ما بين عينيه وخاطبه بالسّيادة، ومضى الغلام، وعاد مُحمّد إلى مكانه، فقلت له: عندالله أحتسب عناي فقال: وكيف ذاك؟ قلت: لأنا نعتقد أنّك الإمام المُفترض الطّاعة تقوم تتلقى هذا الغلام وتقول له: يا سيدي؟ فقال: نعم، هو والله إمامي، فقلت: ومن هذا؟ قال: عليّ ابن أخي الحُسين عليه السّلام اعلم إنّي نازعته الإمامة ونازعني، فقال لي: أترضى بالحجر الأسود حكما بيني وبينك؟ فقلت: وكيف نحتكم إلى حجر جماد فقال: إنّ إماماً لايكُلّمه الجماد فليس بإمام، فاستحييت من ذلك، وقُلت: بيني وبينك الحجر الأسود، فقصدنا الحجرو صلّى وصليت، وتقدم إليه وقال: أسألك بالذي أودعك مواثيق العباد لتشهد لهم بالموافاة إلا أخبرتنا من الإمام منّا؟ فنطق والله الحجر وقال: يا مُحمّد سلّم الأمر إلى ابن أخيك، فهو أحقّ به منك وهو إمامك وتحلحل حتّى ظننته يسقط فأذعنت بإمامته، ودنت له بفرض طاعته؟ قال أبوبجير: فانصرفت من عنده وقد دنت بإمامة عليّ بن الحُسين عليهما السّلام، وتركت القول بالكيسانيّة.
احتجاجاته عليه السلام
إنّ من وظائف الإمامة إدلاء الحجج والبراهين القويمة على الحقائق النّاصعة تثبيتاً للعقائد وإقامة للبرهنة الصّادقة على المعارف الألهيّة وتدعيماً للحق الجلي ودحض الأباطيل واكتساح الشُبه وقمع جذور التشكيك وقلع بذوره حتّى لا تربك بهرجة الباطل وزبرجة التحوير ضعفاء الأمة فتوقعهم في مساقط الجهل وتتلاعب بهم الأهواء المردية وكُلّ واحد من أئمة الهدى جاء من هذا النوع بالشيء الكثير اقتضته ظروفه والإمام السّجاد عليه السّلام مع احتفافه بسياسة قاسية وسيوف بني أمية تقطر من دمائهم الزاكية جاء عنه بما فيه بلغة المسترشد وهداية المتعنت بأوضح بيان وأجلى برهان، ومن احتجاجه على خصومه:
1- شاجره رجل في مسألة من الفقه فقال له لو صرت إلى منازلنا لأريناك آثار جبرائيل في رحالنا أيكون أحد أعلم بالسنة منا.
2- سأله رجل عما فضلوا به على النّاس وسادوهم فقال عليه السّلام النّاس كُلّهم لا يخلون من ثلاث رجل أسلم على يد جدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله فهو مولانا ونحن سادته وإلينا يرجع بالولاء ورجل قاتلنا فقتلناه ومضى إلى النار ورجل أخذنا منه الجزية عن يد وهو صاغر ولا رابع لهم فأي فضل لم نحزه وشرف لم نختص به.
3- مر عليه السّلام على الحسن البصري وهو يعظ النّاس بمنى فقال عليه السّلام يا هذا أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم أترضاها لنفسك فيما بينك وبين الله تعالى إذا نزل بك الموت قال لا فقال عليه السّلام أفتحدث نفسك بالتحول والانتقال عن الحال التي لا ترضاها لنفسك إلى الحال التي ترضاها فأطرق الحسن البصري ملياً ثم قال إني أقول ذلك بلا حقيقة فقال عليه السّلام أفترجو نبياً بعد مُحمّد صلّى الله عليه وآله تكون لك معه سابقة قال لا فقال عليه السّلام أفترجو داراً غير الدار التي أنت فيها ترد إليها فتعمل فيها قال لا فقال عليه السّلام أرأيت أحداً به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا إنك على حال لا ترضاها ولا تحدث نفسك بالانتقال إلى حال ترضاها على حقيقة ولا ترجو نبياً بعد مُحمّد صلّى الله عليه وآله ولا داراً غير الدار التي أنت فيها فترد إليها وتعمل فيها وأنت تعظ النّاس ثم انصرفَ عليه السّلام عنه فسأل الحسن البصري عنه قيل له أنه عليّ بن الحُسين فقال هو من أهل بيت علم وارتفع عن الوعظ
4- روى عليّ بن هاشم بن البريد عن أبيه أن رجلاً سأل عليّ بن الحُسين عليه السّلام مسائل فأجابه عنها ثم عاد يسأل مثلها فقال عليه السّلام له مكتوب في الإنجيل لا تطلبوا علم ما لا تعلمون ولما تعلموا بما علمتم فإن العلم إذا لم يعمل به لم يزدد صاحبه إلا كفراً ولم يزدد من الله بعداً.
5- روى أبو عبد الله الصّادق عليه السّلام أن عباد البصري لقي عليّ بن الحُسين عليه السّلام في طريق مكة فقال له يا عليّ تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينه وقد قال الله عز وجل: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم فقال له عليّ بن الحُسين أتم الآية فقال التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين فقال عليّ ين الحُسين عليه السّلام إذا رأيت هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج.
6- روى الإمام أبو جعفر الباقر عليه السّلام إن عليّ بن الحُسين عليه السّلام سئل عن الصمد فقال: الصمد الذي لا شريك له ولا يؤده حفظ شيء ولا يعزب عنه شيء والذي لا جوف له والذي قد انتهى سؤدده والذي لا يأكُلّ ولا يشرب والذي لا ينام والذي لم يزل ولا يزال وروى عاصم بن حميد أن عليّ بن الحُسين عليه السّلام سئل عن التوحيد فقال أن الله عزوجل علم أنه يكون في آخر الزّمان أقوام متعمقون فأنزل الله قل هو الله أحد والآيات من سورة الحديد إلى قوله عليم بذات الصدور فمن رام وراء ذلك فقد هلك.
7- روى العياشي أن رجلاً جاء إلى عليّ بن الحُسين عليه السّلام فقال له أنت عليّ بن الحُسين قال نعم فقال أبوك الذي قتل المؤمنين قال عليه السّلام ويلك كيف قطعت على أبي أنه قتل المؤمنين قال الرّجل بقوله إخواننا قد بغوا علينا فقاتلناهم على بغيهم قال عليه السّلام ويلك أما قرأت قول الله: وإلى مدين أخاهم شعيباً وإلى ثمود أخاهم صالحاً فكانوا إخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم فقال الرّجل إنهم إخوانهم في عشيرتهم قال عليه السّلام هؤلاء كانوا إخوانهم في عشيرتهم وليسوا إخوانهم في دينهم فقال الرّجل لقد فرجت عني فرج الله عنك.
8- روى الطّبرسي أن رجلاً قال لعلي بن الحُسين عليه السّلام أنكم أهل بيت مغفور لكم فغضب عليه السّلام وقال أن الله تعالى يقول يا نساء النّبيّ مرتين من يأت منكم بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين إلى قوله نؤتها أجرها مرتين ثم قال أنه يجري فينا كما أجرى في أزواج النّبيّ صلّى الله عليه وآله لمحسننا ضعفين من الأجر ولمسيئنا ضعفين من العذاب.
9- روى الباقر عليه السّلام انه قيل لعلي بن الحُسين يا ابن رسول الله كيف يعاتب الله هؤلاء الأخلاف على قبائح أسلافهم وهو سبحانه يقول ولا تزروا وازرة وزر أخرى فقال عليه السّلام إن القرآن نزل بلغة العرب فهو يخاطب أهل اللسان فإنك ترى الرّجل التميمي يقول أغرنا على قوم كذا وإنما غار عليهم ويقول العربي نحن فعلنا بنبي فلان كذا ونحن سبينا آل فلان ونحن خرجنا البلد الكذائي ولا يريد أنهم باشروا ذلك بأنفسهم وإنما يريد هؤلاء بالافتخار إن قومهم فعلوا كذا وهكذا قول الله عز وجل في هذه الآيات إنما هو توبيخ لأسلافهم وتوبيخ عذل لهؤلاء الموجودين لان هؤلاء الأخلاف رضوا بفعل أسلافهم ومصوبون لهم فجاز إن يقول أنتم فعلتم كذا أي أنكم رضيتم بقبيح أفعالهم.
10- جيء إليه برجل يزعم أنّه قاتل أبيه وقد اعترف به ووجب عليه القصاص فسأله عليّ بن الحُسين عليه السّلام العفو ليعظم ثوابه فلم تطب نفس ابن المقتول بالعفو فقال عليه السّلام إن كان لهذا القاتل عليك حق فهب له هذه الجناية واغفر له ذنبه فقال يا ابن رسول الله له عليّ حق لم يبلغ العفو عن قتل أبي فقال عليه السّلام فماذا تريد منه قال أريد القود فإن أراد المصالحة صالحته وتركت القود لأجل حقه فقال عليه السّلام ما حقه عليك قال أنه علمني توحيد الله ونبوّة رسوله وإمامة عليّ والائمة عليهم السّلام فقال السّجاد عليه السّلام ألم تر أن هذا ليفي بدماء أهل الأرض كُلّهم من الأولين والآخرين سوى الأنبياء والأئمة أن قتلوا فإنّه لا يفي بدمائهم شيء.
11- كان صلوات الله عليه يذكر حال من مسخهم الله قردة من بني إسرائيل ويحكي قصتهم فلما بلغ آخرها قال إن الله تعالى مسخ أولئك القوم لاصطيادهم السمك فكيف عند الله عز وجل حال من قتل أولاد رسول الله وهتك حريمه إن الله وإن لم يمسخهم في الدّنيا فإن المعد لهم من عذاب الآخرة أضعاف عذاب المسخ فقيل له يا بن رسول الله فإنا قد سمعنا هذا الحديث فقال لنا بعض النصاب إن كان قتل الحُسين باطلاً فهو أعظم عند الله من صيد السمك أفلا غضب الله على قاتليه كما غضب على صائدي السمك فقال عليه السّلام: قل لهم معاصي إبليس أعظم من معاصي من كفر بإغوائه فاهلك الله من شاء منهم كقوم نوح وفرعون ولم يهلك إبليس وهو أولى بالهلاك فما باله سبحانه وتعالى أهلك الذين قصروا عن إبليس في عمل الموبقات وأمهل إبليس مع إيثاره لكشف المحرمات أما كان ربّنا سبحانه حكيماً في تدبيره أهلك هؤلاء بحكمته واستبقى فكذلك هؤلاء الصائدون يوم السبت والقاتلون الحُسين عليه السّلام يفعل في الفريقين ما يعلم أنه أولى بالصواب والحكمة لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
اجوبته عليه السلام
1- سئل عليه السّلام عن العصبية فأجاب:
العصيبة هي التي يأثم عليها صاحبها فيرى الرّجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرّجل قومه ولكن العصبية أن يعين قومه على الظلم.
2- وسئل عليه السّلام: أي الأعمال افضل عند الله تعالى؟ فقال عليه السّلام: ما من عمل بعد معرفة الله ومعرفة رسوله أفضل من بغض الدّنيا، وإن لذلك شعباً كثيرة وإن للمعاصي شعباً، فأول ما عصي الله به الكبر، وهو معصية إبليس حتّى أبى واستكبر وكان من الكافرين.
والحسد وهو معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء، وحب الدّنيا، وحب الرئاسة، وحب الراحة، وحب الكلام، وحب العلو، وحب الثروة، فصرن سبع خصال فاجتمعن كُلّهن في حب الدّنيا، فقال الأنبياء والعُلماء بعد معرفة ذلك: حب الدّنيا رأس كُلّ خطيئة، والدّنيا دنيا بلاغ ودنيا ملعونة.
3- الأخذ بالجوهر وليس بحسن المنظر
سئل عن ذلك عليه السّلام فأجاب: إذا رأيتم الرّجل قد حسن سمته وهديه وتمادى في منطقة وتخاضع في حركاته فرويداً لا يغرنكم فما أكثر من يعجزه تناول الدّنيا وركوب الحرام منها لضعب نيته ومهانته وجبن قلبه، فنصب الدّين فخاً لها فهو لا يزال يختل النّاس بظاهره فإن تمكن من حرام اقتحمه، وإذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويداً لا يغرنكم فإن شهوات الخلق مختلفة فما أكثر من يتأبى عن الحرام وإن كثر ويحمل على نفسه شوهاء قبيحة فيأتي فيها محرماً.
فإذا رأيتموه كذلك فرويداً لا يغرنكم حتّى تنظروا عقدة عقله فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله.
فإذا وجدتم عقله متيناً فرويداً لا يغرنكم حتّى تنظروا أيكون هواه على عقله أم يكون عقله على هواه وكيف محبته للرياسة الباطلة وزهده فيها فإن في النّاس من يترك الدّنيا للدنيا ويرى أن لذة الرياسة الباطلة أفضل من رياسة الأموال والنعم المباحة المحللة، فيترك ذلك أجمع طلباً للرياسة حتّى إذا قيل له: اتق الله، أخذته العزة بالإثم! فحسبه جهنم وبئس المهاد فهو يخبط خبط عشواء يقوده أول باطله إلى أبعد غايات الخسارة ويمد به بعد طلبه لما لا يقدر في طغيانه، فهو يحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله لا يبالي ما فات من دينه إذا سلمت له الرياسة التي شقي من أجلها فأولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذاباً أليماً.
بعد أن حذرنا عليه السّلام من هذا النوع من الرّجال الذين أحبوا الرياسة الباطلة وأخذتهم العزة بالإثم فغضب الله عليهم ولعنهم دعانا لنقتدي بالرجل الذي جعل هواه تبعاً لأمر الله فقال: ولكن الرّجل كُلّ الرّجل الذي جعل هواه تبعاً لأمر الله وقواه مبذولة في قضاء الله يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الأبد مع العز في الباطل ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفد وإن كثيراً ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى العذاب.
4- وسئل عليه السّلام عن يوم القيامة فقال:
إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين، وجمع ما خلق في صعيد واحد، ثم نزلت ملائكة السماء الدّنيا وأحاطت بهم صفاً، وضرب حولهم سرادق من النار، ثم نزلت ملائكة السماء الثانية فأحاطوا بالسرادق، ثم ضرب حولهم سرادق من نار، ثم نزلت ملائكة السماء الثّالثة فأحاطوا بالسرادق، ثم ضرب حولهم سرادق من نار، حتّى عد ملائكة سبع سماوات وسبع سرادقات، وصعق الرّجل فلما أفاق قيل له: يا بن رسول الله فأين عليّ وشيعته؟.
قال: على كثبان المسك يؤتون بالطعام والشراب، لا يحزنهم ذلك.
ولما بين عليه السّلام أهوال يوم القيامة والقصاص من الظالم للمظلوم قام رجل وقال: يا بن رسول الله إذا كان للمؤمن على الكافر مظلمة فأي شيء يأخذ منه وهو من أهل النار؟ فقال عليه السّلام: يطرح عن المسلم من سيئاته بقدر ما له على الكافر، فيعذب الكافر بها مع عذابه بكفره.
قال: فإن كان للمسلم على المسلم مظلمة فما يأخذ منه؟ فقال عليه السّلام: يؤخذ من حسنات الظالم ويدفع للمظلوم وإن لم يكن حسنات يؤخذ من سيئات المظلوم على الظالم.
5- سئل عليه السّلام: لم أوتم النّبيّ صلّى الله عليه وآله من أبويه؟ فقال عليه السّلام: لئلا يوجب عليه حقّ لمخلوق.
وقيل له: ما أشد بغض قريش لأبيك؟ فقال عليه السّلام: لأنّه أورد أولهم النّار، وألزم آخرهم العار.
6- وبعد وقعة كربلاء رجع عليه السّلام إلى المدينة فوقف عليه إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله فقال متشمتاً: من الغالب؟ قال عليه السّلام: إذا دخل وقت الصّلاة فأذن وأقم تعرف الغالب.
7- روى الإمام الباقر عليه السّلام: إنّ الزّهري، مُحمّد بن مسلم بن شهاب، دخل على الإمام زين العابدين عليه السّلام كئيباً حزيناً فقال له: ما بالك مغموماً؟ قال: يا بن رسول الله فما امتحنت من حساد نعمي والطامعين فيّ ممن أرجوه ومن أحسنت إليه فيخلف ظني. فقال عليّ بن الحُسين عليه السّلام: احفظ عليك لسانك تملك به إخوانك, قال الزّهري: إني أحسن إليهم بما يبدر من كلامي.
فقال عليه السّلام: هيهات، هيهات إياك أن تعجب بذلك وإياك أن تتكلّم بما يسبق إلى القلوب إنكاره وإن كان عندك اعتذاره فليس كُلّ ما تسمعه شراً يمكنك أن توسعه عذراً.
يا زهري من لم يكن عقله من أكمل ما فيه كان هلاكه من أيسر ما فيه.
مناقبه عليه السلام
قال الشّبلنجي: ومناقبه كثيرة، فعن سفيان، قال: جاء رجل إلى عليّ بن الحُسين رضي الله عنهما، فقال له: إن فلاناً وقع فيك بحضوري، فقال له: انطلق بنا إليه، فانطلق معه وهو يرى أنه سينتصر لنفسه منه، فلما أتاه قال له: يا هذا إن كان ما قلته فيّ حقاً فأسأل الله أن يغفر لي، وإن كان ما قلته في باطلاً فالله تعالى يغفره لك ثم ولى عنه.
وقال: خرج يوماً من المسجد فلقيه رجل فسبه وبالغ في سبه وأفرط، فعاد عليه العبيد والموالي فكفهم عنه وأقبل عليه وقال له: ما ستر عنك من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيى الرّجل، فألقى عليه حميصه وألقى إليه خمسة آلاف درهم فقال: أشهد أنك من أولاد المصطفى.
وقال: ولقيه رجل فسبه فقال له: يا هذا بيني وبين جهنم عقبة، إن أنا جزتها فما أبالي بما قلت، وإن لم أجزها فأنا أكثر مما تقول.
قال سالم مولى أبو جعفر: كان هشام بن إسماعيل يؤذي عليّ بن الحُسين وأهل بيته يخطب بذلك على المنبر، وينال من عليّ رحمه الله فلما ولى الوليد بن عبد الملك عزله وأمر به أن يوقف للناس، قال: فكان يقول: لا والله ما كان أحد من النّاس أهم إلي من عليّ بن الحُسين، كنت أقول رجل صالح يسمع قوله، فوقف للناس، قال: فجمع عليّ بن الحُسين ولده وحامته ونهاهم عن التعرض، قال: وغدا عليّ بن الحُسين ماراً لحاجة فما عرض له، قال: فناداه هشام بن إسماعيل: الله أعلم حيث يجعل رسالته... قال عبد الله بن عليّ بن الحُسين: قلت: يا أبت ولم والله إن أثره عندنا لسيئ وما كنا نطلب إلا مثل هذا اليوم، قال عليه السّلام يا بني نكُلّه إلى الله فوالله ما عرض له أحد من آل حسين بحرف حتّى تصرم أمره.
آثاره عليه السلام
من المحقق أنّ أوّل من ألف ودون في دنيا الإسلام هم أئمة أهل البيت عليهم السّلام، والعُلماء العظام من شيعتهم ، فهم الرواد الأوائل الذين خططوا مسيرة الأمة الثقافية وفجروا ينابيع العلم والحكمة في الأرض.
ومن الجدير بالذكر أن مؤلفاتهم، وسائر بحوثهم لم تقتصر على علم خاص، وإنما تناولت جميع أنواع العُلوم كعلم الفقه، والتفسير، والحديث، والأصول، وعلم النحو، والكُلّام، والفلسفة، بالإضافة إلى وضعهم لقواعد الأخلاق، وآداب السلوك، وأصول التربية.. وكان أول من سبق في هذا المضمار عملاق هذه الأمة، ورائد نهضتها الفكرية والعلمية الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، فهو الذي فتق أبواب العُلوم العقلية والنقلية وأسس أصولها، وقواعدها، يقول العقاد: إن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام قد فتق أبواب اثنين وثلاثين علماً، فوضع قواعدها، وأرسى أصولها ويقول ابن شهراشوب: الصحيح أن أول من صنف هو الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام ثم سلمان، ثم أبو ذر، ثم الأصبغ بن نباتة، ثم عبيد الله بن أبي رافع، ثم صنفت الصّحيفة الكاملة.
وممن ألف من الأئمة الطاهرين الإمام زين العابدين عليه السّلام، فقد كانت مؤلفاته نموذجاً رائعاً لتطور الفكر الإسلامي، وتقدم الحركة الثقافية والعلمية، ومن آثاره القيمة ما يلي:
الصّحيفة السّجاديّة
أمّا الصّحيفة السّجاديّة فهي من ذخائر التُراث الإسلامي، ومن مناجم كتب البلاغة والتربية والأخلاق، والأدب في الإسلام، ونظراً لأهميتها البالغة فقد سماها كبار رجال الفكر والعلم، بأخت القرآن، وإنجيل أهل البيت، وزبور آل مُحمّد.
ومما زاد في أهميتها أنها جاءت في عصر طغت فيه الأحداث الرهيبة، والمشاكُلّ السياسية القائمة على حياة المُسلمين فأحالتها إلى سحب مظلمة ليس فيها أي بصيص من نور الإسلام وهديه وإشراقه، فقد انشغل المسلمون بالتكتل الحزبي والسياسي، سعيا وراء مصالحهم وأطماعهم، ولم يعد هناك أي ظل لروحانية الإسلام وتعاليمه، وآدابه، وحكمه.
المناجيات الخمس عشرة
من الاثار القيمة للإمام زين العابدين عليه السّلام المناجيات الخمس عشرة وهي من الأرصدة الروحية في دنيا الإسلام، فقد عالج بها الإمام الكثير من القضايا النفسية، كما فتح بها آفاقاً مشرقة للاتصال بالله تعالى، فقد ناجاه بقلب مفعم بالأمل والرجاء، وتضرع إليه بتذلل وخشوع، وذاب أمام عظمته؛ ورجاه رجاء المخلصين والمنيبين، واتجه بقلبه ومشاعره، فلم يبصر غيره، فوقف يناجيه صاغراً، ذليلاً، منكسراً، يرجو العفو، ويطلب منه الغفران، وقد غمرت مناجاته قلوب المتقين والصالحين من شيعة أهل البيت عليهم السّلام فراحوا يناجون بها الله في غلس الليل البهيم، وفي الأماكن المقدسة راجين منه تعالى أن تشملهم عنايته وألطافه.
كتاب عليّ بن الحُسين عليه السّلام
من اثاره عليه السّلام كتاب اسمه كتاب عليّ بن الحُسين وقد فقد هذا الكتاب كما فقد غيره من أمهات الكتب الإسلامية، وقد عثرنا على قطعة يسيرة منه نقلها عنه الإمام أبو جعفر مُحمّد الباقر عليه السّلام قال: وجدنا في كتاب عليّ بن الحُسين ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون إذا أدوا فرائض الله، وأخذوا سنن رسول الله صلّى الله عليه وآله، وتورعوا عن محارم الله، واكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يريدون به التفاخر، والتكاثر ثم أنفقوا في ما يلزمهم من حقوق واجبة، فأولئك الذين بارك الله لهم في ما اكتسبوا، ويثابون على ما قدموا لآخرتهم.
ديوان شعر منسوب للإمام عليه السّلام
ونسب للإمام زين العابدين عليه السّلام ديوان من الشعر حافل بالنصائح والمواعظ وتوجد منه نسخة مخطوطة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين بخط السّيد أحمد بن الحُسين الجزائري، وقع الفراغ من كتابتها يوم الثلاثاء 26/رجب/ سنة 1358هـ وقد استنسخها عن نسخة بخط السّيد مُحمّد بن السّيد عبد الله الشوشتري المتوفي سنة 1283هـ.
ونشره الدكتور حسين عليّ محفوظ في مجلة البلاغ العدد الثامن من السنة الأولى ص24 وقال في تقديمه له: ينسب إلى السّجاد عليه السّلام 2 بيتاً من الشعر جمعها شيخنا المرحوم مُحمّد عليّ التبريزي المدرس المتوفي سنة 1373هـ من كتاب التحفة المهدية المطبوع في تبريز سنة 1357هـ وهو القسم الثاني من ديوان المعصومين الذي سماه الدر المنثور
من آثاره المخطوطة
وذكر الدكتور حسين عليّ محفوظ: إنّ للإمام زين العابدين عليه السّلام مصاحف تنسب إلى خطه الشّريف توجد في مكاتب شيرازي وقزوين وأصفهان ومشهد.
الكتب التي الّفت بالإمام عليه السلام وبآثاره
- الإمام السّجاد جهاد وأمجاد، الدكتور حسين الحاج حسن، بيروت: دار المرتضى.
- إثبات إمامة عليّ بن الحُسين عليه السّلام، لأبي النضر مُحمّد بن مسعود بن مُحمّد بن عياش السلمي السمرقندي، المعروف بالعياشي.
انظر: رجال النجاشي: 352 معالم العُلماء 100 الذّريعة ج 1 ص85.
- أثر القرآن في الصّحيفة السّجاديّة، لكاصد ياسر حسين الزيدي.
رسالة الإسلام بغداد س5: عليه السّلام 1 - 2 مايس 1971م ص41-57.
- احتجاجات الإمام، مقتطفات من احتجاجات الإمام السّجاد عليه السّلام.
للسّيد عبد الرضا الشهرستاني.
- أخبار عليّ بن الحُسين عليه السّلام، لأبي أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي الأزدي البصري.
انظر: رجال النجاشي 242، الذّريعة 1/341.
- كتاب أخبار عليّ بن الحُسين عليه السّلام، لأبي بكر مُحمّد بن عمر بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيار التميمي المعروف بالجعابي البغدادي ت355هـ صاحب أخبار آل أبي طالب.
انظر: رجال النجاشي 395، الذّريعة 1/342، إيضاح المكنون 1/44، أهل البيت في المكتبة العربية في: تراثنا ع1 1405هـ ص17.
- أدعية زين العابدين عليه السّلام، للسّيد ناصر بن الرضا بن مُحمّد بن عبد الله العلوي الحُسيني تلميذ الطوسي.
انظر: الفهرست لمنتجب الدّين 192، الذّريعة 1/396.
- الأزهار اللطيفة في شرح مفردات الصّحيفة، للسّيد مُحمّد رضا بن الحسن الأعرجي الحلي، فرغ منه 1136.
انظر: الذّريعة 1/534، 535، 13/351.
- أسرار حج از إمام سجاد بالفارسية، لمير حسين سديفي.
طهران: 1364 ش/1985م، ط2، 36ص، 17سم.
- أم الإمام زين العابدين.. هل كانت فارسية؟.
الموسم بيروت: ع2، 3 1989م، ص627.
- الإمام الرابع زين العابدين عليّ بن الحُسين عليه السّلام، للشّيخ مُحمّد حسن القبيس العاملي.
بيروت: 1403هـ - 1983م، 127ص، 24سم الحلقات الذهبية، 17.
- الإمام زين العابدين عليه السّلام، للسّيد عبد الرزاق الموسوي المقرم.
النّجف الأشرف: مطبعة الغري الحديثة، 1374هـ، 436ص، 21سم.
بيروت: مؤسسة الوفاء، 1404هـ-1984م، 448ص، 24سم.
قم: دار الشبستري للمطبوعات، 436ص، 24سم.
- الإمام زين العابدين، تأليف: لجنة التأليف في دار التوحيد.
طهران: دار التوحيد، ط2، 1401هـ، 80ص أهل البيت عليهم السّلام، 6.
طهران: مؤسسة البلاغ، 1408هـ=1988م، 92ص، 17 سم أهل البيت، 6.
- الإمام زين العابدين عليه السّلام، للسّيد مُحمّد صادق القزويني.
ذكريات المعصومين عليهم السّلام كربلاء المقدسة ع6 صفر 1386هـ ص4-11.
- الإمام زين العابدين يتحدث عن النّبيّ مُحمّد صلّى الله عليه وآله في الصّحيفة السّجاديّة، للسّيد مُحمّد حسين فضل الله.
الثقافة الإسلامية ع33 3-4/1411هـ=9-10/1990م، ص32-53.
- الإمام السّجاد عليه السّلام، لحسين باقر.بغداد: مطبعة الحوادث، 1979م، 196ص.
- الإمام السّجاد.. دراسة تحليلية، لكريم جبر الحسن.
راجعه: السّيد جعفر مرتضى العاملي، بيروت: مؤسسة البلاغ، 1989م.
- الإمام السّجاد عليه السّلام قدوة وأسوة، لمُحمّد تقي المدرسي،
طهران: مكتب العلامة المدرسي، 1369ش، 96ص.
- الإمام عليّ بن الحُسين عليه السّلام، لعلي مُحمّد عليّ دخيل،
النّجف الأشرف: 1967م.
- الإمام عليّ بن الحُسين السّجاد عليه السّلام، للسّيد عبد الودود الأمين.
مراجعة وتقديم: الشّيخ عفيف النابلسي، بيروت: دار التوجيه الإسلامي، ط1، 1400هـ - 1980م، 120ص، سلسلة الأئمة الأثنا عشر سيرة وجهاد - 4.
- الإمام عليّ بن الحُسين وأموال مروان، للسّيد جعفر مرتضى.
الهادي قم س5: ع1، ص70-81.
- الإمام عليّ بن الحُسين عليه السّلام ودوره في النضال ضد حكام عصره،
للسّيد مُحمّد رضا الحُسيني الجلالي، مخطوط.
- إنجيل أهل البيت، لبعض الأصحاب، توجد نسخة منه في مكتبة السّيد عليّ الايرواني نزيل تبريز.
انظر: الذّريعة 2/365.
ب
- البديعية، النونية في مدح الإمام السّجاد زين العابدين عليّ بن الحُسين عليه السّلام.
لبعض أصحابنا وشرحها الناظم مستشهداً فيه بالأبيات المنسوبة إلى أمير المؤمنين عليه السّلام ثم بشعره ثم بشعر أبي العلاء المعري.
انظر: الذّريعة 3/74.
- بلاغة الإمام عليّ بن الحُسين عليه السّلام، للشّيخ جعفر عباس الحائري.
النّجف الأشرف: المطبعة الحيدرية، 1374هـ = 1954م، 152ص، 21سم.
ت
- تاريخ سيد السّاجدين وإمام الزاهدين عليّ بن الحُسين زين العابدين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأولاده المنتجبين، في: بحار الأنوار ج46: ص2-209، للشّيخ مُحمّد باقر المجلسي، بيروت: مؤسسة الوفاء، ط2، 1403هـ - 1983م.
- تحفة رضوية، في شرح الصّحيفة الكاملة السّجاديّة، لقاضي بن كاشف الدّين مُحمّد الأردكاني اليزدي، شرحها سنة 1056هـ، مخطوط في: مكتبة مجلس الشورى برقم 12246، الرضوية 9666 سنة 1057هـ، ناقص الأول.
انظر: مرآة الكتب 2/134، الغدير 11/257، الذّريعة 3/435، فهرس المجلس 4/30-31.
- تخميس الفرزدقية، للشّيخ نور الدّين عبد الرحمن بن أحمد بن مُحمّد الجامي ت898هـ.
وهي الميمية البالغة إلى أحد وأربعين بيتاً قد ترجمها بتمامها بالنظم الفارسي مع ذكر تمام القصة بين الفرزدق وهشام.
انظر: ريحانة الأدب 1/387، الذّريعة 4/10.
- تخميس مدح سيدنا زين العابدين، تخميس قصيدة الفرزدق، مع شرح التخميس، بالفارسية، لقطب الدّين محمود عليّ حيدر آبادي، حيدر آباد دكن: 1316هـ، 160ص، 24سم، حجرية.
- التذكرة، منسوبة للإمام زين العابدين عليه السّلام، مخطوط في: حاجي محمود باستنبول 3738هـ في 11 ورقة سنة 1307هـ، عاشر افندي 415/11 من ورقة 62-66.تاريخ التراث العربي لسزكين، مج1: ج1/266.
39- ترجمة الإمام زين العابدين عليّ بن الحُسين، وابنه الباقر عليهما السّلام من تاريخ دمشق، أبي القاسم عليّ بن الحسن بن هبة الله الشافعي الدمشقي، المعروف بابن عساكر 499-571هـ، يقوم بتحقيقه الشّيخ مُحمّد باقر المحمودي.
: الذّريعة 4/156.
- ترجمة الصّحيفة السّجاديّة، لمُحمّد باقر المجلسي.
يأتي بعنوان: الفوائد الطريفة في شرح الصّحيفة.
- تسمية البكائين، لمُحمّد بن كعب.
انظر: سيرة ابن هشام 4/161، الإصابة لابن حجر 2/354، تراثنا: ع15 1409هـ، ص54.
- تعاليق على حاشية الصّحيفة السّجاديّة للميرداماد، للشّيخ مُحمّد تقي الاستر آبادي ق14هـ.انظر: تراجم الرّجال 179.
- التعقيبات الخمسة، للفرائض الخمسة هي خمسة أدعية يعقب المصلي بعد كُلّ فريضة بإحداها كُلّها مرويات عن الإمام السّجاد عليه السّلام.
نسخة في مكتبة سبهسالار/ الجديدة بطهران في 32ص، سنة1237هـ، بخط مُحمّد عليّ النقيب الأصفهاني.
انظر: الذّريعة 4/218.
- تعليقات على شرح الصّحيفة للسّيد عليّ خان، لبهاء الدّين مُحمّد بن مُحمّد باقر الأصفهاني النائيني الحُسيني.انظر: ريحانة الأدب 1/290.
- تعليقة الصّحيفة السّجاديّة، للسّيد مُحمّد بن عليّ بن نعمة الله بن حبيب بن نصر الله الحُسيني المعروف بالسيد ميرزا الجزائري ت1099هـ.
- التعليقة على الصّحيفة السّجاديّة، للسّيد حسين ابن حسن ابن مُحمّد الموسوي الكربلائي، فرغ منه سنة 959هـ.
انظر: تكملة أمل الآمل 176، الذّريعة 6/145، بعنوان: الحاشية، و13/350 بعنوان: شرح الصّحيفة.
ج
- الجهاد الصامت في تحليل موقف الإمام عليّ بن الحُسين في صحيفته المعروفة بالصحيفة السّجاديّة، للسّيد مُحمّد صادق الصّدر، طبع في: بغداد د.ت.
- الجوشن الكبير، الدعاء المشتمل على مائة فصل وفي كُلّ فصل يدعى بعشرة أسماء من أسماء الله أورده الشّيخ الكفعمي في مصباحه وذكر أنه مروي عن الإمام السّجاد عليه السّلام عن أبيه عن جده عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله قد أنزله إليه جبرئيل هدية من عند الملك الجليل جل جلاله وأمره أن يخلع عنه الجوشن الثقيل ويقي نفسه عن شرور الأعداء ببركة هذا الدعاء له شروح كثيرة للعلماء منها شرح المولى مُحمّد باقر المجلسي المتوفي سنة 1111هـ.
انظر: الذّريعة 5/287.
ح
- حاشية الصّحيفة السّجاديّة، لميرزا رفيع الدّين مُحمّد بن حيدر الطباطبائي النائيني، كان حياً سنة 1080هـ.
انظر: ريحانة الأدب 6/128، الذّريعة 6/146، 13/357.
- حاشية الصّحيفة الكاملة السّجاديّة، لعلي بن حجة الله بن شرف الدّين عليّ بن عبد الله بن حسين بن مُحمّد بن عبد الملك الطباطبائي الشولستاني المعروف بأمير شرف الدّين المتوفى في النّجف بعد سنة 1060هـ أو بعد سنة 1063هـ.
انظر: ريحانة الأدب 3/197، الذّريعة 6: 146، 13/353.
- الحاشية على شرح الصّحيفة الكاملة السّجاديّة، للسّيد بهاء الدّين مُحمّد المختاري النائني.توجد نسخته في مكتبة مجد الدّين.انظر: الذّريعة 6/124.
- حاشية على شرح الصّحيفة الكاملة للسّيد عليّ المدني، لملا أحمد الأعرج الكشميري ت1301هـ.انظر: مطلع أنوار 119.
- الحاشية على شرح الصّحيفة الكاملة السّجاديّة، للسّيد عبد الله نور الدّين الجزائري التستري ت1173هـ.انظر: الذّريعة 6/124.
- الحاشية على الصّحيفة السّجاديّة، للميرزا عبد الله بن عيسى التبريزي الأصفهاني صاحب الرياض.انظر: الذّريعة 6/146، 13/353.
- الحاشية على الصّحيفة السّجاديّة، للشّيخ عز الدّين حسين بن عبد الصمد بن شمس الدّين مُحمّد بن زين الدّين عليّ بن بدر الدّين حسن بن صالح بن إسماعيل الحارثي الهمداني الجعبي والد الشّيخ البهائي ت984هـ.
انظر: الذّريعة 6/145، 13/351، الغدير 11/227، ريحانة الأدب 4/129.
- الحاشية على الصّحيفة السّجاديّة، للمولى عبد الغفار الرشتي.
انظر: الذّريعة 6/145، 13/352.
- الحاشية على الصّحيفة السّجاديّة، للشّيخ عليّ بن مُحمّد بن الحسن بن زين الدّين الشّهيد 1104.انظر: ريحانة الأدب 2/430، الذّريعة 6/146.
- الحاشية على الصّحيفة السّجاديّة، للمحدث مُحمّد بن المرتضى المدعو بمحسن الفيض الكاشاني ت1091هـ.فرغ منه سنة 1055هـ.
مخطوط في مكتب السّيد المرعشي بقم ضمن مجموعة برقم 1363.
الأوراق 122ب - 125ب، ومجموعة 3666، الأوراق 71ب - 124ب، و5784 في 55 ورقة. مجلس الشورى تاريخها القرن الثاني عشر الهجري.
طبع في: طهران: 1316هـ منضماً إلى نور الأنوار للمحدث الجزائري.
قم: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث تحقيق: السّيد عليّ الخراساني.
طهران: وزارة الثقافة والتعليم العالي، 1366ش = 1987م، 132ص، 24سم.
انظر: كشف الحجب والأستار 341، الذّريعة 6/146، 13/358، فهرس المرعشي 4/137، 10/58-59، 15/170، ريحانة الأدب 4/376، فهرس المجلس 10/635.
- حدائق الصالحين، في شرح صحيفة سيد السّاجدين عليه السّلام.
لشيخ الإسلام بهاء الدّين مُحمّد بن لاحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي بأصفهان 1031هـ.
جعل شرح كُلّ دعاء في حديثه وقد خرج شرح عدة من حدائقه وكانت تلك العدة موجودة في المشهد الرضوي في عصر العلامة المجلسي كما ذكره بعض معاصريه في رسالة كتبها إليه والرسالة بصورتها مدرجة في آخر إجازات البحار لكن الموجود المتداول منها اليوم هو الحديقة الهلالية فقط في شرح دعائه عند رؤية الهلال الذي هو الدعاء الثالث والأربعين وقال في آخر ثم تأليف الحديقة الهلالية من كتاب حدائق الصالحين ويتلوها بعون الله الحديقة الصومية وهو شرح دعائه عليه السّلام عند دخول شهر رمضان، وذكر أنه فرغ منها كتابه الهلية في بغداد في 1003هـ فظهر أن ما خرج من قلم الشّيخ البهائي لم يكن منحصراً بالحديقة الهلالية حتّى يقال أن استعمال حدائق الصالحين مجاز لا حقيقة له.
انظر: كشف الحجب والأستاذ 193، 341، الذّريعة 6/288، 13/357، ريحانة الأدب 3/309-310.
- حديث في أسرار الحج، منقول عن عليّ بن الحُسين عليه السّلام.
نسخة في مجلس الشورى بطهران.انظر: فهرس المجلس 9/432.
- الحديقة الأخلاقية، من أجزاء حدائق الصالحين في شرح صحيفة سيد السّاجدين، للشّيخ بهاء الدّين مُحمّد العاملي.
انظر: الذّريعة 6/380.
- الحديقة الهلالية، شرح دعاء الهلال من الصّحيفة السّجاديّة، للشّيخ البهائي: بهاء الدّين مُحمّد ابن الحُسين بن عبد الصمد الحارثي 953-1030هـ.
مخطوط في: مكتبة السّيد المرعشي بقم برقم 4239، ومجموعة 7351، الأوراق 29ب - 31ب.
طبع في: 1316هـ، منضماً إلى شرح الصّحيفة للسّيد نعمة الله الجزائري.
قم: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، 1410هـ، 204ص، تحقيق: السّيد عليّ الموسوي الخراساني الكاظمي.
انظر: كشف الحجب والأستار 195، ريحانة الأدب 3/310، الذّريعة 6/391، فهرس المرعشي 19/150.
- حرز، منسوب للإمام زين العابدين عليه السّلام.
مخطوط في: أيا صوفية 3324 من 47-64، ق11 هـ.
انظر: سزكين مح1: ح3/266.
- حل لغات الصّحيفة، لمُحمّد باقر بن مُحمّد شفيع المنجم.
أوله أناديك يا من ينادي من كُلّ فج عميق بألسنة شتى ولغات مختلفة - إلى قوله
- حواشي الصّحيفة السّجاديّة، للمولى هادي البنآبي الراوي عن الشّيخ المرتضى الأنصاري.
- حياة الإمام زين العابدين عليه السّلام.. دراسة وتحليل، للشّيخ باقر شريف القرشي.
بيروت: دار الأضواء، ط1، 1409هـ-1988م، 2ج، 263+424ص، 24سم.
- حياة الإمام السّجاد عليه السّلام، في: عوالم العُلوم.
للشّيخ عبد الله بن نور الله البحراني ق11هـ.
تحقيق: مدرسة الإمام المهدي.
قم: مدرسة الإمام المهدي، ط1، 1407هـ، 351ص، 24سم.
- حياة الإمام عليّ بن الحُسين عليه السّلام، لكاظم جواد الساعدي.
النّجف الأشرف، مطبعة الغري، 1374هـ=1955م، 440ص، 21سم.
- حياة الإمامين زين العابدين ومُحمّد الباقر، لعلي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي.
النّجف الأشرف: 1369هـ، 82ص، 21 سم.
بعناية: مُحمّد رضا الكتبي.
د
- الدرر المنظومة المأثورة في جمع لآلئ أدعية السّجاديّة المشهورة، للشّيخ عبد الله بن عيسى بن مُحمّد صالح بن مير مُحمّد بن خضر شاه التبريزي الأصفهاني المعروف بالأفندي المتوفى حدود 1130هـ.
مخطوط في مكتبة السّيد المرعشي بقم برقم 1960 في 124 ورقة.
طبع في: طهران 1324هـ، 251ص، 21سم، حجرية.
انظر: الذّريعة 8/138، 15/20، فهرس المرعشي 5/332، ريحانة الأدب 1/163.
- دعاء أبي حمزة الثمالي، رواه الشّيخ أبو مُحمّد هارون بن موسى التلعكبري بإسناده إلى الحسن بن محبوب الزراد عن أبي حمزة الثمالي أنه قال كان زين العابدين عليه السّلام يدعو بهذا الدعاء في سحر شهر رمضان. وهو دعاء كبير.
انظر: الذّريعة 8/186.
- الدعاء أسلوب تربوي على ضوء الصّحيفة السّجاديّة، لعباس الترجمان.
النّجف س2: ع3 1/1388هـ-4/1968، ص101-108.
- الدعاء الأول في التحميد البديع هو الخالق المخترع لا عن مثال موجود بمكتبة عباس اقبال بطهران.
انظر: الذّريعة 7/73.
- دعاء عرفة للإمام عليّ بن الحُسين.
طهران: دار الغدير، 1351ش، 16ص، 17سم.
- دعاء لزين العابدين عليّ بن الحُسين عليه السّلام، مخطوط في: الجامع الكبير بصنعاء ضمن مجموع.
انظر: المورد مح3: ع2 1974، ص296.
- دعاء مكارم الأخلاق، للإمام زين العابدين عليه السّلام، شرح وتحقيق: عبد الأمير قبلان.
النّجف الأشرف: مطبعة النعمان، 1963م، 153ص، 21سم.
- كتاب الدعوات عن زين العابدين عليه السّلام، للسّيد أبي القاسم زيد بن إسحاق الجعفري.
انظر: فهرست منتجب الدّين 80، الذّريعة 8/202.
- الدّليل إلى موضوعات الصّحيفة السّجاديّة، للشّيخ مُحمّد حسين المظفر.
قم: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، 1362ش-1403هـ، 328ص، 24سم. دمشق: سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، طبع منضماً للصّحيفة السّجاديّة التي حققها: عليّ أنصاريان.
- ديوان منظومات السّجاد، للإمام زين العابدين عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام ت94هـ.
مخطوط في: خزانة مجيد موقّر في طهران، قوامها جزآن، الأول تاريخه 298هـ، والثاني 299هـ.
ذكرهما: د. حسين عليّ محفوظ في مجلة معهد المخطوطات العربية ح3 1975م ص12-13، أقدم المخطوطات العربية في العالم 135، تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين مج1: ج3/266، الذّريعة 9/431.
ذ
- ذكر من روى عن عليّ بن الحُسين عليه السّلام المصباح السابع من كتب المصابيح، للشّيخ الصدوق أبي جعفر مُحمّد بن عليّ بن الحُسين بن موسى بن بابويه القمي ت381هـ.
انظر: رجال النجاشي 391.
- ذكرى وفاة الإمام عليّ بن الحُسين زين العابدين عليه السّلام، تأليف: لفيف من الروحانيين.
كربلاء المقدسة: مكتب ذكريات المعصومين، 1386هـ، 32ص، 21سم ذكريات المعصمين، 6.
ر
- رسالة حقوق، رواها أبو حمزة الثمالي، ثابت بن أبي صفية دينار ت150هـ، عن الإمام عليّ بن الحُسين عليه السّلام.
طبعت في: بغداد: 1369هـ، 179ص، تحقيق: عبد الهادي المختار حديث الشهر، 6.
طهران: دار التوحيد، 1402هـ، 36ص، 17سم.
انظر: رجال النجاشي 116، إيضاح المكنون 1/562، الذّريعة 7/42، تاريخ التراث العربي لسزكين مج1: ج3/263.
- رسالة في سند الصّحيفة الكاملة، للشّيخ ميرزا أبو المعالي بن مُحمّد إبراهيم الكرباسي 1247-1315هـ.
انظر: ماضي النّجف وحاضرها 3/235، الذّريعة 12/236.
- رسالة في شرح دعاء أبي حمزة في السحر، للسّيد أبي القاسم جعفر بن الحُسين بن قاسم بن محب الله الخوانساري 1158هـ.
انظر: الذّريعة 21/401.
- رسالة في ملحقات الصّحيفة الكاملة، وبعض الأدعية الساقطة عنها للمولى مُحمّد باقر المجلسي.طبع مع الصّحيفة مكرراً.
انظر: الذّريعة 22/200.
- رفع الكيد عن مولانا زيد، أعني الشّهيد ابن عليّ بن الحُسين عليه السّلام في إثبات جلالة شأنه وذكر أعقابه، للسّيد قاسم النسابة السبزواري المختاري.
انظر: الذّريعة 11/244.
- روضات المتألهين في شرح صحيفة سيد السّاجدين، للمولى عبد الرّسول المدني ابن مُحمّد الكاشاني.في خمس مجلدات.
انظر: الذّريعة 6: 306.
- روضة العارفين في شرح صحيفة سيد السّاجدين، للمولى شاه مُحمّد بن مُحمّد الدارابي الاصطهباناتي.يأتي بعنوان: رياض العارفين.
- رياض السالكين في شرح صحيفة سيد السّاجدين، للسّيد صدر الدّين عليّ بن أحمد بن مُحمّد بن المعصوم الحُسيني، والمعروف بالسيد عليّ خان المدني ت1118هـ، شرع فيه سنة 1094هـ، فرغ منه سنة 1116هـ.
مخطوط في: مكتبة الصّدر نسخة نفيسة.
سبهسالار برقم 144.
مكتبة الإمام أمير المؤمنين العامة في النّجف ناقصة تاريخها 1105هـ.
مكتبة الشّيخ مشكور، ناقصة تاريخها 1115هـ.
طبع في: طهران: 1271هـ، رحلي، حجرية.
طهران: 1304هـ، 587ص، رحالي، حجرية.
طهران: 1317هـ، 587ص، رحلي، حجرية.
تبريز: 1334هـ، 587ص، رحلي، حجرية.
قم: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث د.ت، 600ص، رحلي، أوفسيت.
قم: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية، ط1، 1368ش، 568ص، 24سم تحقيق: السّيد مُحسن الحُسيني الأميني.
انظر: كشف الحجب والأستار 300، 341. إيضاح المكنون 1/603، الذّريعة 6/124، 9/754، 11/325، 328، 13/353، ريحانة الأدب 2/93.
- رياض العابدين في شرح صحيفة سيد السّاجدين، للبديع الهرندي.
يأتي بعنوان: رياض العارفين في شرح صحيفة سيد السّاجدين.
- رياض العارفين، في شرح صحيفة المتقين، يعني زبور آل مُحمّد صلّى الله عليه وآله الصّحيفة الكاملة، للمولى شاه مُحمّد بن مُحمّد الشيرازي الاصطهباناتي الدرابي. وهو شرح طويل مزجي. فرغ من الشرح سنة 1082هـ واستنسخه الحاج عناية الله الشيرازي في 1086هـ ثم وقفه المصنف للخزانة الرضوية وكتب الوقفية عليه بخطه في 1089هـ.
انظر: كشف الحجب والأستار 341، الذّريعة: 11/330، 298، 13/358.
ز
- كتاب زهد عليّ بن الحُسين عليه السّلام، للشّيخ الصدوق أبي جعفر مُحمّد بن عليّ بن الحُسين بن موسى بن بابويه القمي ت381هـ.
انظر: رجال النجاشي 391.
- زين العابدين، لأحمد فهمي المصري.طبع في مصر.
- زين العابدين، لبطرس البستاني، في: دائرة المعارف 9/354-357.
بيروت: 1887م = 1304هـ.
- زين العابدين، لعبد الحليم محمود، القاهرة: دار الإسلام، 1973م، 146ص.
- زين العابدين، لمُحمّد فريد وجدي، في: دائرة معارف القرن العشرين 4/793-795، بيروت: دار المعرفة، ط3، د.ت.
- زين العابدين عليّ بن الحُسين، في: الأعلام 4/277.
لخير الدّين الزركُلّي، بيروت: دار العلم للملايين، ط7، 1986م.
- زين العابدين عليّ بن الحُسين عليه السّلام، لعبد العزيز سيد الأهل.
بيروت: 1953م، 96ص، 21سم، القاهرة: مكتبة وهبة، 1961م، 110ص، 21سم.
- زين العابدين عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، رابع أئمة أهل البيت الطاهر صلوات الله عليهم، مولده ووفاته وعمره ومدفنه، أعيان الشيعة 1/629-650، للسّيد مُحسن الأمين، حققه وأخرجه: حسن الأمين، بيروت: دار التعارف للمطبوعات، 1403هـ - 1983م.
- زين العابدين عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب وقصته مع الحجاج ابن يوسف الثقفي، لمُحمّد عبد الرحيم، دمشق، بيروت: دار الإيمان، 1988م، 96ص.
س
- سند الصّحيفة السّجاديّة، لنجم الدّين مُحمّد بن الحسن الحُسيني.
انظر: الذّريعة 12/235.
ش
- شاعر الله، حول الإمام السّجاد عليه السّلام، لصدر الدّين شرف الدّين.
رسالة الإسلام س3: ع1، 2 1978م، ص39-46.
- شرافة الأعمال، في شرح دعاء مكارم الأخلاق من الصّحيفة السّجاديّة.
للشّيخ مُحمّد جواد بن مُحمّد عليّ بن جعفر التستري ت1335هـ، يوجد عند ابن أخيه الشّيخ مُحمّد تقي بن مُحمّد كاظم بن مُحمّد عليّ 1321هـ.
انظر: الذّريعة 13/44.
- شرح دعاء أبو حمزة، للسّيد حسين بن جعفر الحُسيني الموسوي الخوانساري ت1191هـ.
انظر: ريحانة الأدب 2/189، الذّريعة 13/246.
- شرح دعاء أبي حمزة الثمالي، للشّيخ مُحمّد إبراهيم بن عبد الوهاب السبزواري 1291هـ. انظر: الذّريعة 13/246.
- شرح دعاء أبي حمزة الثمالي، للمولى مُحمّد تقي بن حسين عليّ الهروي الأصفهاني الحائري ت1299هـ.
انظر: الذّريعة 13/246.
- شرح دعاء أبي حمزة الثمالي، للسّيد معز الدّين بن مسيح الاصطبهاناتي ت1379هـ.
انظر: الذّريعة 13/246.
- شرح دعاء الجوشن الكبير، للمولى حبيب بن عليّ مدد الساوجي الكاشاني ت1340هـ.
انظر: الذّريعة 13/248.
- شرح دعاء الجوشن الكبير، للمولى مُحمّد نجف الكرماني المهشدي العارف الاخباري ت1298هـ.
انظر: الذّريعة 13/248.
- شرح دعاء الجوشن الكبير، لملا هادي بن مهدي السبزواري ت1289هـ.
مخطوط في: كتبة السّيد المرعشي 7380 في 166 ورقة.
- شرح دعاء السحر لأبي حمزة الثمالي، للسّيد جعفر ابن الحسن بن قاسم الموسوي ت1158هـ.انظر: مرآة الكتب 3/63.
- شرح دعاء الصباح من الصّحيفة السّجاديّة، للشّيخ البهائي، بهاء الدّين مُحمّد بن الحُسين بن عبد الصمد الحارثي 1031.
استظهر المدرس في ريحانة الأدب اتحاده مع حدائق الصالحين للمؤلف.
انظر: ريحانة الأدب 3/311، الذّريعة 13/ 256.
- شرح دعاء الصباح والمساء للإمام زين العابدين عليه السّلام، للمولى مُحمّد صادق بن زين العابدين، فرغ من سنة 1062هـ.
انظر: تراجم الرّجال 204.
- شرح دعاء عرفة من الصّحيفة السّجاديّة، للسّيد خليفة بن مطلب بن حيدر الموسوي الحويزي المعاصر للشّيخ البهائي.
انظر: كشف الحجب والأٍستار 335.
- شرح دعاء مكارم الأخلاق، من الصّحيفة الكاملة السّجاديّة.
قطعة منه ضمن مجموعة كانت في مكتبة المولى مُحمّد عليّ الخوانساري في النّجف الأشرف مع مجاميع أخر كُلّها بخط المولى مُحمّد تقي الكُلّبايكاني ت1292هـ.
انظر: الذّريعة 13/260.
- شرح دعاء مكارم الأخلاق، للشّيخ مُحمّد جواد بن مُحمّد عليّ بن جعفر التستري.تقدم: بعنوان شرافة الأعمال.
- شرح ديوان السّجاد، مخطوط في: حسين عليّ محفوظ بالكاظمية.
انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية 6/37، سزكين مج1: ج3/266.
- شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السّلام، للسّيد حسين القبانجي، النّجف الأشرف: مطبعة الآداب 1964م، 660ص، 24سم.
قم: مؤسسة إسماعيليان، 1406هـ.
بيروت: دار الأضواء، 1409هـ-1989م. 2مج، 1310ص، 17×24سم.
- شرح الصّحيفة، للميرزا إبراهيم بن مير مُحمّد معصوم بن مير فصيح بن مير أطباء الحُسيني التبريزي القزويني ت1149هـ.
- شرح الصّحيفة، للسّيد أفصح الدّين مُحمّد الشيرازي.
انظر: الذّريعة 13/356.
- شرح الصّحيفة، لبعض الأصحاب لا يعرف شخصه لنقص أوله وآخره ووسطه، كانت النسخة في مكتبة الخلاني العامة في بغداد.
انظر: الذّريعة 13/349.
- شرح الصّحيفة، للسّيد جمال الدّين الكوكياني اليماني ت ببغداد 1339هـ.
- شرح الصّحيفة، للميرزا حسن بن عبد الرزاق اللاهيجي، لم يتم مع أنه كبير في ثلاث مجلدات.
انظر: الذّريعة 13/349.
- شرح الصّحيفة، للمولى تاجا، تاج الدّين حسن بن مُحمّد الأصفهاني.
يوجد في مكتبة الميرزا أبي الهدي الكُلّباسي في أصفهان.
انظر: الذّريعة 13/350.
- شرح الصّحيفة، للمولى حسين بن حسن الجيلاني الأصفهاني ت1129هـ.
توجد قطعة من الشرح العربي للصّحيفة إلى آخر الدعاء الخامس وفيه تعريضات كثيرة على الشارح المدني وتاريخه 112هـ بخط السّيد أبي القاسم بن الحُسين الموسوي، والنسخة عند السّيد زين العابدين اللواساني في طهران.
انظر: ريحانة الأدب 5/137، الذّريعة 13/350.
- شرح الصّحيفة، للمولى خليل بن الغازي القزويني.
نسخة منه كانت في مكتبة شيخ الشريعة الأصفهاني في النّجف.
انظر: الذّريعة 13/351.
- شرح الصّحيفة، للسّيد صدر الدّين نصير الدّين بن مُحمّد صالح الطباطبائي.
انظر: الذّريعة 13/352.
- شرح الصّحيفة، للمفتي مير عباس اللكهنوي، يوجد في مكتبة السّيد ناصر حسين الكنتوري بلكهنو.انظر: الذّريعة 13/352.
- شرح الصّحيفة، لابن مفتاح، أبي الحسن عبد الله بن ابن القاسم ابن مفتاح الزيدي اليماني.انظر: الذّريعة 13/353.
- شرح الصّحيفة، للمولى جمال السالكين عبد الباقي الخطاط التبريزي.
مسهب مبسوط على طريقة الصوفية.
انظر: الذّريعة 13/352.
- شرح الصّحيفة، للمولى مُحمّد المدعو بعبد الباقي.
انظر: كشف الحجب والأستار 341، الذّريعة 13/357.
- شرح الصّحيفة، للمولى فتح الله الخطاط الصوفي على طريقة التصوف.
انظر: الذّريعة 13/354.
- شرح الصّحيفة، لفخر الدّين بن مُحمّد بن عليّ الطريحي.
يأتي بعنوان: النكت اللطيفة في شرح الصّحيفة.
- شرح الصّحيفة، للفيض الكاشاني.
تقدم بعنوان: الحاشية على الصّحيفة السّجاديّة.
- شرح الصّحيفة، للميرزا قاضي، خرج منه شرح أربعة من أدعيتها.
انظر: الذّريعة 13/355.
- شرح الصّحيفة، للسّيد مُحسن بن أحمد الشامي الحُسيني اليماني الزيدي ت1251هـ.
انظر: الذّريعة 13/356.
- شرح الصّحيفة، للسّيد مُحسن بن قاسم بن إسحاق الصنعاني الزيدي من أهل القرن الثالث عشر.انظر: الذّريعة 13/356.
- شرح الصّحيفة، للسّيد مُحمّد بن الحُسين الحارثي العاملي.
تقدم بعنوان: حدائق الصالحين.
- شرح الصّحيفة، للشّيخ أبي جعفر مُحمّد بن جمال الدّين أبي منصور الحسن ابن الشّهيد الثاني ت1030هـ.
- شرح الصّحيفة، للشّيخ أبي جعفر مُحمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس العجلي الحلي ت598هـ.انظر: الذّريعة 13/358.
- شرح الصّحيفة، للسّيد مُحمّد باقر الحُسيني الشيرازي، انظر: الذّريعة 13/346.
- شرح الصّحيفة، لمُحمّد باقر المجلسي، يأتي بعنوان: الفوائد الطريفة في شرح الصّحيفة.
- شرح الصّحيفة، للسّيد نعمة الله بن عبد الله بن مُحمّد الجزائري.
يأتي بعنوان: نور الأنوار في شرح كلام خير الأخيار.
- شرح الصّحيفة، للسّيد نعمة الله الجزائري، وهو غير نور الأنوار وأكبر وأقدم منه بل هو ملخص منه كما صرح به سبطه السّيد عبد الله.
انظر: الذّريعة 13/358.
- شرح الصّحيفة، للشّيخ المحقق نور الدّين أبي الحسن عليّ بن عبد العالي الكركي ت940هـ.
انظر: الذّريعة 13/353.
- شرح الصّحيفة، للمولى مُحمّد طلاهر بن الحُسين الشيرازي.
يوجد عند السّيد عليّ الهمداني في النّجف.
انظر: الذّريعة 13/353.
- شرح الصّحيفة، للمولى شاه مُحمّد الدارابي الاصطهباناتي.
تقدم بعنوان: رياض العارفين.
- شرح الصّحيفة، للسّيد مُحمّد رضا الأعرجي الحلي.
تقدم بعنوان: الأزهار اللطيفة في شرح مفردات الصّحيفة.
- شرح الصّحيفة، لمُحمّد صادق بن زين العابدين.
نسخة في مجلس الشورى بطهران برقم 12246.
انظر: فهرس المجلس 4/31.
- شرح الصّحيفة، للشّيخ يعقوب بن إبراهيم البختياري الحويزي ت1150هـ.
انظر: الذّريعة 13/359.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، مجهول المؤلف، مخطوط في: مكتبة السّيد المرعشي 7299 في 74 ورقة، من القرن الحادي عشر عصر المؤلف.
أنظر: فهرسها 19/90.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، مجهول المؤلف، مخطوط في: الوزيري مجموعة 17380 الأوراق 37-270، و17383 في 190 ورقة.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، لإبراهيم بن عليّ الكفعمين، يأتي بعنوان: الفوائد الطريفة.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، بقلم: الشّيخ أبو الحسن بن مُحمّد طاهر الفتوني ت1138هـ أو 1140هـ.
انظر: ماضي النّجف وحاضرها 3/46، معارف الرّجال 1/42، الذّريعة 13/346.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، في مجلدين، للشّيخ حسن بن عباس بن مُحمّد عليّ بن مُحمّد البلاغي، فرغ منه سنة 1005هـ.
انظر: ماضي النّجف وحاضرها 2/68، ريحانة الأدب 1/276، الذّريعة 13/349.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، لملا رضا عليّ الطالقاني، مخطوط في: الرضوية 8873.انظر: الذّريعة 13/351.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، لآقا سليم الرازي، انظر: تتميم أمل الآمل 177.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، لصدر الدّين مُحمّد بن صادق الحُسيني ق11هـ، مخطوط في: مكتبة فحول في قزوين، ضمن مجموعة.
انظر: مخطوطات مكتبة فحول القزويني، في: تراثنا ع2 1406هـ ص88.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، في مجلدين كبيرين، للشّيخ عباس بن حسن بن عباس بن مُحمّد عليّ بن مُحمّد البلاغي، كان حياً سنة 1155هـ.
انظر: تكملة أمل الآمل 251، ماضي النّجف وحاضرها 2/76، الذّريعة 13/352.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، لملا عبد النّبيّ بن أوجاق قلي أو شرف الدّين مُحمّد الطسوجي المتوفي في كربلاء سنة 1203هـ، انظر: ريحانة الأدب 4/57.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، لعز الدّين الجزائري، بيروت: دار التعارف.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، لعلي بن زين العابدين بن مُحمّد العاملي المعروف بشيخ عليّ الصغير، فرغ منها سنة 1097هـ، مخطوط في: الرضوية 10854، سنة 1097هـ، انظر: الذّريعة 13/354.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، للسّيد عليّ خان المدني، تقدم بعنوان: رياض السالكين في شرح صحيفة سيد السّاجدين.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، للسّيد مير مُحمّد، مخطوط في: مكتبة السّيد المرعشي بقم 4308 في 99 ورقة، انظر: فهرسها 11/300.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، لمُحمّد بن مُحمّد رضا بن إسماعيل القمي المشهدي، فرغ منه سنة 1091هـ، مخطوط في: الرضوية 10120 سنة 1090هـ، مكتبة السّيد المرعشي بقم برقم 2522 في 123 ورقة سنة 1311هـ، و4259 في 123 ورقة، و4931 في 95 ورقة سنة 1103هـ، بخط المؤلف.
مكتبة السّيد مُحمّد المحيط بطهران، مكتبة عيسى العطار في بغداد وهي ناقصة.
انظر: الذّريعة 13/356، فهرس المرعشي 7/108-109، 11/261، 13/126.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، للسّيد بن مهدي الحُسيني الشيرازي.
طبع في: النّجف الأشرف - مطبعة النعمان، 1385هـ - 1966م، 24سم.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، للشّيخ مُحمّد حسن بن عيسى بن مال الله الدكسن 1296هـ - 1368هـ، انظر: شعراء الغري 7/525.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، لمُحمّد سليم الرازي، فرغ منه سنة 1059هـ.
مخطوط في: الرضوية 3198 سنة 1071هـ، مجلس الشورى برقم 13177 في 469ص، المرعشي 2306 في 282 ورقة، سنة 1068هـ، و3471 في 273 ورقة، و3642 في 263 ورقة، انظر: فهرس المجلس 4/28، الذّريعة 13/351، فهرس المرعشي 6/289 - 290، 9/270، 10/41.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، لمُحمّد عليّ بن مسعود الجشي الخطي.
انظر: الموسم مج3: ع9، 10 1411هـ، ص434، الذّريعة 13/354.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، لميرزا نصير الدّين بن جمال الدّين المرعشي ت1110هـ، مخطوط في: مكتبة السّيد المرعشي بقم مجموعة 211 من 1ب- 109ب.
- شرح الصّحيفة السّجاديّة، للسّيد قوام الدّين بن نصير الدّين المرعشي ق12هـ، مخطوط في: مكتبة السّيد المرعشي بقم مجموعة 211 من 110 لا - 144 لا.
- شرح الصّحيفة الكاملة السّجاديّة، للشّيخ مُحمّد تقي بن مقصود عليّ المجلسي 1070هـ، مخطوط في: مكتبة السّيد حسن الصّدر بالكاظمية، كتابتها 1073هـ، انظر: كشف الحجب والأستار 342، الذّريعة 6/145، 13/348.
- شرح الصّحيفة الكاملة السّجاديّة، للسّيد مُحمّد باقر بن شمس الدّين الحُسيني الاسترآبادي الأصفهاني المعروف بالميرداماد ت1041هـ.
طبع في: تبريز: 1316هـ، حجرية، طهران: 1317هـ، 298ص، 24سم، حجرية في هامش نور الأنوار، للسّيد نعمة الله الجزائري، أصفهان: مهدية الميرداماد، 1366ش، 460ص، 24سم تحقيق: السّيد مهدي الرجائي.
انظر: كشف الحجب والأستار 183، الذّريعة 6/145، 13/347، فهرس مكتبة السّيد المرعشي 19/327، فهرس مشار العربي 285.
- شرح غريب الصّحيفة، للسّيد مُحسن بن عبد الكريم بن عليّ الأمين 1282هـ - 1371هـ، انظر: شعراء الغري 7/260.
- شرح قصيدة الفرزدق، مجهول المؤلف، نسخة في مكتبة مجلس الشورى بطهران، انظر: فهرس المجلس 10/1534.
- شرح قصيدة الفرزدق الميمية، للميرزا أبي الحسن بن الحُسين بن نقي الجيلاني المتوفى بعد سنة 1313هـ، انظر: تراجم الرّجال 10.
- شرح قصيدة الفرزدق، للسّيد عليّ خان المدني.
أنظر: الذّريعة 14/14.
- شرح قصيدة الفرزدق، للفاضل عليّ رضا تبيان الملك الملقب في شعره برضائي، فرغ منه سنة 1306، انظر: الذّريعة 14/14.
- شرح قصيدة الفرزدق، للملا عليّ القاربوز القزويني الزنجاني ت 1290هـ، انظر: ريحانة الأدب 2/388.
- شرح قصيدة الفرزدق، للميرزا مُحمّد بن سليمان التنكايني.
انظر: الذّريعة 14/14.
- شرح قصيدة الفرزدق، شرح مبسوط، لمُحمّد شفيع ابن مُحمّد عليّ ابن أحمد بن الحُسين الاسترابادي، فرغ منه سنة 1075هـ.
مخطوط في: مكتبة المرعشي بقم.
تتميم أمل الآمل 180، الذّريعة 14/13.
- شرح قصيدة الفرزدق، لمُحمّد طاهر السماوي، يأتي بعنوان: الكواكب السماوية في شرح العلوية الميمية الفرزدقية.
- شرح لواقح الصّحيفة ولواحقها، للميراداماد، وجد بخط بعض أسباطه.
انظر: الذّريعة 14/51.
201- شرح ملحقات الصّحيفة السّجاديّة، للمحدث السّيد نعمة الله بن عبد الله الحُسيني الجزائري ت112هـ.
فرغ منه سنة 1102هـ، طبع في: طهران: 1306هـ في آخر نور الأنوار، للمؤلف، انظر: الذّريعة 14/87.
- شرح مناجاة الإمام زين العابدين، لصفي بن ويل القزويني، ألفه بالهند سنة 1090هـ، انظر: تراجم الرّجال 69.
- شرح ميمية أبي فراس، للسّيد عليّ بن الحُسين الهاشمي النجفي.
النّجف الأشرف: مطبعة الحيدرية، 1357هـ، 96ص.
- شرح ميمية الفرزدق، للشّيخ عليّ بن مُحمّد السبيتي العاملي الكفراوي 1236-1303هـ، انظر: أمل الآمل 308، الذّريعة 14/14.
- الشّمعة، في أحوال الحُسين ذي الدمعة ابن زيد الشّهيد عليه السّلام.
للسّيد هبة الدّين مُحمّد عليّ بن الحُسين الحُسيني المعروف بالشّهرستاني، فرغ منه سنة 1335هـ، انظر: الذّريعة 14/233.
ص
- الصّحيفة الثّالثة السّجاديّة، لعبد الله بن عيسى الأفندي، تقدم بعنوان: الدّرر المنظومة المأثورة.
- الصّحيفة الثّانية السّجاديّة، من أدعية الإمام زين العابدين عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، لمُحمّد بن الحسن بن عليّ العاملي 1023-1104هـ، طبع في: إيران، وبمبمي، القاهرة: مطبعة النّيل، 1904م، 222ص.
انظر: كشف الحجب والأستار 366، الذّريعة 15/19، إيضاح المكنون 2/65، الغدير 11/337.
- الصّحيفة الرّابعة السّجاديّة، للميرزا حسين بن مُحمّد تقي بن ميرزا مُحمّد عليّ النّوري الطّبرسي المتوفى في النّجف الأشرف سنة 1320هـ.
طهران: 1322هـ، 152ص، حجرية.
انظر: ريحانة الأدب 3/390، إيضاح المكنون 2/65، الذّريعة 15/20، معارف الرّجال 1/272.
- الصّحيفة السّجاديّة انجليزي - عربي، ترجمة: السّيد أحمد موهاني، طهران: سازمان تبليغات إسلامي، 1363ش/1984م، 632ص، 21سم.
- الصّحيفة السّجاديّة، للإمام زين العابدين عليّ بن الحُسين عليه السّلام.
توجد لها مخطوطات كثيرة في مكتبات العالم، منها في: الرضوية بمشهد مجموعة 12405، سة 416هـ، صائب بأنقره 1280، سنة 602هـ.
أيا صوفيه 1946 في 123 ورقة، سنة 698هـ.
الرضوية بمشهد 8878، حوالي سنة 1000هـ، و3222، سنة 1014هـ، و3391، سنة 1017هـ، و12526، سنة 1024هـ، و3394، سنة 1040هـ، و12536، سنة 1041هـ، و3226، سنة 1045هـ، و3223، سنة 1052هـ.
مجلس الشورى بطهران الفهرس 10/1925، سنة 1053هـ.
الرضوية 3232، سنة 1070هـ، و3213، سنة 1071هـ، و12050، سنة 1072هـ، و11201، سنة 1073هـ، و10606، سنة 1073هـ، و3219، سنة 1077هـ، و11953، سنة 1078.
البنغال 988 في 96 ورقة، سنة 1079هـ. برلين 3796 في 230 ورقة، سنة 1081هـ.
إمبروزيانا 309د في 75 ورقة، سنة 1082هـ.
الرضوية 8743، سنة 1083هـ، و3207، سنة 1084هـ، و8389، سنة 1084هـ، و9593، سنة 1084هـ، و3214، سنة 1084 هـ، و3216، سنة 1086 هـ، و10265، سنة 1088 هـ، ، و3209، سنة 1089هـ، و8502، سنة 1089هـ، و3228، سنة 1090هـ، و3235، سنة 1093هـ، و3218، سنة 1094هـ، و3227، سنة 1095هـ.
المتحف البريطاني، المُلحق 247 مخطوطات شرقيّة 3954 في 281 ورقة، سنة 1085هـ.
هيدلبرج 242 في 186 ورقة، سنة 1096هـ.
كما طبعت في:
تبريز: 1262هـ، 21 سم، حجرية مع ترجمة بين السطور.
بمبي: 1265هـ، 232ص، 21سم، حجرية مع ترجمة بين السطور.
الهند: 1269هـ.
بمبي: 1271هـ، 21سم، حجرية باهتمام: زين العابدين تاجر شيرازي.
تبريز: 1273هـ، 220ص، 21سم، حجرية.
طهران: 1287هـ، 290ص، 17سم، حجرية.
الهند: 1290هـ.
كرمان: 1299هـ، 363ص، 17 سم، حجرية.
تبريز: 1303هـ، حجرية.
طهران: 1313هـ، 332ص، 24سم، حجرية.
طهران: 1315هـ، 309ص، 21سم، حجرية مع ترجمة.
طهران: 1316هـ، 332ص، 17 سم، حجرية.
دلهي: 1910م، حجرية.
لكهنو: 13204هـ، 592ص، حجرية في هامش: راحة الأرواح.
تبريز: 1329هـ، 417ص، 21سم، حجرية.
بمبي: د.ت256ص، 21سم، حجرية مع ترجمة بين السطور.
طهران: علمي، د. ت 288، 17سم.
النّجف الأشرف: المطبعة العلوية، 1352هـ، 320ص، حجرية.
طهران: علمي، 1360هـ، 288ص، 21سم، حجرية.
لكهنو: 1941م، مع ترجمة: بالأردية بين السطور.
بغداد: 1967 نشرها: د. حسين عليّ محفوظ.
طهران: إسلامية، 1350ش، 27، 322ص، 17سم.
طهران: حسينية الإرشاد، 1976م، 322ص.
طهران: 1354ش، 162ص.
بيروت: دار التعارف للمطبوعات، -197م، تقديم: السّيد الشّهيد مُحمّد باقر الصّدر.
القاهرة: مطبعة الكيلاني، 1987م، 16، 140ص، 24سم.
بيروت: دار الأضواء، 1409هـ-1989م، 432ص، 17سم.
دمشق: سفارة الجمهورية الإسلامية في إيران، 1989م تحقيق: عليّ أنصاريان طبع بذيلها كتابين هما:
1- الدّليل إلى موضوعات الصّحيفة السّجاديّة، للشّيخ مُحمّد حسين المظفر.
2- المعجم المفهرس لألفاظ الصّحيفة السّجاديّة، للسّيد عليّ أكبر القرشي.
طهران: دار الكتب الإسلامية، 1367ش، 376ص، 17سم تصحيح: مُحمّد الآخوندي.
قم: مدرسة الإمام المهدي، 1411هـ وهي تشتمل على الصّحيفة الأولى الكاملة، والثانية والثالثة، والرّابعة، والخامسة.
طهران: مكتب قرآن، 1369ش، 293ص.
قم: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، 1369ش، 313ص.
دمشق: دار طلاس، ط1، 1411هـ، 236ص، 21سم حققها وقدّم لها: السّيد أحمد الفهري.
انظر: كشف الحجب والأستار 368، الذّريعة 15/18، فهرس مشار العربي 588-589، تاريخ التراث العربي لسزكين مج1: ج3/263-265، البلاغ بغداد: الكاظمية س1: ع6، فهرست ألفبائي كتب خطي كتابخانه مركزي آستان قدس رضوي 380-382.
- الصّحيفة السّجاديّة، وهي تضم الصّحيفة الثّالثة والرّابعة والخامسة وزيادة، ومجموع أدعيتها 182 دعاء، جمع: السّيد مُحسن الأمين، فرغ منها سنة 1323هـ، طبع في: صيدا: 1330هـ، بيروت: دار الزهراء.
انظر: شعراء الغري 7/260، الذّريعة 15/20.
- الصّحيفة السّجاديّة السّادسة، للشّيخ مُحمّد صالح بن فضل الله المازندراني الحائري 1297-، انظر: الذّريعة 15/21.
- صحيفة العابدين، في حياة الإمام زين العابدين وسيد السّاجدين عليه السّلام باللغة الأردية، للسّيد أولاد حسين البلگرامي، مطبوع، انظر: الذّريعة 15/22.
214- الصّحيفة في الزّهد، منسوبة إلى الإمام زين العابدين عليه السّلام، انظر: الكافي للكُلّيني 8/14-17، تاريخ التراث العربي لسزكين مج1: ج3/266.
- صحيفة كامله سجاديه.
متن عربي مع ترجمة فارسية.
ترجمة: جواد فاضل.
طهران: 1374هـ، 298ص، 21سم، حجرية.
طهران: أمير كبير، 1340ش، 498ص، 21سم.
طهران: ط4 498ص، 21سم.
طهران: أمير كبير، ط5، 1348ش، 498، 21سم.
طهران: أمير كبير، ط7، 1977م، 498ص، 21سم.
ط
- طريق رواية الصّحيفة الكاملة، مبسوط في آخر البحار، انظر: الذّريعة 15/166.
217- طريق رواية الصّحيفة الكاملة، متوسطة موجودة في آخر البحار.
انظر: الذّريعة 15/166.
- طريق رواية الصّحيفة الكاملة، للشّيخ زين الدّين الشّهيد الثاني، تاريخه 930هـ.
مدرج في طريق رواية المجلسي في إجازات البحار، انظر: الذّريعة 15/166.
- طريق رواية الصّحيفة الكاملة، للمجلسي الأول كما وجد بخطه أدرجه ولده في آخر إجازات البحار ذكر أنه يرويها مناولة عن الحجة ووجادة عن خط شمس الدّين الجبعي عن خط الشّهيد وإجازة عن الشّيخ البهائي وتاريخ خطه هذا 1064هـ، انظر: الذّريعة 15/166.
- طريق رواية الصّحيفة الكاملة، للمولى مُحمّد باقر المجلسي، انظر: الذّريعة 15/166.
- طريق الهداية من خلال الصّحيفة السّجاديّة، لجودت كاظم القزويني.
رسالة الإسلام س6: ع1، 2 1972م، ص144-159.
- عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، في: صفوة الصفوة 2/93 - 101، لأبي الفرج ابن الجوزي 510-597هـ، حققه وعلق عليه: محمود فاخوري، خرج أحاديثه: د. مُحمّد رواس قلعجي، بيروت: دار المعرفة، ط4/ 1406هـ.
- عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب، في: الطبقات الكبرى 5/ 211-221، لابن سعد 168-230هـ، بيروت: دار مادر، 1405هـ - 1985م.
224- عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب، أبو الحسن، في: رجال صحيح مسلم، رقم الترجمة 1130، لأبي بكر أحمد بن عليّ بن منجويه الاصبهاني 347-428هـ، تحقيق: عبد الله الليثي، بيروت: دار المعرفة، ط1، 1407هـ = 1987م.
- عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب، أبو الحسن، في: رجال صحيح البخاري، رقم الترجمة 817، لأبي نصر أحمد بن مُحمّد بن الحُسين البخاري الكُلّاباذي 323-398هـ، تحقيق: عبد الله الليثي، بيروت: دار المعرفة، ط1، 1407هـ-1987م.
- عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب، أبو الحسن المعروف بزين العابدين، في: وفيات العيان 3/266-269، لأبي العباس شمس الدّين أحمد بن مُحمّد بن أبي بكر بن خلكان 608-681هـ، تحقيق: د. إحسان عباس، قم: منشورات الرضي، ط2، 1985م.
- عليّ بن الحُسين بن أبي طالب، زين العابدين، في: فوات الوفيات مج4: ص332، لمُحمّد بن شاكر الكتبي ت764هـ، تحقيق: د. إحسان عباس، بيروت - دار صادر.
- عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب الهاشمي..في: تهذيب التهذيب 7/268، لشهاب الدّين أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني ت582هـ.
بيروت: دار الفكر، ط1، 1404هـ - 1984م.
- عليّ بن الحُسين بن أبي طالب الهاشمي العلوي، زين العابدين، في: سير أعلام النبلاء 4/386، لشمس الدّين مُحمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت748هـ.
تحقيق: مأمون الصّاغرجي، إشراف: شعيب الأرنؤوط، بيروت: مؤسّسة الرّسالة، ط3، 1405هـ - 1985م.
- عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب الهاشمي المدني، أبو الحسن.
في: كتاب الثّقات 5/159، لأبي حاتم مُحمّد بن حبان بن أحمد التّميمي البستي ت354هـ.
حيدر آباد الدكن: دائرة المعارف العثمانية، ط1، 1403هـ - 1983م.
- عليّ بن الحُسين سيد السّاجدين عليه السّلام بالفارسية، لجواد فاضل.
طهران: عليّ أكبر علمي، د. ت، 432ص، 21سم.
- العناوين الأبجدية للصّحيفة السّجاديّة، للدّكتور السّيد جواد مصطفوي.
ف
- فائدة في معنى التّابعين، الذين صلّى عليهم الإمام السّجاد عليه السّلام في دعاء الصّحيفة، اللهم وصل على التّابعين من يومنا هذا..، وهو بخط السّيد مُحمّد بن مُحمّد المدعو بصادق الحائري كتبه في صحن النّجف الأشرف.
كان عند السّيد عبد الحُسين الحجة بكربلاء.
انظر: الذّريعة 16/89.
- فوائد حلول الصّحيفة السّجاديّة، للسّيد شهاب الدّين المرعشي النجفي.
طبع مع الصّحيفة السّجاديّة في طهران.
- الفوائد الشّريفة في شرح الصّحيفة، لتقي الدّين إبراهيم الكفعمي.
يأتي بعنوان: الفوائد الطريفة في شرح الصّحيفة.
- الفوائد الطّريفة في شرح الصّحيفة، لتقي الدّين إبراهيم الكفعمي ت905هـ.
مخطوط في: الرّضويّة 7834سنة 1220هـ.
اُنظر: كشف الحجب والأستار 342، إيضاح المكنون 2/207، الغدير 11/213، ريحانة الأدب 5/69، الذّريعة 13/346، 16/343، 346.
- الفوائد الطّريفة في شرح الصّحيفة، للمولى مُحمّد باقر بن مُحمّد تقي المجلسي، مخطوط في: مكتبة السّيد المرعشي بقم رقم 3025 في 105 ورقة، و5359 في 100 ورقة، طبع في: أصفهان: مكتبة العلامة المجلسي، 1407هـ، 343ص تحقيق: السّيد مهدي الرجائي.
انظر: كشف الحجب والأستار 342، 404، إيضاح المكنون 2/207، الذّريعة 13/347، 16/138، 347، 26/199، فهرس المرعشي 8/211-212، 14/142.
- في ذكرى السّجاد عليه السّلام، قصيدة، للسّيد سلمان هادي آل طعمة.
ذكريات المعصومين عليهم السّلام كربلاء المقدسة ع6 صفر 1386هـ ص17.
- في رحاب الإمام زين العابدين، لنافع الخفاجي، بغداد: دار الأنوار، 1978م.
- في رحاب الصّحيفة، لعبد الأمير الورد 1933-، بغداد: 1966م.
- في رحاب الصّحيفة السّجاديّة، للسّيد عباس الموسوي، بيروت: دار المرتضى، 1411هـ، 24سم.
- في ظلال الصّحيفة السّجاديّة، للشّيخ مُحمّد جواد مغنية، بيروت: دار التعارف، 1979م.
ق
- قاموس الصّحيفة السّجاديّة، للسّيد أبي الفضل الحُسيني.
246- قصيدة الفرزدق، في مدح الإمام عليّ بن الحُسين عليه السّلام، حققها المستشرق هل J.Hell ونشرها في: برلين، 1915م، 6ص.
كما طبعت في: النّجف الأشرف: 1360هـ مع: الكواكب السماوية.. للشّيخ مُحمّد السماوي.
انظر: تاريخ التّراث العربي لسزكين مج2: ج3/79، الذّريعة 17/123.
ك
247- كتاب في أدعية زين العابدين عليّ بن الحُسين عليهما السّلام.
للسّيد أبي ابراهيم ناصر بن الرضا بن مُحمّد بن عبد الله العلوي الحُسيني.
انظر: فهرست منتجب الدّين 192.
- الكواكب السّماوية في شرح العلويّة الميميّة الفرزدقيّة، للشّيخ مُحمّد بن طاهر بن حبيب الفضلي السماوي، فرغ من أصله في 1317هـ وجدد النظر فيه في 1359هـ، النّجف الأشرف: 1360هـ، 272ص، 21سم، تعليق: مُحمّد صادق بحر العُلوم، انظر: الذّريعة 4/11، 14، 18/180.
ل
- لوامع الأنوار العرشيّة، في شرح الصّحيفة السّجاديّة، للسّيد مُحمّد باقر مُحمّد الموسوي الشيرازي المعروف بملا باشي ت1240هـ، مخطوط في: مكتبة السّيد المرعشي برقم 5054 في 462ورقة.
مكتبة أحفاد المؤلف في شيراز وعنها مصورة في مكتبة السّيد المرعشي برقم 183 و184.
انظر: الذّريعة 18/362، ريحانة الأدب 1/303، فهرس المخطوطات المصورة في مكتبة السّيد المرعشي 1/166-167، فهرس مكتبة السّيد المرعشي 13/251-252.
م
- مجموع، فيه أدعية مُختلفة للإمام زين العابدين عليه السّلام، مخطوط في: المدرسة الشبرية في النّجف الأشرف.
- مجموعة الزيارات، وبعض أدعية الصّحيفة الكاملة، طبع سنة 1296هـ.
انظر: الذّريعة 20/87.
- المحاورة بين الإمام عليّ بن الحُسين عليه السّلام وبين الحجاج بن يوسف الثقفي، لمحمود عبد الله الكاظمي الكتبي، مطبوع.
انظر: المطبوع من مؤلفات الكاظميين 67.
- المخمسات، شعر منسوب للإمام عليّ بن الحُسين السّجاد عليه السّلام، مخطوط في: مكتبة السّيد المرعشي بقم 5557 في 20 ورقة سنة 903هـ.
انظر: فهرسها 14/39.
- مدخل إلى صحيفة الإمام السّجاد عليه السّلام، لإبراهيم رفاعة، مجلة سروش للعالم العربي س10: ع115-116 ربيع الأول والثاني 1411هـ، ص64-65.
- مراسلة القارات حول زبور آل مُحمّد عليه السّلام.. وحلول المشكُلّات العصري، لأسعد عليّ، الثقافة الإسلامية ع34 5-6/1411هـ = 11-12/1990م ص65-75.
- مع الإمام زين العابدين عليه السّلام في استقبال شهر رمضان ووداعه، للسّيد مُحمّد حسين فضل الله، الثقافة الإسلامية ع24 9، 10/1409هـ ص90-115.
- مع الإمام زين العابدين عليه السّلام في وداع شهر رمضان، للسّيد مُحمّد حسين فضل الله.
الثقافة الإسلامية ع30 9-10/1410هـ = 4-5/1990م ص59-92.
- المعاني الجليلة في شرح الصّحيفة السّجاديّة، لنبيل شعبان، طهران: الهدى، 1369ش، 421ص.
- معجم ما كتب عن الإمام عليّ بن الحُسين زين العابدين عليه السّلام،
وهو القسم السادس من معجم ما كتب عن الرّسول وأهل بيته عليهم السّلام،
لعبد الجبار الرفاعي القحطاني.
- المعجم المفهرس لألفاظ الصّحيفة السّجاديّة، للسّيد عليّ أكبر القرشي، قم: دار التبليغ الإسلامي، 1391هـ، 823ص، 24سم، دمشق: سفارة الجمهورية الإسلامية في إيران طبع منضماً للصّحيفة السّجاديّة التي حققها: عليّ أنصاريان.
- المعجم المفهرس لألفاظ الصّحيفة السّجاديّة، لعلي أنصاريان، بيروت: دار التعارف.
- المعصومة، نسخة من الصّحيفة السّجاديّة كانت في العراق وكانت مقابلة بسائر النسخ من نسخة ابن اشتاس ونسخة ابن السكون وابن إدريس والشّيخ الشّهيد والشهيد الثاني وغيرهم، وكانت مصححة في الغاية ولذا سميت بالمعصومة لعصمتها عن الغلط.
- المعصومة، نسخة أخرى من الصّحيفة السّجاديّة كانت للشّيخ النّوري صححها بالنسخ الصحيحةوقابلها بتمامها أربع مرات ومرة خامسة إلى الدعاء الرابع عشر وهذه النسخة من موقوفة السّيد مُحمّد الخامنه أي في مكتبة الحسينية الشوشترية بالنجف الأشرف.
- مقتل عليّ بن الحُسين عليه السّلام، للشّيخ حسين القديحي.
انظر: الذّريعة 22/34.
- مقدمة الصّحيفة، ترجمة لما كتبه المشكاة والمترجم هو السّيد صدر الدّين البلاغي، مطبوع، انظر: الذّريعة 22/86.
- مكارم أخلاق الإمام السّجاد عليه السّلام، للسّيد مجتبى الحُسيني، ذكريات المعصومين عليهم السّلام كربلاء المقدسة ع6 صفر1386هـ ص18-25.
- ملحقات الصّحيفة السّجاديّة عربي وفارسي، مخطوط في: الرضوية 13173، انظر: الذّريعة 22/200.
- ملحقات الصّحيفة السّجاديّة، لملا مُحمّد باقر بن مُحمّد تقي المجلسي ت1110هـ.
مخطوط في: مكتبة السّيد المرعشي بقم مجموعة 5444 من 125ر - 132ب.
انظر: فهرسها 14/228.
- ملحقات الصّحيفة الكاملة، للمولى مُحمّد تقي القزويني، انظر: الغدير 11/259.
- كتاب من روى عن عليّ بن الحُسين عليه السّلام، لأحمد بن مُحمّد بن سعيد بن عبد الرحمن الكوفي الزيدي الجارودي ت333هـ.
انظر: رجال النجاشي 94، معالم العُلماء 17، الذّريعة 22/227.
- من وحي سيرة الإمام عليه السّلام، حول سيرة الإمام السّجاد عليه السّلام، للسّيد مُحمّد تقي المدرسي، ذكريات المعصومين عليهم السّلام كربلاء المقدسة ع6 صفر 1386هـ ص29-32.
- مناجاة منسوبة للإمام السّجاد عليه السّلام، نسخة في مجلس الشورى بطهران من القرن الثاني عشر، انظر: فهرس المجلس 10/963.
- المناجاة الإنجيلية المروية عن سيد السّاجدين عليه السّلام، طبعت مع الصّحيفة الكاملة وفي كتاب الدعاء من البحار ذكر المجلس الثاني المناجاة الإنجيلية الكبيرة نقلاً عن كتاب أنيس العابدين لبعض القدماء.
انظر: الذّريعة 22/239.
- المناجاة الخمسة عشر، المطبوعة مع الصّحيفة الكاملة، طبعت مستقل في: بيروت 1960م، نشرها: عفيف عسيران، انظر: الذّريعة 22/239.
- مناجاة منسوبة للإمام السّجاد عليه السّلام، مخطوط في: الرضوية 3266، 8313، 10417، 12432، 12595.
- المناجاة منسوبة للإمام السّجاد عليه السّلام، مخطوط في: كوبريلي 1602/3 من 72-91، حاجي محمود باستنبول 4233 من 8-9، وكذلك 58 مع ترجمة فارسية، انظر: سزكين مج1: ج3/265، بروكُلّمان ملحق 1/938، فهرس معهد المخطوطات العربية 1/185.
- كتاب المناسك، عن عليّ بن الحُسين عليه السّلام، ليحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحُسين بن عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، انظر: فهرست الشّيخ الطوسي 179.
- منتخب شرح الصّحيفة السّجاديّة، لملا مصطفى بن مُحمّد بن مُحمّد الخوئي الترك ت بعد 1252هـ.
مخطوط في: مكتبة الوزيري برقم 4129 في 164ورقة، سنة 1250هـ.
- منهاج التحرك عند الإمام السّجاد عليه السّلام، المهندس عليه السّلام. نجف.
دراسات وبحوث طهران ع3 1402هـ ص146-269.
- منهج التربية عند الإمام السّجاد عليه السّلام، لمحسن الباقري.
البصائر لندن ع6 شتاء 1987، ص28-72.
- مواعظ، منسوبة إلى زين العابدين عليّ بن الحُسين السّجاد عليه السّلام.
مخطوط في: جستر بتي بضمن مجموعة برقم 3489 ق8هـ.
انظر: المورد مج1: ع1 1971م ص171.
- الموعظة، منسوبة للإمام السّجاد عليه السّلام، مخطوط في: الفاتح 4445/5 من 177-185، انظر: سزكين مج1: ج3/265.
ن
- النّدبة الأولى، المنسوبة إلى السّجاد برواية الزّهري، كانت نسخة منها بخط عبد الله بن ناصر بن مُحمّد بن سالم بن حسين بن سالم الخطي الأجامي الجارودي الحسائي ونسخة بخط مُحمّد بن أحمد بن مُحمّد الشمشطاوي 868هـ عند فخر الدّين نصيري، وقد أدرجه سليمان ابن الحسن الإسماعيلي في الباب 6 من كتابخ النخب الملتقطة، انظر: فهرست المجدوع 82، الذّريعة 24/103.
- النّدبة الثّانية، المنسوبة إلى السجاد أيضاً برواية سفيان ابن عيينة عن الزّهري، أوردهما الكفعمي في البلد الأمين، انظر: الذّريعة 24/103.
- الندبة الثّالثة، المنسوبة إلى السّجاد أيضاً برواية أبي طفيل عامر ابن وائلة عن عليّ بن الحُسين السّجاد عند قرائته، أوردها الأربلي في كشف الغمة والمجلسي الثاني في البحار، انظر: الذّريعة 24/103.
- النّدب الثّلاث، أورد جميعها ابن شهر آشوب في المناقب وأورد من كُلّ واحدة قطعة وقال: كفاك من زهده أي السّجاد الصّحيفة السّجاديّة والندب الثلاث وهي التي رواها لزهري.. وما رواها سفيان.. ومنها ما روي عن الصّادق عليه السّلام، انظر: الذّريعة 24/104.
- نزهة المتنزهين خلاصة رياض السالكين، للسّيد مُحمّد رضا الأعرجي،
تقدم بعنوان: الأزهار اللطيفة في شرح مفردات الصّحيفة.
- نسخة السّجاد عليه السّلام، رواها: عبد الله بن إبراهيم بن الحُسين بن عليّ بن الحُسين الشّهيد عليه السّلام قال النجائي: يرويها عن آبائه، انظر: رجال النجاشي 224، الذّريعة 24/150.
- نسخة عن عليّ بن الحُسين عليه السّلام، رواها: ثابت بن هرمز أبي المقدام الحداد، انظر: رجال النجاشي 116، الذّريعة 24/150.
297- نفحة من كُلّمة للإمام عليّ بن الحُسين السّجاد عليه السّلام: وزن النّور ووزن الظّلمة، بقلم: لبيب بيضون، الثقافة الإسلامية سفارة إيران بدمشق ع17 1408هـ=1988م ص245-249.
- النكت اللطيفة في شرح الصّحيفة، للشّيخ فخر الدّين الطريحي 979-1087هـ، مخطوط في: مكتبة الحسينية في النّجف الأشرف بخط شمس الدّين الطريحي.
انظر: إيضاح المكنون 2/677، ماضي النّجف وحاضرها 2/457، شعراء الغري 7/70، ريحانة الأدب 4/55، الذّريعة 3/355، 24/306.
- نهج الحق في إثبات ميمية الفرزدق، للشّيخ سلمان الأنباري، طبع في: بغداد 1968م.
- النهجين في شرح رسالة الحقوق للإمام عليّ عليه السّلام، للشّيخ صالح بن مهدي الساعدي المعروف بصحين 1322هـ - انظر: شعراء الغري 4/351.
- النهضة الهاشمية، في حياة الشّهيد زيد بن عليّ، للسّيد عبد الرزاق المقرم.
انظر: الذّريعة 24/430.
- نور الأنوار، في إيضاح كلام خير الأخيار، في شرح الصّحيفة السّجاديّة.
للسّيد نعمة الله بن عبد الله بن مُحمّد الجزائري الموسوي ت1112هـ.
مخطط في: الرضوية 3300، سنة 1116هـ، 12581، سنة 1147هـ، و3299، و9139 ناقص الأول، و9605، طبع في: طهران 1288هـ، و15-1317هـ، و1330هـ مع ملحقات متعددة كشرح الميرداماد، والفيض الكاشاني...
انظر: كشف الحجب والأستار 342، الذّريعة 13/113، 24/359، ريحانة الأدب 3/113، فهرس مشار 969.
و
- وفاة الإمام السّجاد، للشّيخ حسين بن عليّ البلادي البحراني القطيفي.
النّجف الأشرف: المطبعة الحيدرية 1373هـ، 56ص، 21سم.
انظر: الذّريعة 25/120.
- وفاة زين العابدين، للحسين بن مُحمّد بن أحمد بن إبراهيم آل عصفور البحراني ابن أخ الشّيخ يوسف صاحب الحدائق، انظر: الذّريعة 25/119.
ي
- كتاب يحيى بن زيد، لأبي مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي، انظر: الفهرست لابن النديم 106.
ما قيل فيه من الشعر
1 ـ الفرزدق
قال ابن خلكان: لمّا حجّ هشام بن عبد الملك في أيام أبيه، فطاف وجهد ان يصل إلى الحجر ليستلمه فلم يقدر عليه لكثرة الزحام، فنُصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى النّاس، ومعه جماعة من أعيان أهل الشام، فبينما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين عليّ بن الحُسين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم وكان من أحسن النّاس وجهاً، وأطيبهم أرجاً، فطاف بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر تنحى له النّاس حتّى استلم، فقال رجل من أهل الشام: من هذا الذي قد هابه النّاس هذه الهيبة؟ فقال هشام: لا أعرفه، فقال الشامي: من هذا يا أبا فراس؟ فقال:
هـذا الـذي تـعرف البطحاء وطأته والـبيت يـعرفه والـحل والـحرمُ
هـذا ابـن خـير عـباد الله iiكُـلّهم هـذا الـتقيّ الـنقيّ الـطاهر iiالعلمُ
إذا رأتــه قـريش قـال iiقـائلها: إلـى مـكارم هـذا يـنتهي iiالـكرمُ
يـنمى إلـى ذروة العزّ التي iiقصُرت عـن نـيلها عـرب الإسلام iiوالعجمُ
يـكـاد يـمـسكه عـرفان iiراحـته ركـن الـحطيم إذا ما جاء يستلمُ ii3
فـي كـفّه خـيزران ريـحه iiعبقُ مـن كـفّ اروع في عرنينه شممُ ii4
يُـغضي حـياءً ويُغضى من iiمهابته فـمـا يُـكُـلّم إلاّ حـين يـبتسمُ ii5
يـنشق نـور الهدى عن نور iiغرّته كالشمس ينجاب عن إشراقها القتمُ ii6
مـشـتقة مـن رسـول الله iiنـبعته طـابت عـناصره والخيم والشيمُ ii7
هـذا ابـن فـاطمةٍ إن كنت iiجاهله بـجـدّه أنـبـياء الله قـد iiخـتموا
الله شــرّفـه قـدمـاً iiوعـظّـمه جـرى بـذاك لـه فـي لوحه iiالقلمُ
فـليس قـولك مـن هـذا بـضائره الـعربُ تعرف من انكرت والعجمُ ii8
كُـلّتا يـديه غـياث عـمّ iiنـفعهما تـستوكفان ولا يـعروهما عـدمُ ii9
سـهل الـخليقة لا تُـخشى iiبـوادره يـزينه اثنان حسن الخلق والشيمُ ii10
حـمّـال أثـقال أقـوام إذا iiفـدحوا حـلو الـشمائل تحلو عنده نعمُ ii11
مـا قـال لا قـط إلاّ فـي iiتـشهده لـولا الـتشهد كـانت لاءه نعمُ ii12
لا يُـخلف الـوعد مـأمون نـقيبته رحـب الـغناء اريـب حين iiيغترم
عـمّ الـبرية بـالإحسان iiفـانقشعت عـنها الـغيابة والأملاق والعدمُ 13
مـن مـعشر حـبّهم ديـن iiوبغضهم كـفـر وقـربهم مـنجى iiومـعتصمُ
إن عـدّ أهـل الـتقى كـانوا أئمتهم أو قيل من خير أهل الأرض قيل iiهمُ
لا يـسـتطيع جـواد بـعد غـايتهم ولا يـدانـيهم قــوم وإن كـرموا
هـم الـغيوث إذا مـا أزمـة iiأزمت والأسد أسد الشرى والبأس محتدمُ 14
لا يـنقص الـعسر بـسطاً من أكفّهم سـيّان ذلـك ان اثـروا وإن iiعدموا
مـقـدّم بـعـذ ذكـر الله iiذكـرهم مـن كُـلّ بـدء ومـختوم به iiالكُلّمُ
يـأبى لـهم ان يـحلّ الـذمّ iiساحتهم خـير كـريم وأيـد بـالندى iiهضمُ
أيّ الـخلائق لـيست فـي iiرقـابهم لأولــيـة هــذا أولــه iiنـعـمُ
مـن يـعرف الله يـعرف أوّلـية iiذا والـدين مـن بـيت هـذا ناله الأممُ
فلما سمع هشام هذه القصيدة غضب وحبس الفرزدق، وانفذ إليه زين العابدين اثني عشر ألف درهم، فردها وقال: مدحته لله تعالى لا للعطاء، فقال: إنا أهل بيت إذا وهبنا شيئاً لا نستعيده، فقبلها.
2- السّيد الحميري
عـجبت لكرّ صروف الزّمان وأمـر أبـي خالد ذي iiالبيان
ومـن ردّه الأمـر لا iiينثني إلى الطيب الطهر نور الجنان
عـليّ ومـا كـان من iiعمّه بـردّ الأمـانة عطف iiالبيان
وتـحـكيمه حـجراً iiأسـود ومـا كان من نطقه iiالمستبان
بـتسليم عـمّ بـغير iiامتراء إلـى ابـن أخ منطقاً iiباللسان
شـهـدت بـذلك حـقاً iiكـم شـهدت بتصديق آي القرآن
عـليّ إمـامي ولا iiأمـتري وخلّيت قولي بكان وكان ii17
3- بشاربن برد
أقـول لـسجاد عـليه iiجـلالة غـداً أريـحياً عـاشقاً iiللمكارم
من الفاطميين الدعاة إلى iiالهدى جهاراً ومن يهديك مثل ابن فاطم
سـراج لعين المستضيء iiوتارة يكون ظلاماً للعدو المزاحم ii19
4- ابن حماد
وراهب أهل البيت كان ولم يزل يـلقب بـالسجاد حـسن التعبد
يقضي بطول الصوم طول نهاره مـنيباً ويـفني ليله بالتهجد ii20
5- القاضي ابن قادوس
أنت الإمام الآمر العدل iiالذي خـبب الـبراق لجدّه iiجبريل
الفاضل الأطراف لم يرد فيهم إلا إمــام طـاهر iiوبـتول
أنتم خزائن غامضات علومه وإلـيكم الـتحريم iiوالتحليل
فعلى الملائك أن تؤدي iiوحيه وعـليكم التبين والتأويل ii22
6- الأربلي
إمـام هـدى فـاق الـبرية iiكُلّه بـأبنائه خـير الـورى iiوجدوده
فـطارفه فـي فـضله iiوعـلائه وســؤدده مـن مـجده iiكـتليده
لـه شـرف فـوق النجوم محله أقـرَّ بـه حـتّى لـسان iiحسوده
ونعمى يد لو قيس بالغيث iiبعضه تـبينت بخلا في السحاب iiوجوده
وأصل كريم طاب فرعاً فأصبحت تـحار الـعقول من نضارة iiعوده
ونـفس براها الله من نور iiقدسه فأدركت المكنون قبل وجوده ii23
7- الشّيخ الفتوني
هـذا الذي ضمّن الفرقان iiمدحته هـذا الذي ترهب الآساد iiصولته
هـذا الذي تحسد الأمطار iiمنحته هذا الذي تعرف البطحاء iiوطأته
والـبيت يـعرفه والحل iiوالحرم
هذا ابن من زينوا الدّنيا iiبفخرهم وأوضحوا ديننا في صبح iiعلمهم
واخصبوا عيشنا في قطر جودهم هـذا ابـن خـير عباد الله كُلّهم
هـذا الـتقي النقي الطاهر iiالعلم
8- الشّيخ أحمد النّحوي
يـا رب كـاتم فـضل ليس iiينكتم والـشمس لـم تـمحها غيم ولا iiقتم
والـحاسدون لـمن زادت عـنايته عقباهم الخزي في الدّنيا وإن عظموا
أمـا رأيت هشاماً إذ أتى الحجر iiال سـامي لـيلثمه والـناس iiتـزدحم
أقـام كـرسيّه كـيما يـخف iiلـه بـعض الـزحام عسى يدنو فيستلم
فـلم يـفده وقـد سـدت iiمـذاهبه فـلم يـكن يـستطع يخطو له iiقدم
فـمذ أتـى الحبر زين العابدين iiإم م الـتابعين الـذي دانـت له iiالأمم
فـاخرج الـنّاس إجـلالاً iiلـهيبته حـتّى كـأن لـم يكن منهم بها iiإرم
تـجاهلاً قـال مـن هـذا فقال iiله: أهـل الـمعارف مـن أقوالهم iiحكم
هـذا الذي تعرف البطحاء iiوطأته
وله أيضاً
بـأبي أبـيَّ الضيم لا يعطي iiالعدى حـذر الـمنية مـنه فـضل iiقـياد
بـأبي فـريداً أسـلمته يـد iiالردى فـي دار غـربته لـجمع iiأعـادي
حـتّى هوى ثبت الجنان إلى iiالثرى مـن فـوق مـفتول الـذراع جواد
يا رأس مفترس الضياغم من الوغى كـيف انـثنيت فـريسة iiالأوغـاد
ما إن بقيت من الهوان على iiالثرى مـلقىً ثـلاثاً فـي ربـى iiووهـاد
إلا لـكي تـقضي عـليك iiصلاته زمـر الـملائك فـوق سـبع شداد
لـهفي لـرأسك وهو يرفع iiمشرق كـالـبدر فــوق الـذابل iiالـمياد
يـتلو الـكتاب وما سمعت iiبواعظٍ تـخذ الـقنا بـدلاً عـن iiالأعـواد
والـهفتاه على خزانة علمك iiالسّجاد وهــو يـقـاد فــي iiالأصـفاد
مـا لـي أراك ودع عـينك iiجامدٌ أو مـا سـمعت بـمحنة iiالـسّجاد
قـلبوه عـن نـطع مـسجىً فوقه فـبكت لـه أمـلاك سـبع iiشـداد
ويـصـيح واذلاّه أيـن iiعـشيرتي وسـراة قـومي أيـن أهل iiودادي
مـنهم خـلت تـلك الديار iiوبعدهم نـعـب الـغرائب بـفرقةٍ iiوبـعاد
أتـرى يـعود لـنا الزّمان iiبقربكم هـيهات مـا لـلقرب مـن iiميعاد
9- الشّيخ إبراهيم بن يحيى العاملي الطيبي
حسب الفتى من حطام الدهر والنشب مـا صـان مـاء محياه عن iiالطلب
هـبني حـويت كـنوز المال iiقاطبة ألـيس غـاية حـاويها إلى العطب
خـفض عـليك فـإن العيش معركة والـناس مـا بين مسلوب iiومستلب
لا خـير فـي هذه الدّنيا وإن iiسلمت ولا سـلامة مـن هـمّ ومن iiنصب
بـينا تـرى المرء طليقاً في iiأعنته إذ راح يـحجل فـي قيد من iiالنوب
إلـيك عـن حية الوادي فقد iiكمنت لـو كـنت تعلم بين الماء iiوالعشب
فـكم تـرشفت سـماً مـن iiمراشفها وأنـت تـحسبه ضرباً من iiالضرب
وطـالما جـرّدت مـن مـلكه iiملكاً قـد كـان من قبل في أثوابه iiالقشب
وكـم لـها مـن قـتيل في عشيرته صـبراً عـلى رغـم أم بـرّة iiوأب
وحـسبنا عـبرة عـبراء ما iiفعلت بـأنجم الدهر أهل الفضل iiوالحسب
أودت بـأحمد خـير الخلق ثم iiرمت وصـيّه بـسهام الـغدر مـن iiكثب
وبـزّت الـبضعة الـزهراء iiنحلتها وارثـها بـعد ردّ الـصدق iiبالكذب
وأفـرغت سـمّها في المجتبى حسنٍ ومـزّقت صـنه بـالسمر iiوالقضب
وصـار فـي أسرها السّجاد مرتهناً وأركـبته عـلى عـار مـن iiالقتب
زيـن العباد عليّ الشأن من iiشهدت بـفضله ألـسن الأقـلام iiوالـكتب
بـدر الـتمام الـذي مـولاه iiكـوّنه مـن نوره قبل خلق السبعة iiالشهب
أغــر أبـلـج لا تـعزى iiنـقيبته يـوماً لـغير نبي أو وصي نبي 25
10- السّيد ميرزا صالح القزويني
بنفسي كماة من لؤي بن iiغالب تعادى عليها للعداة iiكتائب
وكم حاربتهم آل حرب وما iiاكتفوا بحرب رسول الله عن أن iiيحاربوا
هم غصبوهم إرثهم من iiأبيهم وقد نصبوا البغضاء بغياً iiوناصبوا
ومن عجب إن خضبت من iiدمائهم ضباها بيوم الطف وهي الخواضب
فيا لعليل في القيود iiمغلّل ترامى به نحو الشئام iiالركائب
وكُلّ الرزايا دون أرزائك التي بها انهمرت من مقلتيك iiالسحائب
وأنت أمين الله وابن iiأمينه على خلقه العافي به iiوالمعاقب
كظمت على بلواك غيضك شاكراً وقد زُلزلت منها الجبال iiالشناخب
ودسّ إليك السم غدراً iiبمشرب هشام فلا ساغت لديه iiالمشارب
فيا لإمام محكم الذكر بعده قد انطمست علامه iiوالأخاشب
ويا لسقيم غاله السم iiبعدما على سقمه قد أنحلته المصائب
ويا لفقيد قد أقامت iiمآتماً عليه المعالي وهي ثكُلّى iiنوادب
وقد قرّح الأجفان فهي iiسوارب وبرّح الأحشاء فهن iiلواهب
ومات قوام للعلى iiومقوّم وجبّ سنام للفخار iiوغارب
ولله أكناف البقيع فكم iiبها كواكب من آل النّبيّ iiغوارب
حوت منهم ما ليس تحويه iiبقعة ونالت بهم ما لم تنله iiالكواكب
فبوركت أرضاً كُلّ يوم iiوليلة تطوف من الأملاك فيك iiكتائب
وفيك الجبال الشم حلماً iiهوامد وفيك البحور الفعم جوداً iiنواضب
وهم صفوة الباري وهم خير iiعترةٍ بها يرحم الباري الورى ويعاقب 27
11- الشّيخ عبد المنعم الفرطوسي
قرحت جفونك من قذى iiوسهاد إن لم تفض لمصيبة iiالسّجاد
فأسل فؤادك من جفونك iiأدمعاً وأقدح حشاك من الأسى iiبزناد
واندب إماماً طاهراً هو iiسيد للساجدين وزينة iiالعبّاد
ما أبقت البلوى ضناً من iiجسمه وهو العليل سوى خيال بادي
ملقى على النطع الذي فوق الثرى القوة منه بقسوة iiوعناد
يرنو لأيتام تضج iiأمامه وتعج إعوالاً وراء iiالحادي
ولصبية تدمي السياط iiمتونها فتصاغ أطواقاً على iiالأجياد
ولنسوة فوق النياق iiحواسر تسبى بأسر أراذلٍ iiوأعادي
ويرى جبين السبط بدراً كاملاً يزهو بأفق الذابل iiالميّاد
والنار يلهب في الخيام سعيرها حتّى استحال ضرامها iiلرماد
لهفي عليه يئن في iiأغلاله بين العدى ويقاد iiبالأصفاد
مضنى وجامعة الحديد بنحره غلّ يعاني منه شر iiقياد
تحدوا به الأضغان من بلدٍ iiإلى بلدٍ وتسلمه إلى iiالأحقاد
والشام إن الشام أفنى iiقلبه ألما وآل بصبره iiلنفاد
لم يلق فيه سوى القطيعة iiوالعدى وشماتة الأعداء iiوالحساد
سل عنه طيبة هل بها طابت iiله بعد الحُسين نواظر برقاد
هل ذاق طعم الزاد طول حياته إلا ويمزج دمعه iiبالزاد
أودى به فجنى وليد iiأميةٍ وهو الخبث على وليد iiالهادي
حتّى قضى سماً وملأ فؤاده ألمٌ تحزّ مداه كُلّ iiفؤاد
12- السّيد مُحمّد جمال الهاشمي
مرج البحران فخراً وعلاء والتقى النجمان زهواً وسناءا
وارتمى الدهر على iiظلّيهما خائراً، قد هدّه الجري iiعياءا
ها هو الإيمان في موكبه يسبق التاريخ حكماً iiوقضاءا
حرث الصحراء حتّى iiأصبحت تغمر الدّنيا رفاها iiورخاءا
قرّب الإيمان من iiأبعادها فدنا للحق ما عنه iiتناءى
صهر الأفكار في iiبوتقةٍ أخرجتها في المعاني iiكيمياءا
وحدّ الإنسان في iiناموسه فمشى الناعل والحافي سواءا
فارس قد خمدت iiنيرانها وتلاشى عهدها الزاهي iiهباءا
أين كسرى أين عنه iiتاجه؟ أين - ايوان - به يزهو ادّعاءا؟
مزّق الحق بساطاً iiفوقه كم مشى الباطل يزهو iiخيلاءا
يثرب يا مطلع الفجر iiالذي بسناه عادت الأرض iiسماءا
لكِ ذكر كُلّما مر iiعلى مسمع الدّنيا له اهتزت iiثناءا
إن تاريخك في iiأحداثه غمر الأجيال سحر iiورواءا
قاد جيش الله في iiإيمانه يهزم الكفر اقتحاماً iiوافتداءا
ومشت يثرب في iiأفراحها نحوه تستقبل النصر iiانتشاءا
ها هو الديوان في iiأعضائه يملأ العين جلالاً وبهاءا
والسبايا وقفت خاشعة تسأل الأفق رجالاً iiونساءا
وفتاتين وما iiأبهاهما يرمقان الحفل كبراً وازدراءا
وهبّ الحق امتيازاً لهما فتعالى اسمهما فيه iiارتقاءا
وتسامت - بنت كسرى - iiشرفاً - بابن طه وتملّت كبرياءا
وتغنّى الوحي لما iiالتقيا مرج البحران فخراً iiوعلاءا
أدرتْ بنت الأساطير بما أسبغ الله عليها iiوأفاءا
أدرت أن علياً iiشبلها سيهز الدهر صبراً iiوابتلاءا
ولدته كوكباً من iiنوره تكسب الشمس شعاعاً iiوضياءا
سيد تاه به كسرى iiعُلىً وبه باهى النّبيّ iiالأنبياءا
ورث التاجين عدلاً iiوهدى واعتلى العرشين تقوى ومضاءا
هام بالله خشوعاً iiفذوى عوده في الحب خوفاً iiورجاءا
ساجد لله لا iiيشغله عنه ما سرّ بني الدّنيا iiوساءا
عرف الغاية من iiإيجاده فسعى أن يصهر الداء iiدواءا
أفرغ الروح مناجاة لها يهتف الخلد احتفالا iiواحتفاءا
صور حار بها الفن، iiفما حد دنياها ابتداء وانتهاءا
زينة العبّاد في سيرته يهتدي الدهر إذا مال iiالتواءا
آه كم قاسى من الدهر iiوكم صارع الأحداث صبراً iiوعناءا
صاحب السبط أباه iiحينما ثار للدين ووافى iiكربلاءا
فرأى مصرعه في iiفتية غنموا الخلد، وعاشوا iiشهداءا
عيد ميلاد ابن سبط iiالمصطفى غمر الدّنيا سروراً وهناءا
جدّدت تاريخه iiمسرورة أمةٌ فاضت ولاء ووفاءا
تنطوي الأجيال في iiأحداثها وهي تزداد انتشاراً iiوانتشاءا
رامت الأحداث في iiألعابها أن يجف الحب عوداً iiونماءا
هدمت أضرحة iiقدسية ضمت الفجر جلالا iiوجلاءا
فاستحال الحبّ نوحاً iiملهباً واغتدى الحق دموعاً iiودماءا
وذكت شعلتها تحرق iiما شاده الجهل غروراً iiوغباءا
وازدهت ثانية في iiمعرض يبهر التاريخ وضعا iiوبناءا
فجزى الله الأحاسيس iiالتي لم ترد إلا من الله الجزاءا
الرجوع الى الأعلى
أصحابه وتلامذته عليه السّلام
تخرج في مدرسة الإمام مجموعة كبيرة من كبار العُلماء والفُقهاء الذين نشروا العلم والعرفان في العالم الإسلامي، ونعرض اسمائهم، كما يأتي:
أ
1- أبان بن أبي عياش.
2- أبان بن تغلب
3- إبراهيم بن أبي حفصة
4- إبراهيم بن بشير
5- إبراهيم بن عبد الله
6- إبراهيم بن مُحمّد
7- إبراهيم بن يزيد
8- أحمد بن حمويه
9- إسحاق بن عبد الله
10- إسحاق بن عبد الله
11- إسحاق بن يسار
12- إسماعيل بن أمية
13- إسماعيل بن رافع
14- إسماعيل بن عبد الخالق
15- إسماعيل بن عبد الرحمن
16- إسماعيل بن عبد الله
17- أفلح بن حميد
18- أيوب بن الحسن
19- أيوب بن عايذ
ب
20- برد الاسكاف
21- بشر بن غالب
22- بكر بن أوس
23- بكير بن عبد الله
ث
24- ثابت بن أسلم
25- ثابت بن أبي صفية
26- ثابت بن عبد الله
27- ثابت بن هرمز
28- ثوير بن أبي فاختة
29- ثوير بن يزيد
ج
30- جابر بن مُحمّد
31- جعفر بن إبراهيم
32- جعفر بن إياس
33- جعفر بن مُحمّد
34- جعيد همران
35- جهم الهلالي
ح
36- الحارث بن جارود
37- الحارث بن الفضيل
38- حبيب بن أبي ثابت
39- حبيب بن حسان
40- حبيب بن المعلى
41- خديم بن سفيان
42- خديم بن شريك
43- الحر بن كعب
44- حسان العامري
45- الحسن بن رواج
46- الحسن بن عليّ
47- الحسن بن عمارة
48- الحسن بن مُحمّد
49- الحُسين بن عليّ
50- الحصين بن عمرو
51- حطان بن خفان
52- حفص بن عمر
53- الحكم بن عتيبة
54- حكيم بن جبير
55- حكيم بن حكم
56- حكيم بن صهيب
57- حميد بن نافع
58- حميد بن مسلم
خ
59- خشرم بن بسار
د
60- داود
ر
61- رباح بن عبيدة
62- ربيعة بن أبي عبد الرحمن
63- ربيعة بن عثمان
64- رزين بن عبيد
65- رشيد الهجري
ز
66- زياد بن سوقة
67- زيد بن أسلم
61- زيد بن الحسن
69- زيد بن عليّ
70- زيد العمى
س
71- سالم بن أبي الجعد
72- سالم بن أبي حفصة
73- سالم مولى عمر
74- سدير بن حكيم
75- السري بن عبد الله
76- سعد بن حكيم
77- سعد بن أبي سعيد
78- سعد بن طريف
79- سعيد بن جبير
80- سعيد بن الحارث
81- سعيد بن عثمان
82- سعيد بن مرجانة
83- سعيد بن المرزبان
84- سعيد بن المسيب
85- سلام بن المستنير
86- سلمة بن ثبيط
87- سلمة بن دينار
88- سلمة بن كهيل
89- سليم بن قيس
91- سليمان أبو عبد الله
92- سماك بن حرب
ش
93- شرحبيل بن سعد
94- شيبة بن نعامة
ص
95- صالح بن أبي حسان
96- صالح بن خوان
97- صالح بن كيسان
98- صفوان بن سليم
99- صهيب أبو حكيم
ض
100- الضحاك بن عبد الله
101- الضحاك بن مزاحم
ط
102- طارق بن عبد الرحمن
103- طاووس بن كيسان
104- طلحة بن عمرو
105- طلحة بن النضر
ظ
106- ظالم بن عمرو
ع
107- عامر بن السمط
108- عامر بن وائلة
109- عبد الغفار بن القاسم
110- عائذ الأحمسي
111- العباس بن عيسى
112- عبد الرحمن بن القصير
113- عبد الله البرقي
114- عبد الله بن أبي بكر
115- عبد الله بن أبي مليكة
116- عبد الله بن جعفر
117- عبد الله بن حارث
118- عبد الله بن دينار
119- عبد الله بن ذكوان
120- عبد الله بن زبيد
121- عبد الله بن سعيد
122- عبد الله بن شبرمة
123- عبد الله بن شريك
124- عبد الله بن عطاء
125- عبد الله بن عليّ
126- عبد الله بن عبيدة
127- عبد الله بن المستورد
128- عبد الله بن مُحمّد
129- عبد الله بن مُحمّد
130- عبد الله بن هرمز
131- عبد المؤمن بن القاسم
132- عبد الله بن عطاء
133- عبيد الله بن أبي الجعد
134- عبيد الله بن أبي الوشيم
135- عبيد الله بن عبد الرحمن
136- عبيد الله بن مسلم
137- عبيد الله بن المغيرة
138- عقبة بن بشير
139- عليّ بن ثابت
140- عمران بن ميثم
141- عيسى بن عليّ
ف
142- فرات بن الأحنف
143- الفرزدق
144- فليح بن أبي بكر
ق
145- القاسم بن عبد الرحمن
146- القاسم بن عوف
147- القاسم بن مُحمّد
ك
148- كنكر
149- كيسان بن كُلّيب
م
150- مالك بن عطية
151- مُحمّد بن جبير
152- مُحمّد بن شهاب
153- مُحمّد بن عليّ
154- مُحمّد بن عمر
155- مُحمّد بن قيس
156- مسلم بن عليّ
157- معروف بن خربوذ
158- منذر الثوري
159- المنهال بن عمرو
160- المنهال بن عمرو
161- ميمون البان
162- ميمون القداح
ي
163- يحيى بن أم الطويل
الكُنى
164- أبو مريم
ومن النساء
165- أم البر
من النساء التي روت عن الإمام زين العابدين عليه السّلام السيدة الفاضلة أم البر أو قيل هي حبابة الوالبية
خُطبه عليه السلام
خطبة الإمام السّجاد عليه السّلام في الكوفة
بعد أن خطبت أم كُلّثوم عليها السّلام، أومأ الإمام زين العابدين عليه السّلام إلى النّاس، أن اسكتوا ! فسكتوا، فقام قائماً، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر النّبيّ صلّى الله عليه وآله، ثمّ قال:
أيّها النّاس: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم، أنا ابن المذبوح بشط الفرات، من غير ذحل ولا ترات , أنا ابن من انتهك حريمه، وسلب نعيمه، وانتهب ماله، وسبي عياله، أنا ابن من قتل صبراً، وكفى بذلك فخراً.
أيّها النّاس: ناشدتكم بالله، هل تعلمون إنّكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة، ثمّ قاتلتموه وخذلتموه، فتباً لكم لما قدّمتم لأنفسكم، وسوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، إذ يقول لكم: قتلتم عترتي، وانتهكتم حرمتي، فلستم من أمّتي.
فارتفعت أصوات النّاس بالبكاء من كُلّ ناحية، ويقول بعضهم لبعض: هلكتم وما تعلمون؟
فقال عليه السّلام: رحم الله امرأ قبل نصيحتي، وحفظ وصيتي في الله، وفي رسوله وأهل بيته، فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة.
فقالوا بأجمعهم: نحن كُلّنا يا ابن رسول الله سامعون مطيعون، حافظون لذمامك، غير زاهدين فيك، ولا راغبين عنك، فمُرنا بأمرك يرحمك الله، فإنّا حرب لحربك، وسلم لسلمك، لنأخذن يزيد ونبرآ ممّن ظلمك وظلمنا.
فقال عليه السّلام: هيهات هيهات، أيّها الغدرة المكرة، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إليّ كما أتيتم إلى آبائي من قبل؟ كلاّ وربّ الرّاقصات إلى منى، فإنّ الجرح لمّا يندمل، قتل أبي بالأمس وأهل بيته ومن معه، ولم ينسني ثكل رسول الله، وثكل أبي وبني أبي، ووجده بين لهاتي، ومرارته بين حناجري وحلقي، وغصصه تجري في فراش صدري، ومسألتي أن لا تكونوا لنا ولا علينا.
خطبة الإمام السّجاد عليه السّلام في المدينة المنوّرة
ألقى الإمام زين العابدين عليه السّلام خطاباً في أهل المدينة المنوّرة لدى عودته من الشام والعراق، حيث جمع النّاس خارج المدينة قبل دخوله اليها، وخطب فيهم قائلاً:
الحمد لله ربّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدّين، بارئ الخلائق أجمعين، الذي بَعُد فارتفع في السماوات العُلى، وقَرُب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الأمور، وفجائع الدهور، وألم الفجائع، ومضاضة اللواذع، وجليل الرزء، وعظيم المصائب الفاظعة الكاظّة الفادحة الجائحة.
أيّها القوم: إنّ الله وله الحمد، ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الإسلام عظيمة، قُتل أبو عبد الله الحُسين عليه السّلام، وسُبي نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزية التي لا مثلها رزيّة.
أيّها النّاس: فأي رجالات منكم يسرّون بعد قتله؟! أم أيّ فؤاد لا يحزن مِن أجله؟! أم أيّة عين منكم تحبس دمعها وتضنّ عن انْهمالِها؟! فلقد بكت السبع الشداد لقتله، وبكت البحار بأمواجها، والسماوات بأركانها، والأرض بأرجائها، والأشجار بأغصانها، والحيتان ولجج البحار، والملائكة المقرّبون وأهل السماوات أجمعون.
يا أيّها النّاس: أيّ قلب لا ينصدع لقتله؟! أم أيّ فؤاد لا يحنّ إليه؟! أم أيّ سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الإسلام ولا يصمّ؟!
أيّها النّاس: أصبحنا مطرودين مشرّدين مذودين وشاسعين عن الأمصار، كأنّا أولاد ترك وكابل، من غير جرم اجترمناه، ولا مكروه ارتكبناه، ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين، إنْ هذا إلاّ اختلاق.
والله، لو أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله تقدّم اليهم في قتالنا، كما تقدّم اليهم في الوصاية بنا، لما زادوا على ما فعلوا بنا، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، من مصيبة ما أعظمها، وأوجعها وأفجعها، وأكظّها وأفظعها، وأمرّها وأفدحها، فعند الله نحتسب فيما أصابنا، وأبلغ بنا، فإنّه عزيز ذو انتقام.
خطبة الإمام السّجاد عليه السّلام في مسجد دمشق
ورد في كتاب فتوح ابن اعثم 5 / 247، ومقتل الخوارزمي 2 / 69: إنّ يزيد أمر الخطيب أن يرقى المنبر، ويثني على معاوية ويزيد، وينال من الإمام عليّ والإمام الحُسين، فصعد الخطيب المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وأكثر الوقيعة في عليّ والحُسين، وأطنب في تقريض معاوية ويزيد، فصاح به عليّ بن الحُسين: ويلك أيها الخاطب، اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق؟ فتبوأ مقعدك من النار.
ثمّ قال: يا يزيد ائذن لي حتّى أصعد هذه الأعواد، فأتكُلّم بكُلّمات فيهن لله رضا، ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب، فأبى يزيد، فقال النّاس: يا أمير المؤمنين ائذن له ليصعد، فعلنا نسمع منه شيئاً، فقال لهم: إن صعد المنبر هذا، لم ينزل إلا بفضيحتي، وفضيحة آل أبي سفيان، فقالوا: وما قدر ما يحسن هذا؟ فقال: إنّه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا.
ولم يزالوا به حتّى أذن له بالصعود، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أيها النّاس، أعطينا ستاً، وفضلنا بسبع: أعطينا العلم، والحلم، والسماحة والفصاحة، والشجاعة، والمحبة في قلوب المؤمنين، وفضلنا بأن منا النّبيّ المختار مُحمّد صلّى الله عليه وآله، ومنا الصدّيق، ومنا الطيار، ومنا أسد الله وأسد الرّسول، ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول، ومنا سبطا هذه الأمّة، وسيدا شباب أهل الجنة، فمن عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي: أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الرداء، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى، أنا ابن خير من انتعل واحتفى، أنا ابن خير من طاف وسعى، أنا ابن خير من حج ولبّى، أنا ابن من حمل على البراق في الهواء، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فسبحان من أسرى، أنا ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى، أنا ابن من دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، أنا ابن من صلّى بملائكة السماء، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى، أنا ابن مُحمّد المصطفى، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق، حتّى قالوا لا اله إلا الله، أنا ابن من بايع البيعتين، وصلّى القبلتين، وقاتل ببدر وحنين، ولم يكفر بالله طرفة عين، يعسوب المُسلمين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، سمح سخي، بهلول زكي، ليث الحجاز، وكبش العراق، مكّي مدني، أبطحي تهامي، خيفى عقبي، بدري أحدي، شجري مهاجري، أبو السبطين، الحسن والحُسين، عليّ بن أبي طالب، أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن سيدة النساء، أنا ابن بضعة الرّسول....
قال: ولم يزل يقول: أنا أنا، حتّى ضج النّاس بالبكاء والنحيب، وخشي يزيد أن تكون فتنة، فأمر المؤذّن يؤذّن، فقطع عليه الكلام وسكت، فلمّا قال المؤذّن: الله أكبر.
قال عليّ بن الحُسين: كبرت كبيراً لا يقاس، ولا يدرك بالحواس، ولا شيء أكبر من الله، فلمّا قال: أشهد أن لا اله إلا الله، قال عليّ: شهد بها شعري وبشري، ولحمي ودمي، ومخي وعظمي، فلمّا قال: أشهد أن محمداً رسول الله، التفت عليّ من أعلا المنبر إلى يزيد، وقال: يا يزيد مُحمّد هذا جدّي أم جدّك؟ فإن زعمت أنه جدّك فقد كذبت، وان قلت أنه جدّي، فلم قتلت عترته؟.
قال: وفرغ المؤذّن من الأذان والإقامة، فتقدّم يزيد، وصلّى الظهر، فلمّا فرغ من صلاته، أمر بعلي بن الحُسين، وأخواته وعماته رضوان الله عليهم، ففرغ لهم دار فنزلوها، وأقاموا أياماً يبكون، وينوحون على الحُسين عليه السّلام.
خطبة الإمام السّجاد عليه السّلام يحذر فيها من الدّنيا
بعدما حمد الله تعالى، وأثنى عليه، وذكر جدّه فصلّى عليه، ثمّ قال:
أيّها النّاس أحذّركم من الدّنيا وما فيها، فإنّها دار زوال وانتقال تنتقل بأهلها من حال إلى حال، وهي قد أفنت القرون الخالية والأمم الماضية، وهم الذين كانوا أكثر منكم مالاً، وأطول اعماراً، وأكثر آثاراً، أفنتهم أيدي الزّمان، وأحتوت عليهم الأفاعي والديان، أفنتهم الدّنيا فكأنّهم لا كانوا لها أهلاً ولا سكّاناً، وقد أكُلّ التراب لحومهم، وأزال محاسنهم، وبدّد أوصالهم وشمائلهم، وغيّر ألوانهم، وطحنتهم أيدي الزّمان، أفتطمعون بعدهم بالبقاء؟
هيهات هيهات فلابد من الملتقى، فتدبّروا ما مضى من عمركم وما بقى، ما فعلوا فيه ما سوف يلتقى عليكم بالأعمال الصالحة قبل انقضاء الأجل، وفروغ الأمل، فعن قريب تؤخذون من القصور إلى القبور، حزينين غير مسرورين، فكم والله من فاجر قد استكملت عليه الحسرات، وكم من عزيز وقع في مسالك الهلكات، حيث لا ينفعه الندم، ولا يغاث من ظلم، وقد وجدوا ما أسلفوا، واحذروا ما تزوّدوا، ووجدوا ما عملوا حاضراً، ولا يظلم ربّك أحداً، فهم في منازل البلوى همود، وفي عسكر الموتى خمود، ينتظرون صيحة القيامة، وحلول يوم الطامّة، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى.
مواعظه عليه السلام
اهتم الإمام زين العابدين عليه السّلام كأشد ما يكون الاهتمام بوعظ النّاس، وقد أثرت عنه كثير من المواعظ وعظ بها أصحابه، وأهل عصره وهي لا تزال حية تضع العبر أمام النّاس، وتحذرهم من الغرور والطيش، وتدعوهم إلى سبيل الحق والصواب، كما أثرت عنه بعض الحكم الخالدة التي تهدف إلى توازن الإنسان في سلوكه، وازدهار شخصيته، ونعرض لبعض ما روي عنه في ذلك.
1- قال عليه السّلام في ذم الدّنيا، والتحذير من شرورها وفتنتها: إن الدّنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكُلّ واحد منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدّنيا، الراغبين في الآخرة، ألا أن الزاهدين في الدّنيا اتخذوا الأرض بساطاً، والتراب فراشاً، والماء طيباً، وقرضوا من الدّنيا تقريضا، ألا ومن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد في الدّنيا هانت عليه المصائب، ألا أن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين، وكمن رأى أهل النار في النار معذبين، شرورهم مأمونة، وقلوبهم محزونة، أنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، صبروا أياما قليلة فصاروا بعقبى راحة طويلة، أما الليل فصافون أقدامهم، تجري دموعهم على خدودهم، وهم يجأرون إلى ربهم، يسعون في فكاك رقابهم، وأما النهار فحلماء عُلماء بررة، أتقياء كأنهم القداح قد براهم الخوف من العبادة ينظر إليهم الناظر فيقول: مرضى، وما بالقوم من مرض أم خولطوا، فقد خالط القوم أمر عظيم من ذكر النار، وما فيها...
2- وقال عليه السّلام: يا ابن آدم لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة من همك، وما كان لك الخوف شعاراً، والحزن لك دثاراً، يا ابن آدم إنك ميت ومبعوث، وموقوف بين يدي الله عز وجل، ومسؤول، فأعد جواباً...
3- روى الزّهري قال: سمعت علياً بن الحُسين يقول: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدّنيا حسرات، والله ما الدّنيا والآخرة إلا ككفتي ميزان، فأيهما رجح ذهب بالآخر، ثم تلا قوله تعالى: إذا وقعت الواقعة - يعني القيامة - ليس لوقعتها كاذبة. خافضة - خفضت والله بأعداء الله إلى النار - رافعة - رفعت والله أولياء الله إلى الجنة-...
ثمّ خاطب رجلاً من جلسائه، - والذي يظهر من فحوى كلام الإمام عليه السّلام أنه كان متهالكاً في طلب الدّنيا، فقال عليه السّلام يعظه:
اتق الله، واجمل في الطلب، ولا تطلب ما لم يخلق، فإن من طلب ما لم يخلق تقطعت نفسه، ولم ينل ما طلب، وكيف ينال ما لم يخلق...
وأسرع الرّجل قائلاً:
كيف يطلب ما لم يخلق؟...
فأجابه الإمام عليه السّلام قائلاً:
من طلب الغنى والأموال والسّعة في الدّنيا فإنّما يطلب ذلك للرّاحة في الدّنيا، والرّاحة لم تخلق في الدّنيا، ولا لأهل الدّنيا، إنما خلقت الرّاحة في الجنّة، والتّعب والنّصب خلقا في الدّنيا، ولأهل الدّنيا، وما أعطي أحد منها حفنة إلا أعطي من الحرص مثلها، ومن أصاب من الدّنيا أكثر كان فيها أشد فقراً لأنّه يفتقر إلى النّاس لحفظ أمواله، ويفتقر إلى كُلّ آلة من آلات الدّنيا، فليس في غنى الدّنيا راحة، ولكن الشيطان يوسوس إلى ابن آدم أن له في جمع ذلك المال راحة، وإنما يسوقه إلى التعب في الدّنيا، والحساب عليه في الآخرة.
وأضاف الإمام قائلاً:
كُلّا ما تعب أولياء الله في الدّنيا للدنيا، بل تعبوا في الدّنيا للآخرة.. ألا ومن اهتم لرزقه كتب عليه حفظه، كذلك قال المسيح عيسى عليه السّلام للحواريين: إنما الدّنيا قنطرة فاعبروها، ولا تعمروها.. وفي هذه الموعظة دعوة إلى الزهد في الدّنيا، والإجمال في طلبها، فإن السعي وراء المادية سببه الحصول على الراحة، ولكن لا راحة في الدّنيا وذلك لكثرة همومها وآلامها، وقد خلقت الراحة في الجنة التي أعدها الله للمتقين من عباده، فالطلب ينبغي أن يكون لها، لا للدنيا.
4- سأل شخص الإمام زين العابدين عليه السّلام فقال له: كيف أصبحت يا ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله؟ فقال عليه السّلام: أصبحت مطلوباً بثمان: الله يطالبني بالفرائض، والنبي يطالبني بالسنة، والعيال بالقوت، والنفس بالشهوة، والشيطان باتباعه، والحافظان بصدق في العمل، وملك الموت بالروح، والقبر بالجسد، فأنا بين هذه الخصال مطلوب.
لقد نظر الإمام إلى أبعاد الحياة الدّنيا فرآها محاطة بهذه الأمور الثمانية فصمم على الزهد فيها، وعدم الاحتفاء بأي شيء من زينتها ومباهجها.
5- جاء رجل متسول يشكو حاله إلى الإمام عليه السّلام، فأنكر عليه ذلك قائلاً:
مسكين ابن آدم، له في كُلّ يوم ثلاث مصائب، لا يعتبر بواحدة منهن، ولو اعتبر لهانت عليه المصائب، وأمر الدّنيا: فأما المصيبة الأولى فاليوم الذي ينقص من عمره.. وإن ناله نقصان في ماله اغتم به، والدرهم يخلف عنه، والعمر لا يرده، والثانية أنه يستوفي رزقه فإن كان حلالاً حوسب عليه، وإن كان حراماً عوقب عليه، والثالثة أعظم من ذلك، فقيل له: وما هي؟ قال: ما من يوم يمسي إلا ودنا من الآخرة رحله لا يدري أعلى الجنة أم على النار...
6- قال عليه السّلام: لو كان النّاس يعرفون جملة الحال في فضل الاستبانة، وجملة الحال في صواب التبيين، لأعربوا عن كُلّ ما يتلجلج في صدورهم، ولوجدوا من برد اليقين ما يغنيهم عن المنازعة إلى كُلّ حال سوى حالهم، وعلى أن إدراك ذلك كان لا يعدمهم في الأيام القليلة العدة، والفكرة القصيرة المدة، ولكنهم من بني مغمور بالجهل، ومفتون بالعجب، ومعدول بالهوى من باب التثبت، ومصروف بسوء العادة عن فضل التعلم...
7- ومن مواعظه القيمة التي وجهها لأصحابه وشيعته، وهي من أجل ما أثر عنه من المواعظ، قال عليه السّلام:
أيها النّاس، اتقوا الله، واعلموا أنكم إليه راجعون، فتجد كُلّ نفس ما عملت من خير محضراً، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً، ويحذركم الله نفسه ويحك ابن آدم الغافل، وليس مغفولاً عنه، إن أجلك أسرع شيء إليك، قد أقبل نحوك حثيثاً يطلبك، ويوشك أن يدركك، فكأن قد وفيت أجلك، وقد قبض الملك روحك، وصيرت إلى قبرك وحيداً، فرد إليك روحك، واقتحم عليك ملكان منكر ونكير لمسألتك، وشديد امتحانك، ألا وإن أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده، وعن نبيك الذي أرسل إليك، وعن دينك الذي كنت تدين به، وعن كتابك الذي كنت تتلوه، وعن أمامك الذي كنت تتولاه، وعن عمرك فيما أفنيته، وعن مالك من أين اكتسبته، وفيما أنفقته، فخذ حذرك، وانظر لنفسك، واعد الجواب قبل الامتحان، والمساءلة والاختبار، فإن تكن مؤمناً عارفاً بدينك، متبعاً للصادقين، موالياً لأولياء الله لقنك الله حجتك وأنطق لسانك بالصواب، فأحسنت الجواب، وبشرت بالجنة، والرضوان من الله، واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان، وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك، ودحضت حجتك، وعييت عن الجواب وبشرت بالنار، واستقبلت ملائكة العذاب بنزل من حميم، وتصلية جحيم.
واعلم يا ابن آدم أن ما وراء هذا - يعني السؤال في القبر - أعظم، وأفظع، أوجع للقلوب يوم القيامة، ذلك يوم مجموع له النّاس، وذلك يوم مشهود، يجمع الله فيه الأولين والآخرين، يوم ينفخ في الصور، ويبعثر فيه القبور، ذلك يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر، كاظمين، ذلك يوم لا تقال فيه عثرة، ولا تؤخذ من أحد فدية، ولا تقبل من أحد معذرة، ولا لأحد فيه مستقيل توبة، ليس إلا الجزاء بالحسنات، والجزاء بالسيئات، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدّنيا مثقال ذرة من خير وجده، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدّنيا مثقال ذرة من شر وجده.
فاحذروا أيها النّاس من الذنوب والمعاصي ما قد نهاكم عنها، وحذركموها في الكتاب الصّادق، والبيان الناطق، ولا تأمنوا مكر الله وتدميره عندما يدعوكم الشيطان اللعين إليه من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدّنيا، فإن الله يقول: إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون وأشعروا قلوبكم خوف الله، وتذكروا ما قد وعدكم في مرجعكم إليه من حسن ثوابه، كما قد خوفكم من شديد عقابه، فإنه من خاف شيئاً حذره، ومن حذر شيئاً تركه، ولا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الحياة الدّنيا، الذين مكروا السيئات، وقد قال الله تعالى: أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتهم العذاب من حيث لا يشعرون * أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين * أو يأخذهم على تخوف فاحذروا ما حذركم الله بما فعل بالظلمة في كتابه، ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما توعد به القوم الظالمين، في كتابه، لقد وعظكم الله بغيركم، وإن السعيد من وعظ بغيره، ولقد أسمعكم الله في كتابه ما فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال: وأنشأنا بعدها قوماً آخرين وقال: فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون يعني يهربون. قال: لا تركضوا وارجعوا إلى ما ترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون فلما أتاهم العذاب قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فإن قلتم أيها النّاس: إن الله إنما عنى بهذا أهل الشرك، فكيف ذاك؟ وهو يقول: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين.
اعلموا عباد الله أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين، ولا تنشر لهم الدواوين، وإنما يحشرون إلى جهنم زمراً، وإنما تنصب الموازين، وتنشر الدواوين لأهل الإسلام، فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن الله تعالى لم يحبب زهرة الدّنيا لأحد من أوليائه، ولم يرغبهم فيها، وفي عاجل زهرتها، وظاهر بهجتها، فإنما خلق الدّنيا، وخلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملاً لآخرته، وأيم الله لقد ضربت لكم فيه الأمثال، وضربت الآيات لقوم يعقلون، فكونوا أيها المؤمنون من القوم الذين يعقلون، ولا قوة إلا بالله، وازهدوا فيها، زهدكم الله في من عاجل الحياة الدّنيا، فإن الله يقول: - وقوله الحق - إنما مثل الحيوة الدّنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكُلّ النّاس والأنعام، حتّى إذا أخذت الأرض زخرفها، وازينّت، وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ولا تركنوا إلى الدّنيا، فإن الله قال لمُحمّد صلّى الله عليه وآله: ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ولا تركنوا إلى هذه الدّنيا وما فيها ركون من اتخذها قراراً، ومنزل استيطان. فإنها قُلعة، ومنزل بُلغة، ودار عمل، فتزودوا الأعمال الصالحة، قبل تفرق أيامها، وقبل الأذن من الله في خرابها، فكان قد أخربها الذي عمرها، أول مرة، وابتدأها، وهو ولي ميراثها، واسأل الله لنا ولكم العون على تزود التقوى، والزهد في الدّنيا، جعلنا الله وإياكم من الزاهدين في عاجل هذه الحياة الدّنيا، الراغبين في جل ثواب الآخرة فإنما نحن له وبه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
8- ومن مواعظه القيمة هذه الموعظة المؤثرة، وهذا نصها:
كفانا الله، وإياكم الظالمين، وبغي الحاسدين، وبطش الجبارين، أيها المؤمنون لا يفتتنكم الطواغيت وأتباعهم من أهل الرغبة في الدّنيا، المائلون إليها، المفتونون بها، المقبلون عليها، وعلى حطامها الهامد وهشيمها البائد غداً، واحذروا ما حذركم الله منها، وازهدوا فيث ما زهدك الله فيه منها، ولا تركنوا إلى ما في هذه الدّنيا ركون من أعدها داراً وقراراً، وبالله إن لكم مما فيها دليلاً من زينتها وتصريف أيامها، وتغييراً نقلاً بها، ومثلاتها، وتلاعبها بأهلها، إنها لترفع الخميل، وتضع الشريف، وتورد النار أقواماً غداً، ففي هذا معتبر ومختبر وزاجر لمنتبه، وإن الأمور الواردة عليكم في كُلّ يوم وليلة من مظلمات الفتن، وحوادث البدع، وسنن الجور، وبوائق الزّمان، وهيبة السلطان ووسوسة الشيطان، لتثبط القلوب عن نيتها، وتذهلها عن موجود الهدى، ومعرفة أهل الحق إلا قليلاً ممن عصم الله، ونهج سبيل الرشاد، وسلك طريق القصد، ثم استعان على ذلك بالزهد، فكرر الفكر، واتعظ بالعبر، وازدجر، فزهد في عاجل بهجة الدّنيا، وتجافى عن لذاتها، ورغب في دائم نعيم الآخرة، وسعى لها سعيها، وراقب الموت، وشنأ الحياة مع القوم الظالمين، فعند ذلك نظر إلى ما في الدّنيا بعين نيرة، حديدة النظر، وأبصر حوادث الفتن، وضلال البدع، وجور الملوك الظلمة، فقد - لعمري - استدبرتم من الأمور الماضية في الأيام الخالية من الفتن المتراكمة، والانهماك فيها، ما تستدلون به على تجنب الغواة وأهل البدع والبغي والفساد في الأرض بغير الحق، فاستعينوا بالله، وارجعوا إلى طاعته، وطاعة من هو أولى بالطاعة من طاعة من اتبع وأطيع.
فالحذر الحذر من قبل الندامة والحسرة، والقدوم على الله، والوقوف بين يديه، وتالله ما صدر قوم قط عن معصية الله إلا إلى عذابه، وما آثر قوم قط الدّنيا على الآخرة إلا ساء منقلبهم، وساء مصيرهم، وما العلم بالله والعمل بطاعته إلا إلفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه، فحثه الخوف على العمل بطاعة الله، وإن أرباب العلم وأتباعهم، الذين عرفوا الله فعملوا له، ورغبوا إليه وقد قال الله: إنما يخشى الله من عباده العُلماء فلا تلتمسوا شيئاً في هذه الدّنيا بمعصية الله، واشتغلوا في هذه الدّنيا بطاعة الله، واغتنموا أيامها، واسعوا لما فيه نجاتم غداً من عذاب الله، فإن ذلك أقل للتبعة، وأدنى من الغدر، وأرجى للنجاة، فقدموا مر الله وطاعته وطاعة من أوجب الله طاعته بين يدي الأمور كُلّها، ولا تقدموا الأمور الواردة عليكم من طاعة الطواغيت، وفتنة زهرة الدّنيا بين يدي أمر الله، وطاعته، وطاعة أولي الأمر منكم، واعلموا أنكم عبيد الله، ونحن معكم، يحكم علينا وعليكم سيد حاكم غداً، وهو موقفكم، ومسائلكم، فأعدوا الجواب، قبل الوقوف والمساءلة والعرض على رب العالمين، يومئذٍ لا تكُلّم نفس إلا بإذنه، واعلموا أن الله لا يصدق كاذباً، ولا يكذب صادقاً، ولا يرد عذر مستحق، ولا يعذر غير معذور، بل لله الحجة على خلقه بالرسل والأوصياء بعد الرسل، فاتقوا الله واستقبلوا من إصلاح أنفسكم، وطاعة الله وطاعة من تولونه فيها، لعل نادماً قد ندم على ما فرط بالأمس في جنب الله، وضيّع من حق الله، واستغفروا الله وتوبوا إليه فإنه يقبل التوبة، ويعفو عن السيئات، ويعلم ما تفعلون، وإياكم وصحبة العاصين، ومعونة الظالمين، ومجاورة الفاسقين، احذروا فتنتهم وتباعدوا من ساحتهم، واعلموا أنه من خالف أولياء الله، ودان بغير دين الله، واستبد بأمره دون أمر ولي الله، في نار تلتهب، تأكُلّ أبداناً، قد غابت عنها أرواحها، غلبت عليها شقوتها، فهم موتى لا يجدون حر النار، فاعتبروا يا أولي الأبصار، واحمدوا الله على ما هداكم، واعلموا أنكم لا تخرجون من قدرة الله إلى غير قدرته، وسيرى الله عملكم ثم إليه تحشرون، فانتفعوا بالعظة، وتأدبوا بآداب الصالحين..
9- من مواعظه القيمة التي تحدث فيها عن صفات الزاهدين وقد جاء فيها:
إن علامة الزاهدين في الدّنيا، الراغبين في الآخرة، تركهم كُلّ خليط، وخليل، ورفضهم كُلّ صاحب لا يريد ما يريدون، إلا وأن العامل لثواب الآخرة هو الزاهد في عاجل زهرة الدّنيا، الآخذ للموت أهبته، الحاث على العمل قبل فناء الأجل، ونزول ما لابد من لقائه، وتقديم الحذر قبل الحين فإن الله عز وجل يقول: حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعوني لعلي أعمل صالحا فيما تركت فلينزلن أحدكم اليوم نفسه في هذه الدّنيا كمنزلة المكرور إلى الدّنيا، النادم على ما فرط فيها من العمل الصالح ليوم فاقته، واعلموا، عباد الله، أنه من خاف البيات تجافى عن الوساد، وامتنع من الرقاد، وأمسك عن بعض الطعام والشراب، من خوف سلطان أهل الدّنيا، فكيف، ويحك يا ابن آدم، من خوف بيات سلطان رب العزة، وأخذه الأليم وبياته لأهل المعاصي والذنوب، مع طوارق المنايا بالليل والنهار فذلك البيات الذي ليس فيه منجى، ولا دونه ملتجأ، ولا منه مهرب، فخافوا الله، أيها المؤمنون من البيات، خوف أهل التقوى فإن الله يقول ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد فاحذروا زهرة الحياة الدّنيا وغرورها وشرورها، وتذكروا عاقبة الميل إليها فإن زينتها فتنة، وحبها خطيئة.
واعلم ويحك يا ابن آدم أن قسوة البطنة، وفطرة الميلة، وسكر الشبع، وعزة الملك مما يثبط، ويبطئ عن العمل، وينسي الذكر، ويلهي عن اقتراب الأجل، حتّى كأن المبتلى بحب الدّنيا به خبل من سكر الشراب، وإن العاقل عن الله، الخائف منه، ليمرن نفسه، ويعودها الجوع حتّى ما تشتاق إلى الشبع، وكذلك تضمير الخيل لسبق الرهان.
فاتقوا الله عباد الله تقوى مؤمل ثوابه، وخائف عقابه، فقد أعذر الله تعالى وأنذر، وشوق، وخوّف، فلا أنتم إلى ما شوقكم إليه من كريم ثوابه تشتاقون فتعملون، ولا أنتم مما خوفكم من شديد عقابه، وأليم عذابه، ترهبون، فتنكُلّون، وقد نبأكم الله في كتابه أنه من يعمل من الصالحات، وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون ثم ضرب لكم الأمثال في كتابه، وصرف الآيات لتحذروا عاجل زهرة الحياة الدّنيا، فقال: إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم فاتقوا الله ما استطعتم، واسمعوا، وأطيعوا.. فاتقوا الله واتعظوا بمواعظ الله، وما أعلم إلا كثيراً منكم قد نهكته عواقب المعاصي فما حذرها، وأضربت بدينه فما مقتها، أما تسمعون النداء من الله بعينها وتصغيرها حيث قال: اعلموا إنما الحياة الدّنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وقال: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس إلى ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون فاتقوا الله عباد الله، وتفكروا واعملوا لما خلقتم له، فإن الله لم يخلقكم عبثاً ولم يترككم سدى، قد عرفكم نفسه، وبعث إليكم رسوله، وأنزل عليكم كتابه فيه حلال وحرامه، وحججه وأمثاله، فاتقوا الله فقد احتج عليكم ربكم فقال: ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين * وهديناه النجدين فهذه حجة عليكم، فاتقوا الله ما استطعتم فإنه لا قوة إلا بالله، ولا تتكُلّوا إلا عليه وصلى الله على مُحمّد وآله...
10- ومن مواعظه القيمة التي كان يعظ بها أصحابه هذه الموعظة:
أحبكم إلى الله أحسنكم عملاً، وإن أعظمكم عند الله عملاً أعظمكم فيما عند الله رغبة، وإن أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله، وإن أقربكم من الله أوسعكم خلقاً، وإن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله، وإن أكرمكم على الله أتقاكم لله تعالى...
11- ومما وعظ به الإمام أصحابه قوله: إن بين الليل والنهار روضة يرتع في رياضها الأبرار، ويتنعم في حدائقها المتقون، فادأبوا رحمكم الله في سهر هذا الليل بتلاوة القرآن في صدره، وبالتضرع والاستغفار في آخره، وإذا ورد النهار فأحسنوا قراه بترك التعرض لما يرد لكم من محقرات الذنوب فإنها مشرفة بكم على قباح العيوب، وكأن الرحلة قد أظلتكم، وكأن الحادي قد حدا بكم، جعلنا وإياكم من أغبطه فهمه، ونفعه علمه...
12- ومن مواعظه هذه الموعظة القيمة التي حذر فيها من الدّنيا قال عليه السّلام: أحذركم من الدّنيا، وما فيها، فإنها دار زوال وانتقال، تنتقل بأهلها من حال إلى حال، وهي قد أفنت القرون الخالية، والأمم الماضية وهم الذين كانوا أكثر منكم مالاً، وأطول أعماراً، وأكثر آثاراً، أفنتهم الدّنيا، فكأنهم لا كانوا أهلاً، ولا سكانا، قد أكُلّ التراب لحومهم، وأزال محاسنهم، وبدد أوصالهم، وشمائلهم، وغير ألوانهم، وطحنتهم أيدي الزّمان أفتطمعون بعدهم بالبقاء؟ هيهات!! هيهات!! فلابد من الملتقى، فقد بدد ما مضى من عمركم، وما بقي فافعلوا فيه ما سوف يلتقي عليكم بالأعمال الصالحة قبل انقضاء الأجل، وفروغ الأمل، فعن قريب تؤخذون من القصور إلى القبور حزينين غير مسرورين، فكم والله من فاجر قد استكملت عليه الحسرات، وكم من عزيز وقع في مسالك الهلكات حيث لا ينفعه الندم، ولا يغاث من ظلم، وقد وجدوا ما أسلفوا وأخذوا ما تزودوا، ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً فهم في منازل همود وفي عسكر الموتى خمود، ينتظرون صيحة القيامة وحلول يوم الطامة ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى.
حِكَمه عليه السلام
لقد أدلى الإمام زين العابدين عليه السّلام بكثير من الحكم القيمة، والتعاليم الرفيعة التي انبعثت عن خبرته الكاملة لواقع الحياة، وتعمقه في شؤونها الاجتماعية، وخبرته بأحوال النّاس، وأمورهم، وفيما يلي بعض ما أثر عنه:
إنّ للإمام السّجاد عليه السّلام عدّة حكم، نذكر منها:
1ـ قال عليه السّلام: التَارِكُ للأمْرِ بالمَعرُوفِ والنَّهي عَنِ المُنْكَر كَالنَّابِذِ لِكِتَابِ اللهِ وَرَاء ظَهْرِه، إلاَّ أنْ يَتَّقي تُقَاةً.
قيل له: وما يتَّقي تُقاة؟
فقال عليه السّلام: يَخَافُ جَبَّاراً عنيداً أنْ يفرطَ عَلَيهِ أوْ أنْ يَطْغَى.
2ـ قال عليه السّلام: لا يَقلُّ عَمَلٌ مَعَ تَقْوى، وكَيفَ يَقلُّ مَا يُتَقَبَّلُ؟!.
3ـ قال عليه السّلام: أبْغَضُ النّاس إلى اللهِ مَنْ يَقْتَدِي بِسُنَّةِ إِمامٍ ولا يَقْتَدِي بِأعْمَالِه.
4ـ قال عليه السّلام: كَمْ مِن مَفْتونٍ بِحُسْنِ القَولِ فَيه، وكَمْ مِنْ مَغرُورٍ بِحُسنِ السِّترِ عَلَيه، وكَمْ مِن مُسْتَدْرَجٍ بالإحْسَانِ إِلَيه.
5ـ قال عليه السّلام: كَمَالُ دِينِ المُسلِمِ تَرْكُه الكلام فِيمَا لا يَعْنِيه، وَقِلَّةَ مرَائِهِ، وَحِلْمِهِ، وصَبْرِهِ، وَحُسْنِ خُلقِهِ.
6ـ قال عليه السّلام: الرِّضَى بِمَكرُوهِ القَضَاء أرْفَعُ دَرَجَات اليَقينِ.
7ـ قال عليه السّلام: مَن كَرُمَتْ عَليهِ نَفسُه هَانَتِ عَليهِ الدّنيا.
8ـ قيل للإمام السّجاد عليه السّلام: مَنْ أعظم النّاس خطراً؟ قال عليه السّلام: مَنْ لَمْ يَرَ الدّنيا خَطَراً لِنَفسِهِ.
9ـ قال رجلٌ كان بحضرة الإمام السّجاد عليه السّلام: اللَّهم أغنِنِي عن خلقِك، فقال عليه السّلام: لَيْسَ هَكَذا، إِنَّما النّاس بالنَّاسِ، ولكنْ قُلْ: اللَّهُمَّ أغْنِنِي عَنْ شِرَارِ خَلقِكَ.
10ـ قال عليه السّلام: مَنْ قَنع بِمَا قَسَم اللهُ لَهُ فَهْو مِنْ أغنَى النّاس.
11ـ قال عليه السّلام: لا يقلُّ عَمَلٌ مَع تَقوىً، وَكيفَ يَقلُّ مَا يُتقبَّل.
12ـ قال عليه السّلام: اتَّقُوا الكَذِبَ، الصَّغِير مِنْهُ والكَبير، مِن كُلّ جِدٍّ وهَزَلٍ، فإنَّ الرّجل إِذا كَذِبَ في الصَّغيرِ اجْتَرأ عَلَى الكَبير.
13ـ قال عليه السّلام: كَفَى بِنَصْرِ اللهِ لَكَ أنْ تَرَى عَدوَّكَ يَعمَلُ بِمَعاصي اللهِ فِيكَ.
14ـ قال عليه السّلام: الخَيرُ كُلّهُ صِيانَةُ الإنْسانِ نَفسَهُ.
15ـ قال عليه السّلام لبعض بَنيه: يَا بُنيَّ إنَّ اللهَ رَضِيَني لَكَ وَلم يرْضِكَ لِي، فَأوْصَاكَ بِي، وَلَم يُوصِنِي بِكَ، عَليكَ بِالبِرِّ تُحفَة يَسيرة.
16ـ قيل للإمام السّجاد عليه السّلام: مَا الزُّهد؟
فقال عليه السّلام: الزُّهْدُ عَشرَةُ أجْزَاء: فأعْلَى دَرَجَاتِ الزُّهْدِ أدْنَى دَرَجَاتِ الوَرَع، وأعْلَى دَرَجَاتِ الوَرَع أدْنَى دَرَجَاتِ اليَقِين، وَأعْلَى دَرَجَاتِ اليَقينِ أدْنَى دَرَجَاتِ الرِّضَى، وإنَّ الزُّهْدَ في آيَةٍ مِن كِتَابِ اللهِ: لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ الحديد: 23.
17ـ قال عليه السّلام: طَلَبُ الحَوائِجِ إلى النّاس مَذَلَّةً للحَيَاةِ، وَمُذهِبَةً للحَيَاء، واسْتِخْفَافٌ بالوقَار، وهو الفَقْرُ الحَاضِرُ، وقِلَّةِ طَلَب الحَوائِجِ مِن النّاس هُو الغِنَى الحَاضِرُ.
18ـ قال عليه السّلام: إنَّ أحَبَّكُمْ إلَى اللهِ أحْسَنُكُم عَمَلاً، وإنَّ أعْظَمَكُمْ عِندَ اللهِ عَمَلاً أعْظَمُكُمْ فِيمَا عِنْدَ اللهِ رَغْبَةً، وَإنَّ أنْجَاكُم مِنَ عَذَابِ اللهِ أشدُّكُم خَشْيَةً للهِ، وَإنَّ أقْرَبُكُم مِنَ اللهِ أوْسَعكُم خَلقاً، وَإنَّ أرْضَاكُم عِنْدَ اللهِ أسْبَغكُمْ عَلى عِيَالِهِ، وَإنَّ أكْرَمكُمْ عَلَى اللهِ أتْقَاكُم لله.
19ـ قال عليه السّلام لبعض بَنيه: يَا بُنيَّ، اُنظُر خَمْسَةً فلا تُصاحِبْهُم ولا تُحَادِثْهُم ولا ترافِقْهُم فِي طَريق.
فقال بعض بَنيه: يَا أبَتِ، مَنْ هُم؟
قال عليه السّلام: إِيَّاكَ وَمُصَاحَبَةِ الكذَّابِ، فَإنَّه بِمَنزِلَة السَّرَاب، يُقرِّبُ لَكَ البَعيدَ، وَيبعِّد لَكَ القَريبَ، وَإيَّاكَ ومُصَاحَبَةِ الفاسِقِ، فإنَّه بَايَعَكَ بِأكُلّةٍ، أو أقَلّ مِن ذَلِك.
وَإيَّاكَ وَمُصاحَبَةِ البَخيلِ، فَإنَّه يَخذُلُك في مَالِه أحْوج مَا تَكُونُ إِلَيهِ، وَإيَّاكَ وَمُصاحَبَةِ الأحْمَقِ، فَإنَّه يُريدُ أنْ يَنْفعَكَ فَيَضُرَّك، وَإيَّاكَ وَمُصاحَبَةِ القَاطِعِ لِرَحِمِهِ، فَإنِّي وَجَدتُه مَلعُوناً فِي كِتَابِ اللهِ. 20ـ قال عليه السّلام: إنَّ المَعْرِفَةَ وَكَمَالُ دِينِ المُسلِم تَركُه الكلام فِيمَا لا يَعنِيهِ، وَقِلَّة مِرائِهِ وَحِلْمِهِ، وصَبْرِهِ وَحُسن خُلُقِهِ.
21ـ قال عليه السّلام: ابْنَ آدَم، إنَّكَ لا تَزَالُ بِخَيرٍ مَا كَانَ لَكَ وَاعِظٌ مِن نَفسِكَ، وَمَا كَانَتِ المُحَاسَبَةُ مِن هَمِّكَ، وَمَا كَانَ الخَوفُ لَكَ شِعاراً، وَالحَذَرُ لَكَ دثَاراً، ابنَ آدم، إِنَّك ميِّتٌ، وَمَبعوثٌ، وَمَوقُوفٌ بَينَ يَدَي اللهِ جَلَّ وعزَّ، فَأعِدَّ لَهُ جَواباً.
22ـ قال عليه السّلام: لا حَسَبَ لِقرَشِيٍّ وَلا لِعَربيٍّ إلاَّ بِتَوَاضُع، وَلا كَرَمَ إلاَّ بِتَقوَى، وَلا عَمَلَ إلاَّ بِنِيَّةٍ، وَلا عِبَادَةَ إلاَّ بالتَّفَقُّهِ، ألاَ وَإنَّ أبغَضَ النّاس إلى اللهِ مَنْ يَقتَدِي بِسُنَّةِ إمَامٍ وَلا يَقْتَدي بِأعْمَالِهِ.
23ـ قال عليه السّلام: المؤمِنُ مَنْ دُعَائُهُ عَلَى ثَلاث: إَمَّا أنْ يَدَّخِرَ لَهُ، وَإمَّا أنْ يُعَجِّلَ لَهُ، وَإمَّا أنْ يَدفَعَ عَنهُ بَلاءً يُريدُ أنْ يُصيبَهُ.
حديثه عليه السلام
قد روى عليه السّلام مجموعة كبيرة من الأحاديث عن جديه الرّسول الأعظم صلّى الله عليه وآله والإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، وعن أبيه الإمام الحُسين عليه السّلام وغيرهم.
بعض أحاديثه عليه السّلام عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله
روى الإمام زين العابدين عليه السّلام كوكبة مشرقة من الأحاديث بسنده عن جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وهذه بعضها:
1- روى عليه السّلام بسنده عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: انتظار الفرج عبادة، وأن من رضي بالقليل من الرزق رضي الله منه القليل من العمل.
2- روى الإمام عليه السّلام أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: والذي نفسي بيده ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم..
3- روى الإمام عليه السّلام عن أبيه الإمام الحُسين عليه السّلام أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: رأس العقل بعد الإيمان بالله عز وجل التحبب إلى النّاس..
4- روى الإمام عليه السّلام أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: الإيمان قول وعمل
5- روى عليه السّلام أن النّبيّ صلّى الله عليه وآله قال: الإيمان إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالأركان
6- روى الزّهري عن الإمام عليّ بن الحُسين عليه السّلام أن النّبيّ صلّى الله عليه وآله قال: لا يتوارث أهل ملتين، ولا يرث مسلم كافراً، ولا كافر مسلماً.. وقرأ عليه السّلام: الذين كفروا بعضهم أولياء بعض
7- روى الإمام عليه السّلام عن أبي عن جده أمير المؤمنين عليه السّلام أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت..
8- قال عليه السّلام: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق..
10- قال عليه السّلام كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول في آخر خطبته: طوبى لمن طاب خلقه، وطهرت سجيته، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، وأنصف النّاس من نفسه...
بعض أحاديثه عن أمير المؤمنين عليهما السّلام
1- قال عليه السّلام: للمسرف ثلاث علامات: يأكُلّ ما ليس له، ويلبس ما ليس له ويشتري ما ليس له..
2- قال عليه السّلام: حدثني أبي الحُسين عليه السّلام قال: سمعت أبي علياً يقول: الأعمال على ثلاثة أحوال: فرائض، وفضائل، ومعاصٍ، فأما الفرائض فبأمر الله، وبرضى الله، وبقضاء الله، وتقديره، ومشيئته، وعلمه عز وجل، وأما المعاصي فليست بأمر الله، ولكن بقضاء الله، وتقدير الله وبمشيئته وعلمه، ثم يعاقب عليها 40.
وألقى الإمام الأضواء على أفعال الإنسان، وارتباطها بالقضاء والقدر، فكُلّ ما يصدر من الإنسان من عمل يعلم به الله الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولكن لا شيء من أعمال الخير أو الشر قد أجبر عليه العباد، وإنما فوض ذلك لإرادتهم واختيارهم، وقد دلل على ذلك عُلماء الإمامية في كتبهم الكُلّامية.
3- روى عليه السّلام عن أبيه أن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام قال: إن الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة: أخفى رضاه في طاعته، فلا تستصغرن شيئاً من طاعته، فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم، وأخفى سخطه في معصيته، فلا تستصغرن شيئاً من معصيته فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم، وأخفى إجابته في دعوته، فلا تستصغرن شيئاً من دعائه، فربما وافق إجابته وأنت لا تعلم، وأخفى وليه في عباده فلا تستصغرن عبداً من عبيد اله فربما يكون وليه وأنت لا تعلم..
8- قال عليه السّلام: قال أمير المؤمنين: أيها النّاس أتدرون من يتبع الرّجل بعد موته؟ فسكتو، فقال: يتبعه الولد يتركه، فيدعو له بعد موته، ويستغفر له وتتبعه الصدقة يوقفها في حياته، فيتبعه أجرها بعد موته، وتتبعه السنة الصالحة يعمل بها بعده فيتبعه أجرها، وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء...
9- قال عليه السّلام: صلّى أمير المؤمنين عليه السّلام، ثم لم يزل في موضعه حتّى صارت الشمس على قيد رمح، ثم أقبل على النّاس بوجهه، فقال: والله لقد أدركنا اقواماً كانوا يبيتون لربهم سجداً وقياما، يراوحون بين جباههم وركبهم كأن زفير النار في آذانهم إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر، كأن القوم باتوا غافلين، ثم قام عليه السّلام، وما رؤي ضاحكاً حتّى قبض0
ما نُسب إليه من الشعر
الإمام السّجاد قال الشعر صادراً عن عقله وشعوره معاً ونابعاً من تجاربه ومعاناته في الحياة، وكُلّ ما نسب اليه من الشعر جاء في المناجاة والأخلاق والدعوة إلى الخير والفخر، والنهي عن الشر والأمر بمكارم الأخلاق. ولا غرو فالإمام زين العابدين عليه السّلام من الذين كرسوا حياتهم من أجل الحق والفضيلة وتقويم الانحراف والجهاد من اجل إعلاء كُلّمة الإسلام. وهذه مقتطفات من شعره:
قال في إحدى مناجاته التي ترتعد منها الفرائص:
يا نفس حتّى م إلى الدّنيا سكونك، وإلى عمارتها ركونك أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك، ومن رواته الأرض من ألاّفك؟ ومن فجعت به من إخوانك؟!!.
خلت دورهم منهم وأقوت iiعراصهم وساقتهم نحو المنايا iiالمقابر
فهم في بطون الأرض بعد ظهورها محاسنهم فيها بوال iiدوائر
وخلوا عن الدّنيا وما جمعوا iiلها وضمتهم تحت التراب iiالحفائر
فكم خرمت أيدي المنون من قرون، وكم غيرت الأرض ببلائها وغيبت في ترابها ممن عاشرت من البشر وشيعتهم إلى البور ثم رجعت عنهم إلى عمل أهل الإفلاس.
ثم يتابع في نصحه لأهل الدّنيا:
وأن على الدّنيا مكب iiمنافسٍ لخطابها فيها حريص iiمكائر
على خطر تمسي وتصبح لاهياً أتدري بماذا لو عقلت iiتخاطر
وإن امرءاً يسعى لدنياه iiجاهداً ويذهل عن أخراه لا شك خاسر
فحتى على الدّنيا إقبالك؟ وبمغرياتها اشتغالك؟ وقد أسرع إلى قذالك الشيب البشير، وأنذرك النذير، وأنت ساه عما يراد بك ولاه عن غدك وقد رأيت بأم عينك انقلاب أهل الشهوات، وعاينت ما حل بهم من المصائب والنكبات.
وفي ذكر هول الموت والقبر والبلى عــن اللهو والـلـذات iiزاجـر
أبـعد اقـتراب الأربـعين iiتربص وشـيب قـذال مـنذ ذلـك iiذاعر
كـأنك مـعني بـما هـو iiصـائر لـنفسك عـمداً أو عن الرشد iiحائر
فحول نظرك إلى الأمم الماضية والقرون الخالية كيف اختطفتهم عوادي الأيام فأفناهم الحمام، فامحت من الدّنيا آثارهم وأصبحوا رمماً تحت التراب إلى يوم الحشر والحساب.
وأضحوا رميماً في التراب وأقفرت مـجالس مـنهم عطلت iiومقاصر
وحـلوا بـدار لا تـزاور iiبـينهم وأنـى لـسكان الـقبور الـتزاور
فـما أن تـرى إلا قبوراً ثووا iiبها مـسطحة تـسفي عليها الأعاصر
ثم يحذر عليه السّلام المتكبرين ويعظ الملوك الجبارين الذين نزل بهم ما لا يصد فتعالى العزيز القهار، مبيد المتكبرين وقاصم الجبارين الذي ذل لعزه كُلّ سلطان، وباد بقوته كُلّ ديان:
مـليك عـزيز لا يـرد iiقـضاؤه حـكيم عـليم نـافذ الأمر iiقاهر
عـنا كُـلّ ذي عـز لعزة iiوجهه فـكم مـن عزيز للمهيمن iiصاغر
لقد خضعت واستسلمت وتضاءلت لـعزة ذي العرش الملوك iiالجبابر
ويتابع عليه السّلام تحذيره للناس عامة من الدّنيا ومكائدها، وما نصبت للناس من مصائبها، وتحلت لهم من زينتها وأظهرت لهم من بهجتها ومن شهواتها وأخفت عنهم من مكائدها وقواتلها:
وفي دون ما عينت من فجعاتها إلـى دفـعها داع وبالزهد آمر
فـجد ولا تـغفل وكن متيقظاً فـعما قـليل يترك الدار عامر
فـشمّر ولا تفتر فعمرك زائل وأنـت إلى دار الإقامة صائر
ولا تـطلب الـدّنيا فإن نعيمها وإن نـلت منها غبه لك iiضائر
وما دام اللبيب على ثقة من زوال الدّنيا وفنائها، فلماذا يحرص عليها ويطمع في بقائها، وكيف تنام عينه وتسكن نفسه وهو يتوقع الممات في جميع أموره!!.
إلا لـه ولـكنا نـغر iiنفوسنا وتـشغلنا الـلذات عما نحاذر
وكيف يلذ العيش من هو iiموقن بموقف عدل يوم تبلى iiالسرائر
كـأنا نرى أن لا نشور، iiوإنما سدى ما لنا بعد الممات مصادر
وبعد الوقوع في الخطايا وانغماسه في الرزايا يبكي على ما سلف ويتحسر على ما فاته من الدّنيا، فيشرع بالاستغفار حين لا ينجيه لا استغفار ولا اعتذار من هول المنية ونزول البلية:
أحـاطت بـه أحزانه وهمومه وأبـلس لـما أعجزته iiالمقادر
فليس له من كربة الموت فارج ولـيس لـه مما يحاذر iiناصر
وقد جشأت خوف المنية iiنفسه تـرددها مـنه اللها iiوالحناجر
فتذكر أيها الإنسان الحالة التي أنت صائر إليها لا محالة، فإنك منقول إلى دار البلى ومدفوع إلى هول ما ترى:
ثـوى مـفرداً فـي لحده iiوتوزعت مـواريـثـه أولاده iiوالأصـاهـر
واحـنوا عـلى أمـواله iiيقسمونها فـلا حـامد مـنهم عـليها وشاكر
فـيا عـامر الـدّنيا ويا ساعياً iiلها ويـا آمـناً مـن أن تدور iiالدوائر
ولـم تـتزود لـلرحيل وقـد iiدنـا وأنـت عـلى حـال وشيك iiمسافر
فـيا لـهف نفسي كم أسوف iiتوبتي وعـمري فـان والـردى لي iiناظر
وكُلّ الذي أسلفت في الصحف مثبت يـجازي عـليه عـادل الحكم iiقادر
تـخرب مـا يـبقى وتـعمر iiفانياً فـلا ذاك مـوفور ولا ذاك iiعـامر
وهـل لـك إن وافـاك حتفك iiبغتة ولـم تـكتسب خيراً لدى الله عاذر
أتـرضى بأن تفنى الحياة وتنقضي وديـنك مـنقوص ومـالك iiوافـر
روى الزّهري قال: كان عليّ بن الحُسين عليه السّلام يناجي ربه تعالى ويقول: قل لمن قل عزاؤه، وطال بكاؤه، ودام عناؤه، وبان صبره، وتقسم فكره، والتبس عليه أمره، من فقد الأولاد، ومفارقة الآباء والأجداد، ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد؟.
تـعـز فـكُلّ لـلمنية ذائـق وكُـلّ ابن أنثى للحياة مفارق
فـعمر الفتى للحادثات iiدريئة تـناهبه سـاعاتها iiوالـدقائق
كـذا نـتفانا واحدا بعد iiواحد وتـطرقنا بالحادثات iiالطوارق
وفيم وحتى م الشكاية iiوالردى جـموح لآجـال البرية iiلاحق
فكُلّ ابن أنثى هالك وابن هالك لمن ضمنته غربها iiوالمشارق
فـلابد من إدراك ما هو iiكائن ولابـد من إتيان ما هو iiسابق
فما للإنسان والخلود إلى دار الأحزان والهوان، وقد نطق القرآن بالبيان الواضح في سورة الرحمن كُلّ من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
فالشباب للهرم، والصحة إلى السقم، والوجود إلى العدم، فلماذا التلهف والندم وقد خلت من قبلنا الأمم:
أتـرجو نـجاة من حياة iiسقيمة وسـهم الـمنايا للخليقة iiراشق
سـرورك موصول بفقدان iiلذة ومن دون ما تهواه تأتي العوائق
وحـبك لـلدنيا غرور iiوباطل وفـي ضمنها للراغبين iiالبوائق
فأين السلف الماضون وأين الأهلون والأقربون وأين الأنبياء المرسلون فقد طحنتهم المنون، وفقدتهم العيون وإنا إليهم صائرون. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
إذا كـان هـذا نـهج من كان iiقبلنا فـإنـا عـلـى آثـارهم iiنـتلاحق
فكن عالما أن سوف تدرك من مضى ولـو عـصمتك الراسيات iiالشواهق
فـما هـذه دار الـمقامة iiفـاعلمن ولـو عـمر الإنـسان ما ذر iiشارق
فتأمل وتبصر واسأل أين من بنى القصور وهزم الجيوش وجمع الأموال، أين ملك الفراعنة والأكاسرة والغساسنة؟
كـأن لـم يكونا أهل عز iiومنع ولا رفـعت أعـلامهم iiوالمناجق
ولا سكنوا تلك القصور التي بنوا ولا أخـذت مـنهم بعهد iiمواثق
وروى طاووس الفقيه قال: رأيت زين العابدين عليه السّلام يطوف بالبيت من العشاء إلى السحر ويتعبد ثم قال: .. إذا قيل للمخفين جوزوا وللمثقلين حطوا أمع المخفين أجوز أم مع المثقلين أحط؟ ويلي كُلّما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب أما آن لي أن أستحي من ربي؟ ثم أنشأ يقول:
أتـحرقني بـالنّار يا غاية المنى فـأين رجـائي ثـم أين iiمحبتي
أتـيـت بـأعمال قـباح iiرديـة وما في الورى خلق جنى كجنايتي
وحدث عبد الله بن المُبارك أنه كان في بعض السنين يساير الحاج إذ رأى صبياً سباعياً أو ثمانياً يسير في ناحية الحاج بلا زاد ولا راحلة فقال له: مع من قطعت البر؟ فقال: مع الباري جل شأنه، فسأله عن راحلته وزاده فأجابه: بأن زاده تقواه وراحلته رجلاه وقصده إلى مولاه سبحانه وتعالى، فكبر في عينه وازداد تعجبه فتشوق إلى استكشاف نسبه فقال: هاشمي علوي فاطمي. وكان هذا يفسر مواهبه الأدبية فسأله عن معرفته بالشعر فاستنشده من شعره فقال:
لنحن على الحوض iiرواد نــذود ونـسـقي وراده
ومـا فـاز من فاز إلا iiبنا ومـا خاب من حبنا iiزاده
ومن سرنا نال منا السرور ومـن سـاءنا ساء iiميلاده
ومـن كـان غاصبنا حقنا فـيـوم الـقيامة iiمـيعاده
ثم فارقه ولم يشاهده إلا بالأبطح، فرآه جالساً وحوله جماعة يسألونه عما أبهم عليهم من الحلال والحرام وما أشكُلّ عليه فإذا هو زين العابدين عليه السّلام ومما يروى له صلوات الله عليه قوله:
نحن بنو المصطفى ذوو غصص يـجرعها فـي الأنـام كـاظمنا
عـظيمة فـي الأنـام iiمـحنتنا أولــنـا مـبـتلى وآخـرنـا
يـفرح هـذا الـورى iiبـعيدهم ونـحـن أعـيـادنا iiمـآتـمنا
والناس في الأمن والسرور iiوما يـأمن طـول الـزّمان iiخـائفنا
ومـا خـصنا به من الشرف iiال طـائـل بـيـن الأنـام iiآفـتنا
يـحكم فـينا والـحكم فـيه لنا جـاحـدنا حـقـنا iiوغـاصبنا
ذكر الألوسي في روح المعاني عند قوله تعالى: يا أيها الرّسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من النّاس إن الله لا يهدي القوم الكافرين 2. علم الأسرار والحقيقة ثم قال أشار إلى هذا رئيس العارفين عليّ زين العابدين حيث قال:
إنـي لأكـتم من علمي iiجواهره كيلا يرى الحق ذو جهل iiفيفتننا
وقـد تـقدم فـي هذا أبو iiحسن إلى الحُسين وأوصى قبله الحسنا
فـرب جـوهر علم لو أبوح iiبه لـقيل لي أنت ممن يعبد iiالوثنا
ولاسـتحال رجال مسلمون iiدمي يـرون أقـبح مـا يأتونه iiحسنا
وذكر ابن شهر آشوب في المناقب أن الأصمعي قال: كنت أطوف ليلة بالبيت الحرام فإذا شاب ظريف عليه ذؤابتان وهو متعلق بأستار الكعبة ويقول نامت العيون إلى أن قال:
يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم يـا كاشف الضر والبلوى مع iiالسقم
قـد نـام وفـدك حول البيت قاطبة وأنـت وحـدك يـا قـيوم لـم iiتنم
أدعـوك ربـي دعـاء قد أمرت iiبه فـارحم بـكائي بحق البيت iiوالحرم
إن كـان عفوك لا يرجوه ذو iiسرف فـمن يـجود عـلى العاصين iiبالنعم
وقال عليه السّلام مخاطباً الحكام الظالمين:
لـكم مـا تدعون بغير iiحق إذ ميز الصحاح من iiالمراض
عـرفتم حـقنا iiفـجحدتمونا كما عرف السواد من البياض
كـتاب الله شـاهدنا iiعـليكم وقـاضياً الإلـه فنعم iiقاض
وقال عليه السّلام ليزيد بن معاوية:
لا تطمعوا أن تهينونا iiفنكرمكم وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
والله يـعـلم إنـا لا iiنـحبكم ولا نـلـومكم أن لا iiتـحبونا
قال: صدقت يا غلام، ولكن أراد أبوك وجدك أن يكونا أميرين، والحمد لله الذي قتلهما وسفك دماهما.
فقال عليه السّلام: لم تزل النبوة والأمرة لآبائي وأجدادي من قبل أن تولد.
مكاتيبه عليه السلام
إن من يتصفح هذه الرسائل يجدها طافحة بالتعاليم الإسلامية، مملوءة بالمواعظ والحكم والأخلاق.
نذكر بعض ما ورد من كتب الإمام زين العابدين عليه السّلام:
1- من كتاب له عليه السّلام إلى عبد الملك بن مروان جواباً عن كتاب كتبه إليه:
أما بعد فقد بلغني كتابك تعنفني بتزويجي مولاتي، وتزعم أنه كان في نساء قريش من أمجد به في الصهر، واستنجبه في الولد، وأنه ليس فوق رسول الله صلّى الله عليه وآله مرتقى في مجد، ولا مستزاداً في كرم، وإنما كانت ملك يميني خرجت مني بأمر أراده الله عز وجل التمست فيه ثوابه، ثم ارتجعها على سنته، ومن كان زكياً في دين الله فليس يخل به شيء من أمره، وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة، وتمم به القضية، وأذهب اللوم، فلا لوم على امرئ مسلم، إنما اللوم لوم الجاهلية والسلام.
فلما قرأ عبد الملك الكتاب رمى به إلى ابنه سليمان فقرأه ثم قال: يا أمير المؤمنين: لشد ما فخر عليك عليّ بن الحُسين.
قال عبد الملك: لا تقل ذلك يا بني، فإنها ألسن بني هاشم، وإن عليّ بن الحُسين يا بني يرتفع من حيث يتضع النّاس.
ثم التفت عبد الملك لجلسائه فقال: أخبروني عن رجل إذا أتى منا يضع النّاس لم يزده إلا شرفاً.
قالوا: ذاك أمير المؤمنين.
قال: لا والله.
قالوا: ما نعرف إلا أمير المؤمنين.
فقال عبد الملك: فلا والله، ما هو بأمير المؤمنين، ولكنه عليّ بن الحُسين.
2- بلغ عبد الملك أن سيف رسول الله صلّى الله عليه وآله عند عليّ بن الحُسين فبعث يستوهبه منه ويسأله الحاجة، فأبى عليه، فكتب إليه عبد الملك يهدده، وأنه يقطع رزقه من بيت المال.
فأجابه عليه السّلام: أما بعد: فإن الله ضمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون. والرزق من حيث لا يحتسبون وقال جل ذكره: إن الله لا يحب كُلّ خوان فخور، فانظر أيّنا أولى بهذه الآية.
3- من كتاب له عليه السّلام إلى مُحمّد بن مسلم الزّهري يعظه به:
كفانا الله وإياك من الفتن، ورحمك من النار، نعم الله بما أصح من بدنك، وأطال من عمرك، وقامت عليك حجج الله بما حمّلك من كتابه، وفقهك فيه من دينه، وعرّفك من سنة نبيه مُحمّد صلّى الله عليه وآله، فرض لك في كُلّ نعمة أنعم بها عليك، وفي كُلّ حجة أحتج بها عليك الفرض فما قضى إلى ابتلى شكرك في ذلك، وأبدى فيه فضله عليك فقال: لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد.
فانظر أيَّ رجل تكون غداً إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها، وعن حججه عليك كيف قضيتها، ولا تحسبن الله قابلاً منك بالتعذير، ولا راضياً منك بالتقصير، هيهات هيهات ليس كذلك، أخذ على العُلماء في كتابه إذ قال: لتبيننه للناس ولا تكتمونه.
واعلم أن أدنى ما كتمت، أخف ما احتملت أن آنست وحشة الظالم وسهلت له طريق الغي بدنوك منه حين دنوت، وأجابتك له حين دُعيت، فما أخوفني أن تكون تبوء بإثمك غداً مع الخونة، وأن تُسأل عما أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة، إنك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك، ودنوت ممن لم يردَّ على أحد حقاً، ولم تردَّ باطلاً حين أدناك، وأحببت من حادَّ الله، أوليس بدعائه إياك حين دعاك، جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم، وسلماً إلى ضلالتهم، داعياً إلى غيهم، سالكاً سبيلهم، يدخلون بك الشك على العُلماء، ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم، فلم يبلغ أخص وزرائهم، ولا أقوى أعوانهم إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم، واختلاف الخاصة والعامة إليهم، فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك، وما أيسر ما عمرو لك، فكيف ما خربوا عليك، فانظر لنفسك فإنه لا ينظر لها غيرك، وحاسبها حساب رجل مسؤول.
وانظر كيف شكرك لمن غذّاك بنعمه صغيراً وكبيراً، فما أخوفني أن تكون كما قال الله في كتابه: فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا.
إنك لست في دار مقام، أنت في دار قد آذنت برحيل، فما بقاء المرء بعد قرنائه، طوبى لمن كان في الدّنيا على وجل، يا بؤس لمن يموت وتبقى ذنوبه من بعده.
أحذر فقد نبئت، وبادر فقد أجلت، إنك تعامل من لا يجهل، وإن الذي يحفظ عليك لا يغفل، تجهز فقد دنا منك سفر بعيد وداوِ ذنبك فقد دخله سقم شديد، ولا تحسب أني أردت توبيخك وتعنيفك وتعبيرك، لكني أردت أن ينعش، الله ما فات من أريك، ويردَّ إليك ما عزب من دينك، وذكرت قول الله تعالى في كتابه: وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
أغفلت ذكر من مضى من أسنانك وأقرانك، وبقيت بعدهم كقرن أعضب، انظر هل ابتلوا بمثل ما ابتليت، أم هل وقعوا في مثل ما وقعت فيه، أم هل تراهم ذكرت خيراً علموه، وعلمت شيئاً جهلوه، بل حظيت بما حلَّ من حالك في صدور العامة وكُلّفهم بك، إذا صاروا يقتدون برأيك، ويعملون بأمرك إن أحللت أحلوا، وإن حرمت حرموا وليس ذلك عندك ولكن أظهرهم عليك رغبتهم فيما لديك، ذهاب علمائهم وغلبة الجهل عليك وعليهم، وحب الرئاسة، وطلب الدّنيا منك منهم، أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرة وما النّاس فيه من البلاء والفتنة، قد ابتليتهم وفتنتهم بالشغل عن مكاسبهم مما رأوا، فتاقت نفوسهم إلى أن يبلغوا من العلم ما بلغت، أو يدركوا به مثل الذين أدركت، فوقعوا منك في بحر لا يدرك عمقه، وفي بلاء لا يقدر قدره، فالله لنا ولك وهو المستمعان.
أما بعد فاعرض عن كُلّ ما أنت فيه حتّى تلحق بالصالحين الذين دفنوا في اسما لهم لاصقة بطونهم بظورهم، ليس بينهم وبين الله حجاب، ولا تفتنهم الدّنيا ولا يفتنون بها، رغبوا فطلبوا، فما لبثوا أن لحقوا، فإذا كانت الدّنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ مع كبر سنك، ورسوخ علمك، وحضور أجلك، فكيف يسلم الحدث في سنة، الجاهل في علمه، المأفون في رأيه، المدخول في عقله، إنا لله وإنا إليه راجعون على من المعول، وعند من المستعتب؟ نشكو إلى الله بثّنا وما نرى فيك، ونحتسب عند الله مصيبتنا بك.
فانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيراً وكبيراً وكيف إعظامك لمن جعلك بدينه في النّاس جميلاً، وكيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته في النّاس ستيراً، وكيف قربك أو بعدك ممن أمرك أن تكون منه قريباً ذليلاً، مالك لا تنتبه من نعستك، وتستقيل من عثرتك: والله ما قمت لله مقاماً واحداً أحييت له ديناً، أو أمت له فيه باطلاً فهذا شكرك من استحملك وما أخوفني أن تكون كمن قال الله تعالى في كتابه: أضاعوا الصّلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّاً ما استحملك كتابه، واستودعك علمه فأضعتها، فنحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به والسلام.
بعض وصاياه عليه السلام
ومن الوسائل التي اتبعها أئمتنا عليهم السّلام للنهوض بالمجتمع هي وصاياهم الكثيرة، الحافلة بالإرشاد والتوجيه.
وفي هذه الصفحات بعض ما ورد من وصايا الإمام عليّ بن الحُسين عليهما السّلام:
1- من وصيّة له عليه السّلام لابنه الإمام الباقر عليه السّلام:
يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق. فقال: يا أبت من هم عرفنيهم؟
قال: إياك ومصاحبة الكذاب، فإنه بمنزلة السراب، يقرب البعيد، ويبعد لك القريب، وإياك ومصاحبة الفاسق، فإنه بايعك بأكُلّة أو أقل من ذلك، وإياك ومصاحبة البخيل، فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصاحبة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله عز وجل في ثلاثة مواضع، قال الله عز وجل: فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم وتقطعوا أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم وقال عز وجل: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار وقال في سورة البقرة: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون0
2- من وصية له عليه السّلام لبعض أصحابه:
قال أبو حمزة الثمالي: كان عليّ بن الحُسين يقول لأصحابه: أحبكم إلى الله أحسنكم عملاً، وإن أعظمكم فيما عند الله رغبة، وإن أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله، وإن أقربكم من الله أوسعكم خلقاً، وإن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم لله تعالى0
3- من وصية له عليه السّلام أوصى بها الزّهري:
قال الإمام الباقر عليه السّلام: دخل مُحمّد بن مسلم بن شهاب الزّهري على عليّ بن الحُسين عليه السّلام وهو كئيب حزين، فقال له: ما لك مغموماً؟
قال: يا ابن رسول الله هموم وغموم تتوالى عليّ لما امتحنت به من جهة حساد نعمي، والطامعين فيَّ، وممن أرجوه، وممن أحسنت إليه فيختلف ظني.
فقال له عليّ بن الحُسين عليه السّلام: أحفظ عليك لسانك تملك به إخوانك.
فقال الزّهري: يا ابن رسول الله إني أحسن إليهم بما يبدر من كلامي.
فقال عليه السّلام: هيهات هيهات، إياك أن تعجب من نفسك بذلك، وإياك أن تتكلّم بما يسبق إلى القلوب إنكاره وإن كان عندك اعتذاره، فليس كُلّ ما تسمعه شراً يمكنك أن توسعه عذراًَ.
ثم قال: يا زهري من لم يكن عقله من أكمل ما فيه كان هلاكه من أيسر ما فيه، يا زهري أما عليك أن تجعل المُسلمين منك بمنزلة أهل بيتك، فتجعل كبيرهم بمنزلة والدك، وتجعل صغيرهم بمنزلة ولدك، وتجعل تربك منهم بمنزلة أخيك فأي هؤلاء تحب أن تظلم. وأيَّ هؤلاء تحب أن تدعو عليه، وأيَّ هؤلاء تحب أن تنتهك ستره، وإن عرض لك إبليس لعنه الله فضلاً على أحد من أهل القبلة، فانظر إن كان أكبر منك فقل: قد سبقني بالإيمان والعمل الصالح فهو خير مني، وإن كان أصغر منك فقل: قد سبقته بالمعاصي والذنوب فهو خير مني، وإن كان تربك فقل: أنا على يقين من ذنبي ومن شك من أمره، فما لي أدع يقيني لشكي، وإن رأيت المُسلمين يعظمونك ويوقرونك ويبجلونك فقل: هذا فضل اخذوا به، وإن رأيت منهم جفاءً وانقباضاً فقل: هذا لذنب أحدثته، فإنك إن فعلت ذلك سهل الله عليك عيشك، وكثر أصدقاؤك، وقل أعداؤك، وفرحت بما يكون من برهم، ولم تأسف على ما يكون من جفائهم.
وأعلم أن أكرم النّاس على النّاس من كان خيره عليهم فائضاً، وكان عنهم مستغنياً متعففاً، وأكرم النّاس بعده عليهم من كان مستعففاً وإن كان إليهم محتاجاً، فإنما أهل الدّنيا يتعقبون الأموال، فمن لم يزدحمهم فيما يتعقبونه كرم عليهم، ومن لم يزاحمهم فيها ومكنهم من بعضها كان أعز وأكرم0
4- من وصية له عليه السّلام لأصحابه:
عن أبي حمزة الثمالي قال: قال عليّ بن الحُسين عليهما السّلام لأصحابه: أوصيكم إخواني بالدار الآخرة ولا أوصيكم بدار الدّنيا فإنكم عليها حريصون، وبها متمسكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم عليه السّلام للحواريين؟ فانه قال: الدّنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها. وقال: أيكم يبني على موج البحر داراً، تلكم دار الدّنيا فلا تتخذوها قرارا.
5- قال الإمام الباقر عليه السّلام: كان عليّ بن الحُسين عليهما السّلام يقول لولده: اتقوا الكذب، الصغير منه والكبير، في كُلّ جد وهزل، فإن الرّجل إذا كذب في الصغير اجترئ على الكبير، أما علمتم أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: لا يزال العبد يصدق حتّى يكتبه الله عز وجل صادقاً، ولا يزال العبد يكذب حتّى يكتبه الله كاذبا0
شهادته عليه السلام
كان الإمام يتمتع بشعبية هائلة، فقد تحدث النّاس - بإعجاب - عن علمه وفقهه وعبادته، وعجبت الأندية بالتحدث عن صبره، وسائر ملكاته، وقد احتل قلوب النّاس وعواطفهم، فكان السعيد من يحظى برؤيته، والسعيد من يتشرف بمقابلته والاستماع إلى حديثه، وقد شق ذلك على الأمويين، وأقضّ مضاجعهم وكان من أعظم الحاقدين عليه الوليد بن عبد الملك، فقد روى الزّهري أنه قال: لا راحة لي، وعلي بن الحُسين موجود في دار الدّنيا وأجمع رأي هذا الخبيث الدنس على اغتيال الإمام حينما آل إليه الملك والسلطان، فبعث سماً قاتلاً إلى عامله على يثرب، وأمره أن يدسه للإمام ونفذ عامله ذلك، وقد تفاعل السم في بدن الإمام، فأخذ يعاني أشد الآلام وأقساها، وبقي حفنة من الأيام على فراش المرض يبث شكواه إلى الله تعالى، ويدعو لنفسه بالمغفرة والرضوان، وقد تزاحم النّاس على عيادته، وهو عليه السّلام يحمد الله، ويثني عليه أحسن الثناء على ما رزقه من الشهادة على يد شر البرية.
وصاياه لولده الباقر عليهما السّلام
وعهد الإمام زين العابدين إلى ولده الإمام مُحمّد الباقر عليهما السّلام بوصاياه، وكان مما أوصاه به ما يلي:
1- أنه أوصاه بناقته، فقال له: إني حججت على ناقتي هذه عشرين حجة لم أقرعها بسوط، فإذا نفقت فادفنها، لا تأكُلّ لحمها السباع، فإن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلا جعله الله من نعم الجنة، وبارك في نسله ونفذ الإمام الباقر ذلك.
2- أنه أوصاه بهذه الوصية القيمة التي تكشف عن الجوانب المشرقة من نزعات أهل البيت عليهم السّلام فقد قال له: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، فقد قال لي: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله.
3- أنه أوصاه أن يتولى بنفسه غسله وتكفينه وسائر شؤونه حتّى يواريه في مقره الأخير.
إلى جنّة المأوى
وثقل حال الإمام، واشتد به المرض، وأخذ يعاني آلاماً مرهقة، فقد تفاعل السم مع جميع أجزاء بدنه، وأخبر الإمام أهله أنه في غلس الليل البهيم سوف ينتقل إلى الفردوس الأعلى، وأغمي عليه ثلاث مرات، فلما أفاق قرأ سورة الفاتحة وسورة إنا فتحنا ثم قال عليه السّلام: الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء فنعم أجر العاملين.
وارتفعت روحه العظيمة إلى خالقها كما ترتفع أرواح الأنبياء والمرسلين، تحفها بإجلال وإكبار ملائكة الله، وألطاف الله وتحياته.
لقد سمت تلك الروح العظيمة إلى خالقها بعد أن أضاءت آفاق هذه الدّنيا بعلومها وعبادتها وتجردها من كُلّ نزعة من نزعات الهوى.
تجهيزه عليه السّلام
وقام الإمام أبو جعفر الباقر بتجهيز جثمان أبيه، فغسل جسده الطاهر، وقد رأى النّاس مواضع سجوده كأنها مبارك الإبل من كثرة سجوده لله تعالى، ونظروا إلى عاتقه كأنه مبارك الإبل، فسألوا الباقر عن ذلك، فقال أنه من أثر الجراب الذي كان يحمله على عاتقه، ويضع فيه الطعام، ويوزعه على الفقراء والمحرومين وبعد الفراغ من غسله أدرجه في أكفانه، وصلى عليه الصّلاة المكتوبة.
تشييعه عليه السّلام
وجرى للإمام تشييع حافل لم تشهد يثرب له نظيراً فقد شيعه البر والفاجر، والتفت الجماهير حول النعش العظيم والهين جازعين في بكاء وخشوع، وإحساس عميق بالخسارة الكبرى، فقد فقدوا بموته الخير الكثير، وفقدوا تلك الروحانية التي لم يخلق لها مثيل لقد عقلت الألسنة، وطاشت العقول بموت الإمام، فازدحم أهالي يثرب على الجثمان المقدس فالسعيد من يحظى بحمله، ومن الغريب أن سعيد بن المسيب أحد الفُقهاء السبعة في المدينة لم يفز بتشييع الإمام والصلاة عليه، وقد أنكر عليه ذلك حشرم مولى أشجع، فأجابه سعيد: أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أصلي على هذا الرّجل الصالح في البيت الصالح. وهو اعتذار مهلهل فإن حضور تشييع جنازة الإمام عليه السّلام الذي يحمل هدي الأنبياء من أفضل الطاعات وأحبها عند الله تعالى.
في مثواه الأخير
وجيء بالجثمان الطاهر وسط هالة من التكبير والتحميد إلى بقيع الغرقد، فحفروا له قبراً بجوار قبر عمه الزكي الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله صلّى الله عليه وآله وأنزل الإمام الباقر عليه السّلام جثمان أبيه فواراه في مقره الأخير، وقد وارى معه العلم والبر والتقوى، ووارى معه روحانية الأنبياء والمتقين.
وبعد الفراغ من دفنه هرع النّاس نحو الإمام الباقر، وهم يرفعون إليه تعازيهم الحارة، ويشاركونه في لوعته وأساه، والإمام مع أخوته وسائر بني هاشم يشكرونهم على مشاركتهم في الخطب الفادح الجلل، والمصاب العظيم!!.
زيارته عليه السلام
زيارة أئمة البقيع
أئمة البقيع عليهم السّلام هم: الإمام الحسن المجتبى والإمام زين العابدين والإمام مُحمّد الباقر والإمام جعفر الصّادق عليهم السّلام إذا أردت زيارتهم فاعمل بما سبق من آداب الزيارة من الغسل والكون على الطهارة ولبس الثياب الطاهرة النظيفة والتطيب والاستئذان للدخول ونحو ذلك وقل أيضاً:
يا مواليّ يا أبناء رسول الله عبدكم وابن أمتكم الذليل بين أيديكم والمضعف في علو قدركم والمعترف بحقكم جاءكم مستجيراً بكم قاصداً إلى حرمكم متقرباً إلى مقامكم متوسلاً إلى الله تعالى بكم. أأدخل يا موالي أأدخل يا أولياء الله أأدخل يا ملائكة الله المحدقين بهذا الحرم المقيمين بهذا المشهد.
وادخل بعد الخشوع والخضوع ورقة القلب وقدّم رجلك اليمنى وقل:
الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً والحمد لله الفرد الصمد الماجد الأحد المتفضل المنان المتطوّل الحنان الذي منّ بطوله وسهل زيارة ساداتي بإحسانه ولم يجعلني عن زيارتهم ممنوعاً بل تطوّل ومنح.
ثم اقترب من قبورهم المقدسة واستقبلها واستدبر القبلة وقل:
السّلام عليكم أئمة الهدى السّلام عليكم أهل التقوى السّلام عليكم أيها الحجج على أهل الدّنيا السّلام عليكم أيها القوّام في البرية بالقسط السّلام عليكم أهل الصفوة السّلام عليكم آل رسول الله السّلام عليكم أهل النجوى أشهد أنكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله وكُذِّبتم وأُسيء إليكم فغفرتم وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهتدون وأن طاعتكم مفروضةٌ وأن قولكم الصدق وأنكم دعوتم فلم تُجابوا وأمرتم فلم تُطاعوا وأنكم دعائم الدّين وأركان الأرض لم تزالوا بعين الله ينسخكم من أصلاب كُلّ مطهرٍ وينقلكم من أرحام المطهرات لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء ولم تشرك فيكم فتن الأهواء طبتم وطاب منبتكم مَنّ بكم علينا ديان الدّين فجعلكم في بيوتٍ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وجعل صلاتنا عليكم رحمةً لنا وكفارةً لذنوبنا إذ اختاركم الله لنا وطيب خلقنا بما مَنّ علينا من ولايتكم وكنا عنده مسمّين بعلمكم معترفين بتصديقنا إياكم وهذا مقام من أسرف وأخطأ واستكان وأقرّ بما جنى ورجا بمقامه الخلاص وأن يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى من الردى فكونوا لي شفعاء فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم أهل الدّنيا واتخذوا آيات الله هزواً واستكبروا عنها يا من هو قائمٌ لا يسهو ودائمٌ لا يلهو ومحيطٌ بكُلّ شيء لك المن بما وفقتني وعرّفتني بما أقمتني عليه إذ صد عنه عبادك وجهلوا معرفته واستخفوا بحقه ومالوا إلى سواه فكانت المِنّة منك عليّ مع أقوامٍ خصصتهم بما خصصتني به فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي هذا مذكوراً مكتوباً فلا تحرمني ما رجوت ولا تخيبني فيما دعوت بحرمة مُحمّد وآله الطاهرين وصلى الله على مُحمّد وآل مُحمّد.
ثم ادع لنفسك بما تريد.
وقال الطوسي رضي الله عنه في التهذيب: ثم صلِّ صلاة الزيارة ثمان ركعات، أي صلِّ لكُلّ إمام ركعتين.
والحمد لله رب العالمين
السلام عليك يا زين العُبّاد يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تُبعث حيّاً